دور الوالدين في تحسين التعليم

يعتقد البعض أن التغير يجب أن يأتي من أعلى سلطة للدولة، ويبقى منتظراً لتلك القرارات لتصدر و يتفنن في إلقاء اللوم على الآخرين و إن كان هو جزء من ضعف الانجاز لدى المؤسسات العامة لدينا. كل أب و أم يرسل ابنه أو ابنته للمدرسة في كل يوم دون أن يكون هناك إلمام بما سيواجهه الطالب\ة في ذلك المبنى ذو الأسوار العالية. تلك المباني يتم فيها بناء جيل جديد و تكوين مفاهيمه و غرس قيمه و أفكاره، و محاولة التخفيف من السلوكيات الغير جيدة.

ربما افترض في هذه المقالة أن غياب دور الاباء والأمهات ساهم في ضعف التعليم لدينا، و الأسباب لذلك كثيرة، منها:

  • عدم اهتمام كثير من الآباء بما يحدث داخل المدرسة.
  • عدم الإطلاع على المستجدات و الأنشطة التي تكون في المدرسة.
  • ضعف التواصل مع الابن و سؤاله عما يدرس؟ و عمن يدرسه؟ و كيف يدرسه؟ و مستوى رضاه عما يحدث في حجرة الصف.
  • ضعف التواصل مع المدرسة (من تجربتي: الأب الذي يهتم بابنه، يهتم المعلم بابنه).
  • عدم مساعدة الطالب لتخطي العقبات التي تواجه، و تحويل ذلك إما لمدرس خصوصي أو غيره. و لو بذل الوالدان جزءًا من وقتهما لكان ذلك مشجعاً للطالب  ويساهم في غرس حب التعلم لديه.

هذه بعض الأسباب فقط وربما من تبحر في الموضوع و جد الكثير من الأسباب.

خطوات عملية لتحسين عملية التعليم و التفاعل مع المدرسة

أولاً: البذل قبل المحاسبة: يجب على كل أب وأم أن يفكر في مدى دعمه وتشجيعه لمدرسة ابنه، هذا الدعم يظهر ليس فقط في الدعم المادي كما يتوهم البعض، بل إن الدعم النفسي والعلمي والعملي أهم في بعض الأحيان. كم من الخبراء لدينا حرم التعليم من خبراتهم ولو على نطاق المدرسة وكم من الأفكار لم تصل لمسامع متخذي القرار في المدرسة ولو بذل كل شخص منا من وقته وجهده القليل لحصدنا الكثير.

 

ثانياً: مجموعة الضغط: يجب ان يكون لدى الآباء\الامهات مجموعة ضغط، يمارسون حقوقهم التي منحها لهم نظام التعليم، حيث أن النظام ينص على أن يكون هناك مجلس مدرسة و مجلس الآباء و المعلمين و من خلال هذه المجالس يمارس الآباء ضغطهم ليصلحوا من حال التعليم لدينا، هذا الضغط يبدأ بالتعاون في حل المشاكل التي تواجه المدرسة، و توفير المتطلبات الناقصة سواء عن طريق البحث عن داعمين او التبرع الشخصي، أو أن يكون هنالك احتفالات و فعاليات يكون لها مردود مادي يدخل في صندوق مجلس الاباء والمعلمين.

 

ثالثاً: إدارة الصراع: من المهم جداً التأكيد بأن الأمور العظيمة لا تأتي مجاناً، يجب أن يقاتل الآباء من أجل تطوير التعليم والحفاظ على أبناءهم وضمان جودة التعليم المقدم لهم. في بداية الأمر سيواجه الكثير حالات من الصراع خصوصاً عندما يعتقد كل طرف بأنه الأحق بالأمر، لذا فالمهم هو العمل الجاد الهادف للتطوير و التحسين. إن الصراع هو جزء من حياة الناس و في حقل التعليم يجب أن تغلب المصلحة العامة و أن لا يسعى كل طرف لكسب المواقف فقط، بل يجب أن يبقى التعاون و التكامل بين الأدوار هو سيد الموقف.

 فاجعة لكن هل إعتبرنا منها؟

نشرت صحيفة المدينة في عددها ١٨٠٩٧ بتاريخ١٥-٣-٢٠١٢ الحادثة التي فجعت أهالي المدينة عندما دهس ذلك الطالب البريئ ذو ١٠ سنوات، تحت عجلات الشيول أمام مدرسة سعيد بن زيد الابتدائية أثناء حصة التربية البدنية. فما حدث بعد ذلك؟ هل تم توفير ملعب آمن للطلاب؟ هل تم محاسبة الإدارة والمعلمين؟ هل تم التعاون لجعل بيئة المدرسة آمنة؟ إن مثل هذه الحوادث لو حدثت في إحدى الدول المتقدمة، لضج الناس كلهم ولتم إصلاح الوضع من فوره، فما بالنا نرى الموت يحتف أبناءنا في المدارس ولا نسعى لفعل شيء سوى التذمر والسخط. كان الأولى بالأباء في تلك المدرسة أن يمتنعوا عن إرسال ابناءهم لتلك المدرسة حتى يتم إصلاح الوضع وأن يتوجهوا لإدارة التعليم وإلزامهم بحل الوضع وأن يرفع للمقام السامي. أما أن يترك الوضع هكذا بدون أن تهتم المدارس بوسائل السلامة ونسمع قصصاً وحوادث يذهب ضحيتها أطفال لا ذنب لهم إلا أن مدارسهم كانت لا تهتم بوسائل السلامة ولا توفر بيئة آمنة لهم (فكرياً، نفسياً، جسدياً صحياً مع انصراف الاباء عن المطالبة والمساهمة في تحسين التعليم لهو أمر يجعلنا نفكر ملياً في كيفية تفعيل دور الأسرة في تطوير التعليم والضغط نحو التحسين الممكن.
ملاحظة: النسخة الأصلية من المقالة لنفس الكاتب نشرت في جريدة الإقتصادية بتاريخ الاثنين 12 محرم 1434 هـ. الموافق 26 نوفمبر 2012 العدد 6986.

تحتاج للمساعدة في اختيار موضوع البحث، استراتيجية البحث، أو اتخاذ أي من القرارات الأخرى المهمة؟
استفد من خبرائنا في البحث العلمي

(5) ردود
  1. shady_mounerian
    shady_mounerian says:

    معلومات مفيدة جدا لتطوير التعليم فنحن كطلاب لنا افكار جيدة كما اعتقد ولكن هل يسمعنا احد

    فانا اقترح ان تطرح المدرسة كل شهر مشكلة ما تواجهها ثم تعقد اجتماع فى الخميس الاخير من كل شهر ويسمى اليوم المفتوح للاهالى والطلاب ويقدم من عنده حل لهذه المشاكل اقتراحه مكتوب ويناقشه امام الجميع تخيلوا كم من الاقتراحات ستعرض على ادارة المدرسة وكم من افكار جديدة سوف تعرض علينا

    لقد سئمنا من نظام التعليم العقيم هذا

    لدى اقتراح ان

    تعمل شبكة انترنيت متصلة ببعضها البعض فى كل مدرسة وتوجد شاشات عرض لكل مكان بالمدرسة فى حجرة المدير بحيث يعلم ما يحدث فى كل فصل بالمدرسة وهو فى مكانه ويكون مسجل ليكافئ المجتهد من المدرسيين ويحاسب المهمل منهم

    كذلك يوجد بالمداس كم كبير من الموظفين مثل الوكلاء وحدث ولا حرج عن مدرسى المسرح وعددهم المهول فى كل مدرسة على الرغم من عدم وجود مسارح فى كثير من المدارس وهم ايضا لا يقومون بأى عمل مع العلم بانهم المفروض انهم يمسرحوا المناهج ولكن هذا لا يحدث فانا كطالب اعتبرهم عبأ على الدولة وعلى ميزانيتها

    كذلك يوجد مدرسين آسف فى التعبير معدومى الضمير بمعنى الكلمة لايقومون بعملهم نهائى مما يجعلنا نلجا كطلاب للدروس التى يعطيها نفس هؤلاء المعلمين فى الخارج ولكن بيقظة واهتمام لانها مدفوعة الاجر

    كما اقترح بتسليم كل طالب اى باد محمل عليه المنهج كله لكل صف ويتعهد ولى الامر عند التسليم بان يسلمه للمدرسة آخر العام كما استلمه بحالته الجيدة وهذا الجهاز يسلم للجيل الذى بعده وهكذا مما يوفر علينا طبع كتب ورميها آخر العام على الرغم من تكلفتها العالية وارهاقها لميزانية التعليم ولكن يعتبر اى باد معمر ولن يكلف الا صيانة كل عام فى الاجازة بعد ان يسلموه الطلاب للمدرسة من ادارة تنشأ مخصوص من مهندسى الحاسبات والمعلومات مع وضع عليه بعض الالعاب التى تحتاج لتفكير والتى تجذب الطالب وتشغل مخه وتكسبه معلومات جديدة كنوع من الثقافة العامة مع وضع برامج ايضا كالمترجم بعدة لغات وكذلك قاموس عربى عربى لتقوية اللغة العربية لدى الطلاب

    وبالنسبة للجان التى تمر على المداس ارجو المرور دون اعطاء ميعاد مسبق للمدرسة حتى تكون المتابعة فجأة ليأخذ كل مدرس حقه اما بالايجاب او بالسلب ليعمل الجميع دون ان يمثلوا العمل يوم ان تحضر اللجان فقط وعلى التابع ان يطلب من مدير المدرسة بان يشاهد ما حدث فى اى يوم يختاره من الايام السابقة التى تكون بدورها مسجلة على الحاسب الالى عند المديرويفرغه على اسطوانه ليرى السلبيات ويقومها ويعطى للمدرسة فرصة لتقويم هذه السلبيات ومهلة محددة فاذا تكرر منهم هذه السلبيات يعفى المدير من العمل وكذلك المتسبب فى هذه السلبيات
    كذلك الايجابيات يجازى بها المدرس حتى يحتزى بحزوه باقى المدرسين ويكتب على لوحة تعمل بالكمبيوتر فى مدخل المدرسة اسمه ومكافأته وسببها تعدى على شريط متحرك

    اعلم اننى طولت على حضرلتكم ولكن كل ما اتمناه ان يصل الى رد منكم هل اعجبتكم افكارى ام لا لاننى عندى افكار كثيرة اخرى ولكن لا اريد التطويل عليكم فقد كتبت بعض من اقتراحاتى هذه على موقع الوزارة للتربية والتعليم ولكن لم يرد على احد فارجو الرد حتى اتشجع واكتب لكم باقى افكارى لتطوير التعليم والله الموفق

    رد

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.