كافة المواضيع و الأقسام المتعلقة بالبحث العلمي

موضوع تحليل البيانات موضوع مهم بلا شك، فمن خلاله يمكن النظر إلى و إستخلاص مختلف النتائج و التوقعات من خلال الأرقام و غيرها، إلا أن هذا الموضوع، و هو تحليل البيانات أو الأرقام و إجراء الإختبارات الإحصائية و غيرها يبدو صعبا جدا للعديد من الباحثين، خصوصا غير المتخصصين في الإحصاء منهم أو الذين ليس لديهم إلمام كافي بالإختبارات الإحصائية و المعادلات و غيرها (أمثالي شخصيا!).

قبل البدء في اختيار أي إختبارات إحصائية أو التطرق لها و طرق القيام بها، من المهم جدا معرفة مستويات القياس الخاصة بالبيانات (Data Scales)، خصوصا و أنه هنالك العديد من الأرقام و البيانات التي يمكن الحصول عليها سواء من خلال مصادر جمع البيانات الأساسية (Primary/Empirical) أو الثانوية (Secondary).

تكمن أهمية معرفة مستويات قياس البيانات بشكل أساسي و حيوي في أن ذلك يؤثر على نوعية الإختبارات الإحصائية التي يمكن تطبيقها لاحقا على البيانات

و لتوضيح ذلك بشكل آخر، يمكننا القول بأنه إذا كنت تعمل على دراسة أو بحث ما، من المهم بعد تحديدك لسؤال البحث أو الغرض من البحث أن يكون لديك إلمام بنوع الإختبارات الإحصائية التي تحتاج لتطبيقها لتحقيق هذا الغرض، و بناء على معرفتك بنوع الإختبارات الإحصائية، تقوم بالبحث أكثر عن هذه الإختبارات الإحصائية لمعرفة أي نوع أو مستوى قياس للبيانات تقبله هذه الإختبارات الإحصائية.
إلمامك بذلك منذ البداية يساعدك في التخطيط جيدا و اختيار طرق جمع البيانات المناسبة بحيث توفر لك بيانات متوافقة مع نوعية الإختبارات الإحصائية التي تحتاج لتطبيقها.

الآن و قد اتضحت حيوية و مدى أهمية معرفة مستويات قياس البيانات، دعونا نستعرض هذه الأنواع، علما بأن كل نوع يتبعه ما هو أشمل منه:

إضغط على الصورة لاستعراض مصدرها

المقياس الإسمي (Nominal Scale)

بشكل مبسط، يدل هذا النوع من المقاييس على التصنيفات أو الأقسام، بحيث أنه ١) معناته كذا، ٢) معناته كذا، الخ…

التصنيفات في هذه الحالة مختلفة و غير متكررة و ليس لها أي دلالة رقمية، فالأرقام في هذه الحالة لم توضع إلا لسهولة التعامل مع الأقسام. فالبيانات (الأرقام) في هذه الحالة فقط تصنّف البيانات و لا تعطي لها أي ترتيب.
على سبيل المثال، الأرقام الموجودة على قمصان فريق كرة القدم، هي فقط لتصنيف اللاعبين، و لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقول أن اللاعب رقم ١٠ أقوى مرتين من اللاعب رقم ٥. من الأمثلة الأخرى على هذا النوع من البيانات: الجنس، الفئة العمرية، نوع المدرسة، الموضوع الذي تم تدريسه، و غيرها.

 

المقياس الرتبي أو الترتيبي (Ordinal Scale)

هذا المقياس يصنّف البيانات كما هو حال المقياس السابق لكن يضيف إليها خاصية الترتيب، بحيث أنه يمكن وضع التصنيفات في ترتيب واضح متسلسل. من الأمثلة الواضحة على هذا النوع من المقاييس هي المقاييس الخاصة بالتقييم (Rating Scale) أو مقاييس لايكرت (Liker Scale).

ترتيب هذه التصنيفات قد يكون من الأصغر للأكبر أو من الأضعف للأقوى أو الأفضل للأسوء لكن المهم في هذا المقياس أن التصنيفات لها ترتيب واضح.
على سبيل المثال، في أحد الدراسات قد يستخدم الباحث سؤالا و يوفر الاختيارات التالية للإجابة: ١) أوافق بشدة، ٢) أوافق، ٣) محايد، ٤) لا أوافق، ٥) لا أوافق بشدة.

في المثال السابق يبدو واضحا أن التصنيفات في السؤال المطروح لها ترتيب واضح، إلا أنه مع أن هنالك ترتيب واضح للتصنيفات، يفتقر هذا الترتيب لمقياس أو تبرير واضح لطريقة توزيع هذه التصنيفات و مدى الفروقات بينها أو المسافات بين كل تصنيف و الذي يليه في الترتيب. ففي هذه الحالة لا يمكن معرفة ما إذا كانت المسافة بين التصنيف الأول و الثاني مساوية للمسافة بين التصنيف الرابع و الخامس في السؤال أعلاه. و لا يمكننا القول بأن الإجابة أوافق جدا تساوي الإجابة أوافق مرتين.

فالخلاصة فيما يتعلق بهذا النوع، أن البيانات فيه يمكن ترتيبها إلا أن المسافة بين مختلف التصنيفات المتاحة غير واضحة أوتم إختبارها بمقياس رقمي واضح.

 

مقياس الفترة (Interval Scale)

في هذا النوع، هنالك مسافات موزونة، متساوية و واضحة بين التصنيفات، بالإضافة إلى إحتفاظه بمزايا النوعين الماضية و هي التنصيف و الترتيب. في هذا النوع من المقاييس، يمكن معرفة المسافة بين التصنيفات، الأفراد أو العناصر الجاري دراستها بدقة. بسبب وجود مسافات متساوية بين العناصر في هذا النوع من المقاييس، يطلق على هذا المقياس أيضا (Equal-interval scale). فعلى سبيل، الفرق أو المسافة بين ٣ و ٤ درجات مئوية هو نفسه الفرق أو المساقة بين ٩٨ و ٩٩ درجة مئوية.

الفارق الوحيد الواضح في هذا النوع من المقاييس هو أنه ليس هنالك قيمة حقيقية للصفر (No True Zero) في البيانات. فمثلا في حالة قلنا درجة الحرارة هي ٠ مئوية فإن هذا لا يعني إنعدام الحرارة من الوجود إنما نقصد أن الجو بارد.

على سبيل المثال أيضا، إذا ما أخذنا مقياس الفهرنهايت، نجد أن درجة تجمد الماء هي ٣٢ درجة و ليس الصفر، و بالتالي، لا يمكننا القول بأن ١٠٠ درجة فهرنهايت تساوي ٥٠ درجة فهرنهايت مرتين، لأن المقياس نفسه لا يبدأ من الصفر.

هذا النوع من المقاييس إستخدامه نادر، و جميع الإختبارات الإحصائية التي تنطبق على هذا النوع من البيانات هي نفسها للمقياس التالي.

 

المقياس النسبي أو مقياس النسبة (Ratio Scale)

يحتفظ هذا النوع من المقاييس بمزايا الثلاثة أنواع السابقة، فهو يصنّف، يرتّب و يوضح المسافات بشكل متساوي و موزون، و بالإضافة لذلك، يضيف قيمة حقيقة للصفر، بشكل يمكّن الباحث من معرفة النسب و اختلافاتها بين مختلف العناصر بسهولة. فالباحث يمكنه الإشارة إلى عنصر بأنه أقوى مرتين من العنصر الآخر أو أنه أطول بعشر مرات من العنصر الآخر، و هكذا. أيضا، إذا ما قلنا أن شخص ما لديه حسابه صفر في البنك فالمقصود هو إنعدام أي شئ من حسابه. لذلك يعتبر هذا النوع من البيانات هو الأقوى، نظرا لأنه يمكن إستخدام و معرفة و مقارنة النسب من خلاله.

من الأمثلة على هذا النوع، مقدار الأموال التي لديك أو في حسابك في البنك، عدد أفراد مجتمع أو مجموعة ما، الوقت الذي تم إستخدامه لإنهاء مهمة أو مشروع ما، الدخل، سنوات التدريس، الدرجات في الإختبار.

غالبا، الإختبارات الإحصائية التي يمكن تطبيقها على النوعين الأخيرة من مقاييس البيانات غالبا ما تكون أقوى من تلك التي يمكن تطبيقها على النوعين الأولى.

 

تجدر الإشارة إلى أنه من المفترض على الباحث أن يحدد نوع المقياس الخاص بالمتغيرات الذي يتعامل معها و لا يفترض أن نوع المقياس هذا معروف بالضرورة للمتغيرات المختلفة التي يتعامل معها. فنوعية المقياس الخاص بالمتغيرات هو شئ يقوم الباحث بتحديده، مع تبرير الإختيار الخاص بالمقياس الذي ربطه بأي من المتغيرات في دراسته.

أيضا، فيما يتعلق بالمقاييس أعلاه، يلاحظ بأن المقياس النسبي هو الأكثر قوة فيما يتعلق بنوع البيانات التي يمكن التعامل معه و الإختبارات الإحصائية، إلا أنه في بعض الأحيان، يتم إستخدام مقاييس أقل قوة لخدمة أهداف البحث، فعلى سبيل المثال، قد لا يكون هنالك حاجة للبيانات ذات المقياس النسبي في الدراسة، بكل يمكن الإكتفاء بالبيانات ذات المقياس الرتبي.

– COHEN, L., MANION, L., & MORRISON, K. (2011). Research methods in education. London, Routledge.

دليل مفيد و مفصل يتناول الإستبيانات و أنواعها و مراحل تصميمها و أنواع الأسئلة التي يمكن طرحها و طرق قياسها للمهند السبيعي. مفيد جدا لكل باحث يرغب في أستخدام هذه الطريقة من طرق جمع البيانات في دراسته. كل الشكر للمؤلف، و نسأال الله له الأجر و أن يكون صدقة جارية له.


في حالة وجود أي مشاكل في عرض الدليل هنا يمكنك زيارة المصدر مباشرة، دليل تصميم الإستبيانات للمهند السبيعي

مناقشة الأساليب و الطرق

بعد حضوري مؤخرا لورشة عمل متخصصة في كتابة البحث العلمي و نشره، و إستمتاعي بما جرى من نقاش بين أفراد المجموعات المختلفة و كيف أننا استطعنا مناقشة بعض الأساليب البحثية و الطرق، بل و حتى الأفكار البحثية و تطويرها، وددت أن أكتب عن أهمية النقاش و مشاركة الخبرات، خصوصا للباحثين.

أحد السلبيات التي ربما سببها تراكم خبرات الآخرين السلبية و المنتشرة كثيرا في وطننا العربي هي مسألة عدم مشاركة الآخرين في الأفكار، سواءً كانت أفكار ربحية، بحثية أو غيرها، و السبب الواضح هو حتى لا يسبقك آخرين، أو حتى من تشارك معه هذه المعلومة في القيام بها! و تجد أن هذا منتشر باختلاف المستويات أو التخصصات. و قد تجده أيضا منتشراً في بعض الجهات أيضا، فتجد بعض الإدارات تسعى لمعرفة أسرار الإدارات المنافسة، و كل هذا بلا شك يولد ما قد يسمى بالمنافسة السلبية أو غير الإيجابية.

 

حتى في البحث العلمي، قد تجد الكثيرين ممن لا يرغبون في مشاركتك أي شئ حول عملهم أو بحثهم، و هو من حقهم، فالخيار لهم، إلا أنهم بذلك، قد يفوتوا على نفسهم فرصة كبيرة في الإحتكاك بالآخرين و الإستفادة من خبراتهم و إقتراحاتهم، خصوصا إذا ما كانوا أنفسهم مبتدئون في البحث العلمي و يجهلون الكثير عنه، كطلاب الماجستير و الدكتوراة مثلا. لذلك إذا كنت مبتدئا في البحث العلمي، لا تكن من هؤلاء! بل كن بين و بين!

إذا ما أخذنا مرحلة الدكتوراة كمثال، فمن الطبيعي جداً أن يحس باحث الدكتوراة ببعض العزلة. فطبيعة عمله على الأغلب أنه يقرأ العديد من الكتب في المكتبة أو المنزل. أضف إلى ذلك إلى أنه كل ما كان متخصصا بشكل أكبر في موضوع ما، قل عدد الأشخاص الذين من الممكن أن يتناقش معهم في هذا الموضوع المتخصص.

 

بغض النظر عن مدى تخصص الموضوع من عدمه فإنه في العديد من الأحيان، غالبا ما تكون هنالك تشابهات كثيرة فيما يتعلق بأساليب البحث العلمي المتبعة أو طرق جمع البيانات و تحليلها، إن لم تكن هي نفسها المتبعة في تخصصات أو دراسات أخرى. فعلى سبيل المثال لا الحصر، نجد أن هنالك إختبارات إحصائية معينة غالبا ما يتم إستخدامها عند الرغبة في دراسة صحة العلاقات المقترحة في نموذج (Model) ما.

هذه التشابهات أو وجود نوع من التقارب يبن الأساليب و الطرق بين البحث الذي تعمل عليه و البحث الذي يعمل عليه الآخرون تمثل فرصة مناسبة جدا لمناقشتهم و معرفة إقتراحاتهم، و حتى في بعض الأحيان، الوصول من خلال النقاش إلى طرق أفضل يمكن إتباعها من تلك التي كنت ستتبعها أو كان الطرف الآخر سيتبعها. بالإضافة إلى ذلك، تمثل هذه النقاشات متنفس للباحث يساهم في إبعاده عن العزلة التي قد يكون فيها بسبب تخصصه أو عدم مناقشته مع الآخرين.

 

الهدف من هذا الموضوع؟ كن إيجابيا و بادر!

  • بغض النظر عن موضوعك أو فكرتك و مدى علاقتها بالطرف الآخر من عدمها، و بغض النظر عما إذا كان الطرف الآخر أهل للثقة أم لا، قم بمشاركة هذه الأفكار أو الأساليب و الطرق معه فأنت لن تخسر شيئا، فجميع هذه الطرق و الأساليب منشورة و مكتوبة في كتب و مجلات، الخ…
  • كن إيجابيا منصتا معه حينما يتحدث و وضّح له أي تساؤلات أو إقتراحات لديك، و التي من الممكن أن تساهم في تحسين العمل الذي يقوم به، و على الأغلب، سيبادلك الطرف الآخر نفس الشئ، و سيساعدك من خلال إقتراح بعض الطرق أو الوسائل المختلفة.
  • لا تستصغر من نفسك أو ما لديك من خبرة حتى و إن كنت مبتدئا (طالب دكتوراة في السنة الأولى مثلا!)، ففي كثير من الأحيان، قد تكون أنت متخصصا أو لديك إلمام بجوانب ما لا يعلم عنها الطرف الآخر. فعلى سبيل المثال، و من خلال خبرتي الشخصية، وجدت أن نقاشي مع بعض من الباحثين الذين لي علاقة بهم داخل الجامعة ساهم في إثراء معلوماتهم خصوصا فيما يتعلق بالجوانب و الأدوات التقنية و استخدامتها المختلفة لخدمة البحث العلمي.
  • في حالة لم يبادلك الطرف الآخر بطرح الأراء و الأفكار قد يكون ذلك لعدم إلمامه و عدم رغبته في إقتراح شئ ليس متأكداً منه!
  • أحسن النية، و هي مشاركة و نشر العلم! و لا تنسى أن أجر نشر العلم عظيم.

ملاحظة: روابط شراء النسخ التعليمية المخفضة في آخر الموضوع.
ملاحظة٢: شارك في مسابقة البحث العلمي و فد تفوز بأحد النسخ من هذا البرنامج!

أنا شخصيا من المهتمين جدا بالإطلاع على أحدث التقنيات باستمرار و مدى إمكانية إستخدامها لخدمة أهدافي المختلفة سواء من ناحية التعليم، البحث العلمي أو غيرها.

برنامج Scrivener هو أحد البرامج التي أتابعها منذ فترة، و هو برنامج يوفر بيئة ممتعة، مناسبة و مثمرة للكتابة بعيدة كل البعد عن برامج الكتابة التقليدية مثل مايكروسوفت وورد أو ما شابهه، حيث يتميز البرنامج في أنه يعتمد أسلوب التقسيم إلى أجزاء صغيرة، بحيث يمكن التفرغ لكتابة كل ما تريده في أي من هذه الأقسام بشكل سهل و سلس دون الحاجة إلى استخدام ملف وورد أو عدة ملفات وورد بشكل قد يصعب مهمة الكتابة إلى حد كبير، خصوصا إذا ما كنا نتحدث عن كتابة رسالة للدكتوراة مثلا أو كتاب ما.

البرنامج يستخدم من قبل الكتاب، الباحثين، الصحفيين، المحامين، و الطلاب و غيرهم من حول العالم. يمكنك الإطلاع على الفوائد التي يوفرها البرنامج لكل من هؤلاء. كما يمكنك الإطلاع على قائمة لعديد من الكتاب الذين استخدموا البرنامج لنشر قصصهم، أعمالهم أو كتبهم المختلفة.

من الموقع الخاص بالبرنامج:

While traditional word processors effectively penalise experimentation by treating all writing as though it is as simple and linear as composing a letter or memo, Scrivener’s feature-set encourages you to find the best structure for your arguments and ideas

الجميل في الموضوع أنه يمكن من خلال البرنامج، و عند رغبتك و بالطريقة التي تراها مناسبة، يمكن جمع كل هذه الأقسام الصغيرة في ملف واحد جاهز للطباعة، أو لإرساله للمراجعة (لمشرفك مثلا)، دون الحاجة لنسخ كامل النص و لصقه في أي برنامج آخر. علما بأن البرنامج يوفر إمكانية تجميع هذه الأقسام الصغيرة المختلفة إلى العديد من الإمتدادات لعل أهمها: الوورد، آي بوك (ePub)، كيندل، PDF، RTF.

شخصيا أعاني كثيرا في الإعتماد على ملف وورد واحد في كتاباتي حيث أن ذلك يحدك بشكل كبير و تصبح العملية صعبة جدا إذا ما كان الملف كبيرا جدا، حيث تصعب عملية متابعة الأقسام المختلفة و الملاحظات و غيرها. أما في حالة أردت أن تعمل على آكثر من ملف ستواجه بلا شك صعوبة في تصور و ربط مختلف الأجزاء و حتى عملية جمعها و تنسيقها مستقبلا ستصبح صعبة.

البرنامج بدأ كبرنامج خاص على نظام الماك إلا أنه صدر منه نسخة للوندوز! (قد تختلف المزايا بين نسخة البرنامج على النظامين)

ملاحظة: شخصيا لا أدري مدى فعاليته من ناحية كتابة النصوص العربية، علما بأن مطور البرنامج راسلني في تويتر و أبدى دعم البرنامج بشكل مناسب للغات التي تكون طريقة عرضها من اليمين لليسار، كالعربية و غيرها.

تجربة/شراء البرنامج

البرنامج يشتمل على العديد من المزايا المختلفة، لكن في نظري هذه هي النقاط الأساسية التي دفعتني بلا شك إلى تجربته و شرائه:

  • أصبح الآن متوفرا على نظامي ماك و وندوز مع إمكانية مزامنة العمل بين أكثر من جهاز (شريطة الأخذ بالتوجيهات الموجودة هنا و إتباعها)!
  • إذا كانت هنالك أفكار لأقسام جديدة، كل ما علي هو إضافة قسم و توضيح الغرض منه و العودة لاحقا عندما أريد للنظر في القسم و الكتابة فيه.
  • عدم الحد من طريقة كتابتي حيث كل ما علي هو الإنتقال مباشرة للقسم الخاص.
  • إمكانية تحديث كل قسم و الإحتفاظ بنسخ سابقة (Snapshot) من القسم بحيث يمكن مقارنة ما تم عمله مثلا مع ما كان في نفس القسم قبل عدة أشهر لمتابعة تطور الأفكار أو غيرها.
  • إمكانية الوصول إلى عملي من خلال الآيفون أو الآيباد و أيضا التحرير في و إضافة أقسام جديدة حسب الحاجة، و هو أمر مفيد جدا خصوصا عند السفر أو عدم توفر اللابتوب مثلا.
  • إمكانية قوية جدا من ناحية ترتيب المحتويات و فرزها و استخدام الكلمات المفتاحية و المختصرات و غيرها.
  • تعددية الإستخدامات، فالبرنامج الهدف منه تسهيل عملية الكتابة لك، أما فيما يتعلق بالإستخدامات فهو أمر عائد لك.
  • سهولة جمع الأقسام و بالتنسيق الذي أراه مناسبا في ملف واحد.

 

فيديوهات حول إستخدامات البرنامج

هنالك العديد من الفيديوهات المتوفرة على شبكة الإنترنت، لكني شخصيا أعجبت جدا بهذا الفيديو (باللغة الإنجليزية): إستخدامات برنامج Scrivener في التعليم و البحث.

يمكنك الإطلاع أيضا على مقدمة عن البرنامج من قبل الشركة. علما بأنه لدى الشركة صفحة خاصة بالفيديوهات التي تستعرض البرنامج و المزايا أو الأقسام المختلفة فيه.

تجربة البرنامج

يمكن تنزيل النسخة التجريبية للبرنامج و تجربته قبل الشراء. أنصح بشدة بتجربته لأنه قد يصبح أهم برنامج للكتابة لديك!
بعد التجربة، يمكنك الإستفادة من الروابط التالية لشراء النسخ المخفضة أو غيرها.

شراء البرنامج

يمكن من خلال الروابط التالية شراء البرنامج على:

الوندوز Windows

النسخة التعليمية المخفضة للطلاب و المدرسين و الباحثين
Buy Scrivener for Windows (Education Licence)
النسخة العادية
Buy Scrivener for Windows (Regular Licence)

الماك Mac

النسخة التعليمية المخفضة للطلاب و المدرسين و الباحثين
Buy Scrivener 2 for Mac OS X (Education Licence)
النسخة العادية
Buy Scrivener 2 for Mac OS X (Regular Licence)

هل شجعتك لتجربة هذا البرنامج؟ ممتاز! فضلا شاركنا بتجربتك مع البرنامج من خلال المساحة المخصصة للتعليقات.

العديد من الباحثين المبتدئين يقعون في حيرة في فهم مناهج البحث، وذلك يؤدي إلى الخلط في استخدام الطرق البحثية بدون وعي لافضل استخدام لها، أو ربما يؤدي إلى أخطاء تؤدي بالبحث إما للضعف أو للرفض من قبل المحكمين لمخالفته المشهور من التوجهات العالمية في طرق البحث. في الدراسات الاجتماعية استقر أمر الكثير من العلماء على مدرستين أساسيتين: المدرسة الكمية والمدرسة النوعية. المدرسة الكمية تنطلق من الفلسفة الوضعية وهي تهتم في المقام الأول بأن الحقيقة واحدة، وتهتم بمدى قياس هذه الحقيقة، لذا تجدها تهتم كثير بأدوات القياس والاختبار.  …

 يقول كوهين ( Kuhn, 1970 )  “نحن نعيش في عصر الثورة المنهجية“.

 أغلب الباحثني خلال القرن الماضي نشأوا في ظل الفلسفة الوضعية، المنهج الكمي أو التجريبي وخصوصا في العقود المتأخرة. كان التحدي الاكبر لهذه الفلسلفة في أن الحقيقة متغيرة وتأخذ أشكالًاً متعددة مما يؤدي إلى تشكيل تغير في تفكير العارفين بها وتغير

في المعرفة. إن المدرسة الوصفية أو النوعية أو التفسيرية أو الظواهريتيه

 (Naturalistic inquiry, ethnographic methodologies, qualitative research, interpretive research)

– سمها ما شئت – تنظلق من أن الحقيقة متغيرة وليست ثابتة. وفي داخل هذه المدرسة يوجد العديد من المسميات والمصطلحات يقول (تيسش  Tesch .1990) : بانه استطاع جمع اكثر من ستة واربعين مصطلحاً في المدرسة النوعية.

وخروجا من الإشكال الكبير وهو المصطلح سنعتمد تسمية البحث النوعي والبحث الكمي في هذه التدوينات التي أتمنى أن تصدر في كتاب منشور بعد اكتمال أجزاءها.

إن فهم المنهج النوعي يعتمد على رؤيته من خلال المحتوى الذي يبنى فيه مشكلة البحث، ويزداد الفهم بقدر التجربة والتطبيق. إن السياقات التي تكون موضوع البحث ليست مفتعلة بل هي في سياقها الطبيعي، لذا على الباحث أن يغوص في أعماقها حتى يفهمها ككل؟

كذلك فإن المشاركين في البحث النوعي يتحدثون عن تجاربهم، شعورهم، أفكارهم، الخ ولرسم منظورهم الخاص من خلال الكلمات أو الافعال. لذا فالبحث النوعي هو عملية تفاعلية بين الباحث والمشارك وطبيعة المشكلة أو البحث، وبعبارة أخرى فإن المشارك يدرس أو يعلم الباحث عن حياته الطبيعة. لذا فطريقة البحث داخل البحث النوعي تختلف باختلاف الموضوع ولا توجد طريقة واحدة صالحة لدراسة جميع المواضيع.

إن البحث النوعي يعتمد على الفلسفة القائلة بأن الحقيقة ليست واحدة وأنها متعدده ومتغيره وتتشكل وتبنى تباعا لفهم مجموعة من الناس او الافراد، لذا فتجد أن في المنظمة الواحدة العديد من الافكار والحقائق حول موضوع واحد.

من جانب اخر يستعرض (ارلاندسون  Erlandson .1993) الاشكال الفلسفي القائم على أنه إذا كانت الحقيقة واحدة فقط وموضوعية، فكيف تنسجم المعلومات والمعارف الجديدة مع المعلومات أو النظريات السابقة؟ مما يدفعنا للتساؤل عن الآتي:

 هل المعرفة السابقة خاطئة ؟ أم هل المعرفة الجديدة خاطئة؟ أم أن الربط السابق بين النظرية والمعرفة كان خاطئا؟  بناء المعارف الإضافية؟ إذن إن افتراض تغير الحقيقة وارد حتى نثبت عكس ذلك مما يدلنا على ان تراكم المعرفة تكمن في التصحيح الذاتي. وإن المشاكل التي يجب علينا التغلب عليها هي الأخطاء المنطقية الأخطاء في العينة البحثية بتطوير التفكير المنطقي وزيادة العينة البحثية. إن الاختلاف في التصورات قد يحل بملئ الفراغ في المعرفة الشخصية و التصحيح الأخطاء المنطقية.

البحث النوعي يفترض أن الحقيقة متعددة والإختلاف الذي تتضمنه لا يمكن حله بالتحليل المنطقي العقلي أو زيادة البيانات.

مجالات البحث النوعي :

من الصعب تحديد جميع المجالات التي يمكن أن يتناولها البحث النوعي، ولكن من أهمها هو السعي لاكتشاف مواقف واتجاهات الناس تجاه القضية المبحوثة، سلوكياتهم، القيم ، الدوافع والتطلعات، الثقافة وأنماط الحياة.

اما طرق جمع المعلومات فاشهرها:
1- المقابلات تسجل صوتيا -ثم يتبعها بالكتابة
2- المذكرات اليومية (مثلا المذكرات التقييمة التي يكتبها المدرس حول تقدم الطلاب في مهارة ما)
3- الملاحظات ( حقلية )
4- الوثائق وتشمل:
التقارير والخطط والكتيبات والمنشورات

اما الاسباب التي تدفع الباحث لاختيارها فكما اشار الدكتور فيما سبق ولعلي ازيد هنا بعض النقاط:
1- اذا كان الهدف من البحث هو الكشف عن المعاني الدقيقة والعميقة للموضوع.
وذلك من اجل الحصول على معرفة اكبر – او كانت الفكرة معقدة اكثر مما نعتقد وتحتاج لفك الكثير من الطلاسم
2- اذا كانت النظرية غير مكتملة الجوانب او غير متاحة للجميع لفهم الموضوع او المشكلة
3- اذا كان مجمتع الدراسة صغير جدا ( مثلا رواد الفضاء في العالم العربي) ( بعض الامراض السلوكية التي تكون غير منتشرة بشكل كبير) او كما احب ان افترض دائما انني لو اخترت عينة بحثي من ( الوزراء الذين تعاقبوا على وزراتنا الحبيبية التربية والتعليم )
4- اذا كان من الصعوبة بمكان استخدام الطريقة الكمية مع المشاركين في الدراسة فمثلا لا يمكن استخدام الاستبيان الالكتروني في موضوع قياس مدى سعادة الاطفال في عمر سنتين ( هنا يجب استخدام الملاحظة والمقابلة مع الام او الطفل اذا كان يتكلم في عمر اكبر مثلا)
او كان المشاركين غير متعلمين فيصعب استخدام الطريقة الكمية لانها غير مجدية معهم

اما المميزات لهذه الطريقة فهي كالتالي:
1- انه يمكن القيام بها بسرعة .
2- بها من المرونة الشيء الكثير.
3- تتيح للباحث والقارئ الكثير من التوضيح.
4- امكانية المتابعة والتطوير.
5- كم هائل من المعلومات التي قد لانستطيع ايجادها من الطريقة الكمية.
6- تمكين المشاركين لكي يدلوا باصواتهم ووجهات نظرهم وهذا بخلاف الكمية التي تحدد وتحصر اسباب المشكلة مثلا في مجموعة من المتغيرات او النقاط.

اما السلبيات في اتخاذ هذه الطريقة منهجا فهي كالتالي:
1- التكلفة العالية لانه يطلب من الباحث ان ينتقل من مكان لاخر ويصرف الكثير من الوقت في عمل المقابلات وجمع المعلومات .
2- صعوبة اتمامها بشكل جيد.
3- قد لاتكون مركزة بشكل كبير ( تضيع الوقت كثيرا خصوصا للمبتدئين – قد تصل لنقطة مسدودة – قد تفتح لك مواضيع كثيرة لا تستطيع ان تركز بؤرة بحثك في نقطة معينة) .
4- صعوبة التعميم بها لان العينة بها قليلة .
5- تستهلك الكثير من الوقت في التحليل.

 

يعتبر الكتاب أحد الكتب الغنية بالمعلومات التفصيلية (٧٤٨ صفحة) حول عدد من الأمور المهمة المتعلقة بالبحث العلمي، إبتاءً من تصميم أو تجهيز خطة البحث و كيفية تطبيقها مرورا بطرق جمع البيانات الوصفية و الكمية و كيفية القيام بها، وصولا إلى تحليل البيانات و استخدام أكثر من طريقة من طرق جمع البيانات (Mixed Methods)، و أيضا، المساعدة و إعطاء بعض النصائح فيما يتعلق بالكتابة العلمية و كيفية عرض البيانات المختلفة بشكل واضح.

أيضا للمهتمين بما يسمى بـ (Computer-assisted qualitative data analysis) و هو استخدام الكمبيوتر أو الحاسب الآلي في عملية تحليل البيانات الوصفية، نجد أن الكتاب يتطرق في أحد فصوله إلى برنامج NVivo الشهير في هذا المجال.

يتميز الكتاب بوضوح أسلوبه و تفصيله المناسب و استخدامه للألوان و الصور المريحة للعين، و قد وجدته من أفضل الكتب التي استخدمتها في هذا الجانب.

مع كمية المعلومات و التفصيل الرائع و المفيد جدا في الكتاب و قيمته المنخفضة (أقل من ٢٠٠ريال في أمازون) مقارنة بالمحتوى و جودته، أنصح باقتناء هذا الكتاب و استخدامه حاليا و مستقبلا في أي أبحاث أو دراسات، حيث سيوفر عليك في الحاجة إلى الرجوع و البحث عن مصادر في هذا الجانب من البحث العلمي بشكل كبير.

 

من المواضيع التي يغطيها الكتاب:

تعتبر مرحلة تحليل البيانات (Data Analysis) أحد أهم المراحل في الدراسة أو البحث العلمي ذلك أنه يتم في هذه المرحلة إستعراض و تحليل البيانات المختلفة و التي تم جمعها باستخدام أحد طرق جمع البيانات الوصفية (Qualitative) أو الكمية (Quantitative).

يقوم الباحث في هذه المرحلة باستعراض و تحليل البيانات التي قام بجمعها بشكل مفصل يخدم أهداف الدراسة أو البحث العلمي الذي يعمل عليه.

تحليل البيانات عملية -أجدها شخصيا- ممتعة و تحتاج إلى جهد ذهنى أقل مقارنة بقسم أدبيات الدراسة/الإطار النظري للدراسة/الليتريشور ريفيو (Literature Review). و قد وردتني العديد من الإستفسارات من العديد من الطلاب حول هذا القسم و في الغالب، توقع العديد من هؤلاء الطلاب أن تحليل البيانات عملية معقدة جدا و صعبة. لذلك، رأيت أن أقوم بتجهيز هذا الفيديو البسيط للتعريف بتحليل البيانات و بعض الطرق التي يمكن من خلالها تفصيل و النظ إلى البيانات لتحليلها بشكل جيد.

حرصت في هذا الفيديو ألا أتطرق إلى تفاصيل معقدة، لتسهيل الموضوع، و ليكون مرجع مفيد للطلاب. مع العلم بأنه هنالك العديد من الكتب التي يمكن الرجوع إليها للإستزادة حول هذا الموضوع و لدراسة و معرفة مختلف الطرق التي يمكن من خلالها تحليل البيانات و إجراء المقارنات عليها و حتى الإختبارات الإحصائية المفيدة. مع العلم بأني سأستعرض إن شاء الله في قسم إستعراض الكتب عدد من الكتب المفيدة في هذا الجانب.

أترككم مع الفيديو و الذي مدته ١٦ دقيقة و قد تم تقسيمه إلى جزئين. تمنياتي لكم بمشاهدة ممتعة و مفيدة.
الفيديو متوفر بصيغة عالية الجودة HD. لعرض الفيديو بجودة عالية، قم بتشغيله ثم تغيير الوضوح من الشريط أسفل الفيديو. من الأفضل عرض الفيديو بكامل الشاشة

تحليل البيانات: معلومات أساسية ١ من ٢

تحليل البيانات: معلومات أساسية ٢ من ٢

تسهيلا على طلاب و طالبات الدراسات العليا الذين سيقومون بتسليم البحث العلمي أو الرسالة العلمية الخاصة بهم، رأيت أن أكتب بعض النصائح المختصرة حول عدد من مواضيع البحث العلمي لتذكيرهم ببعض الأمور. سأضع روابط لعدد من المواضيع التي كتبتها سابقا للإستزادة.

نصائح عامة

  • التبرير التبرير التبرير (Justification) مهم جدا في كل أجزاء الرسالة. ما هي مبرراتك لاختيار هذه الطريقة بدلا من الأخرى؟ للمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع يمكنكم مراجعة عرضي: نصائح للبحث العلمي.
  • إحرص على تقديم تصميم البحث (Research Design) و الإستراتيجيات التي أخترتها بشكل واضح و يفضل لو أمكن أن تضعها أيضا في رسم توضيحي باستخدام ميزة SmartArt في الوورد أو غيرها.
  • إحذر من التحيز (Bias) و إذا كنت قد وقعت فيه فعليك تبرير ذلك. لا تتجاهل الموضوع على أمل أن لا يتم التطرق له في المناقشة! للمزيد من المعلومات حول التحيز راجع موضوعي عن التحيز و ما الممكن عمله عند الوقوع في التحيز في البحث العلمي.
  • في حالة وجود مشاكل أو قيود في البحث العلمي قد تكون أثرت على الدراسة بشكل ما، لا بد من التطرق لها من خلال عمل قسم مخصص لاستعراضها. ليس هنالك بحث كامل، فالكمال لله، لكن المهم هو الإشارة إلى إلمامك بهذه المشاكل أو القيود و كيف تصرفت حيالها!
  • إذا كان هنالك عدد من نقاط القوة في دراستك و أردت أن تشير إليها بوضوح، خصوصا إذا ما كان هنالك أي قيود و مشاكل قد تكون أثرت على بعض الأجزاء في الدراسة و ذلك لأجل ذكر إيجابيات الدراسة بشكل واضح، يمكنك عمل ذلك من خلال إنشاء قسم لعرض قيمة و أهمية البحث العلمي أو الدراسة.
  • إستخدم المراجع للتبرير لاختياراتك فيما يتعلق بطرق جمع البيانات التي اخترتها أو الاستراتيجيات المختلفة التي استخدمتها. يمكنك أيضا التبرير و ذكر بعض الأسباب المنطقية لاختياراتك.

تحليل البيانات (Data Analysis)

بعد جمع البيانات، تأتي مرحلة تحليل البيانات، و هذه بعض الملاحظات السريعة:

  • ليس هنالك داعي للخوف من مرحلة تحليل البيانات، ذلك أنها على الأغلب تكون ممتعة و أبسط من غيرها.
  • تحليلك للبيانات يكون باستخدام الرسومات البيانية و بعض الجداول إن لزم. إستخدام الرسوم البيانية أفضل من الجداول لأنها تعطي المختصر المفيد غالبا.
  • بعد إدراجك لرسم بياني ما في الرسالة لا بد من التعليق عليه بذكر نسبة من يؤيد و من يرفض مثلا و غيرها من المعلومات ذات العلاقة.
  • من المهم الإشارة إلى ما قمت باستعراضه في الأقسام السابقة في الدراسة، خصوصا الجزء النظري في حالة موافقة بعض ما ذكرته سابقا للنتائج التي ظهرت لك من خلال جمعك للبيانات. فعلى سبيل المثال، في حال كانت هنالك نتيجة موافقة لما ذكره بعض الباحثين أو العلماء في أوراقهم العلمية أو تجاربهم، يمكن الإشارة إلى كون النتيجة التي لديك و التي تقوم بمناقشتها موافقة لكلام هؤلاء.
  • يمكن إستنتاج بعض النتائج و سبب كونها بهذا الشكل من قبلك من خلال التوضيح بشكل منطقي للأسباب التي قد تكون أدت إلى ظهور هذه النتائج بهذا الشكل.
  • في حال كنت إفترضت بعض الأشياء أو الإستنتاجات في الإطار النظري للدراسة و جاءت بعض النتائج مؤيدة لكلامك من المهم ذكر ذلك، بأن تشير لما ذكرته في قسم سابق (راجع القسم 2.3 مثلا).
  • يمكنك إستخدام بعض الإختبارات الإحصائية. إستخدامك للإختبارات الإحصائية يعطي قوة للدراسة و كونك حريص على إستكشاف العلاقات و غيرها. لكن، من المهم أن لا يكون إستخدامك للإختبارات هذه فقط لزيادة عدد الصفحات، لأن ذلك سيكون واضحا!
  • يمكن إستخدام إختبار كاي تربيع للإستقلالية لدراسة العلاقة بين متغيرين (وجود علاقة بين سؤالين مثلا من عدمها). للمزيد من المعلومات حول الإختبار، يمكنك الإطلاع على سلسلة الدروس في صفحة الدروس الإحصائية.
  • هنالك إختبارات أخرى يمكن تطبيقها لمعرفة إذا ما كانت العلاقة بين متغيرين إيجابية أو طردية، و ذلك من خلال دراسة و إيجاد معادلة الخط المستقيم و غيرها. لم أتطرق لهذا الموضوع كثيرا لكني أشرت إلى بعض من هذه الإختبارات في صفحة معاملات الإرتباط، و الإستزادة حول هذه الإختبارات تعود للطالب/الباحث، سواء من خلال البحث في الإنترنت أو قراءة بعض الكتب.
  • من الجيد جدا لو أن بعض نتائج الإختبارات أيضا جاءت مصدقة لبعض الفرضيات أو الأمور التي قد تكون إفترضتها منطقيا (أو بناءً على دراسات سابقة) في أجزاء سابقة من الدراسة، كالإطار النظري (Literature Review) مثلا.

ملاحظات أخرى:

  • أي معلومات مثل جداول إضافية أو رسومات أو أمور قد تشغل القارئ و تأخذه بعيدا عما يقرأ يتم وضعها في الأجزاء الإضافية (Appendices) للرجوع إليها عند رغبته. فمثلا، في حال تطبيقك لاختبار ما، يمكنك التطرق لأي معلومات مفصلة حول طريقة تطبيقك للإختبار و النتائج المفصلة التي قد تكون ظهرت في أحد هذه الأقسام، لا أن تقوم بوضعها في قسم تحليل البيانات. و تشير لهذا القسم في بداية استخدامك للاختبار مثلا و أنه موجود للإستزادة.
  • يتجاهل الكثيرون أهمية التركيز في قسم المناقشة (Discussion) و في الختام و النتائج (Conclusion) بسبب إستعجالهم أو رغبتهم في الإنتهاء من الأمر في أسرع وقت، لكن من المهم جدا التركيز في إخراج هذه القسمين بأفضل شكل ممكن! أحد الأسباب هو أن العديد من القراء قد يحكموا على العمل كاملا من خلال المختصر (Abstract) و الجزء الأخير.
  • قبل طباعتك للرسالة، قد يكون من الجيد لو قرأت موضوعي قائمة تفحص (Check List) قبل طباعة الرسالة.
  • قمت بكتابة موضوع حول مناقشة الرسالة (Viva)، و أتمنى أن تجدوا فيه بعض المعلومات المفيدة. و للمعلومية، ليس هنالك أي داعي للقلق من المناقشة إذا ما كنت قد أديت الذي عليك باجتهاد إن شاء الله و توكلت على الله، لأنه في هذه الحالة ستكون مناقشة مثلها مثل أي مناقشة مع أي شخص آخر.

أسأل الله أن يوفقنا و إياكم لنيل أعلى الدرجات، و أن يوفقنا و إياكم لكل خير.

عند التحدث عن استراتيجية البحث و الطريقة أو الخطوات التي سيتم من خلالها التدرج إبتداءاً من الغرض من الدراسة أو أسئلة البحث و صولا إلى تحقيق هدف أو أهداف البحث، غالبا ما نسمع عن الأسلوبين: Deductive و Inductive.

هذه الأسلوبين أو الطريقتين يمكن تبنيها في الدراسة أو البحث بغرض التدرج منطقيا في عرض الدراسة و خطواتها ثم نتائجها بشكل يمكن من خلاله إقناع القارئ أو المهتم بالدراسة بشكل منطقي بالخطوات التي تم إتباعها من قبل الباحث للوصول إلى النتائج التي توصل إليها.

Deductive Inductive Circle استراتيجية البحث: أسلوبين للتدرج المنطقي: Deductive & Inductive

ذلك أنه في حالة عدم وجود تسلسل منطقي للخطوات و عرض واضح مقنع ليس فقط لنتائج الدراسة بل الخطوات التي تم إتباعها، فإنه من الصعب جدا على القارئ أن يقتنع. تخيل معي على سبيل المثال إن قرأت دراسة لم يذكر فيها إلا أهدافها و نتائجها فقط دون أدنى ذكر لأي من الخطوات أو طرق جمع البيانات أو التجارب أو غيرها، هل ستصدق نتائج هذه الدراسة مباشرة و هل ستثق فيها؟ بالتأكيد لا!

الأسلوبين المذكورة أعلاه توضح نوع العلاقة بين النظرية (Theory) و بين البحث (Research)، و بشكل أكثر وضوحا كون:

  • النظرية هي التي تحكم أو توجِّه طريقة البحث و إتجاهه (Deductive).
  • النظرية تكون أحد مخرجات البحث أو الدراسة، بمعنى، يتم التوصل إلى نظرية ما في النهاية بعد إجراء البحث أو الدراسة (Inductive).

دعونا نستعرض هذه الأسلوبين في التدرج المنطقي بشئ من التفصيل.

Deductive

Deductive استراتيجية البحث: أسلوبين للتدرج المنطقي: Deductive & Inductive
في هذا الأسلوب، يكون هنالك تدرّج من الشئ العام (General) إلى الشئ المخصص أو المحدد (More specific). و يطلق على هذا الأسلوب أحيانا أسلوب من الأعلى للأسفل (Top-down Approach).

طبيعة هذا الأسلوب منغلق أو محدد (غير إستكشافي) بعض الشئ و الهدف منه هو إختبار و تأكيد بعض الفرضيات.

يبدأ الباحث في هذا الأسلوب بفكرة أو نظرية عامة لموضوع ما. بعد ذلك، يتم صياغة فرضيات ما ليتم اختبارها. بعد ذلك، يكون هنالك جمع للبيانات في الجوانب التي تتعلق بالفرضيات. بهذه الطريقة، سوف يكون هنالك إمكانية لإختبار الفرضيات التي تم الوصول إليها في ضوء البيانات التي تم جمعها و في النهاية، سيساعد ذلك في معرفة إذا ما كانت الأفكار أو النظريات الأساسية، و التي قمنا باختبار فرضياتها هي صحيحة أو لا.

Inductive

Inductive استراتيجية البحث: أسلوبين للتدرج المنطقي: Deductive & Inductive
على عكس الأسلوب أو الطريقة السابقة، يكون هنالك تدرّج من الشئ المخصص أو المحدد (More Specific) إلى الشئ العام (General). و يمكن فهم هذا الأسلوب في كونه يتم من خلاله إجراء دراسات الهدف منها الإنتقال و تعميم الحالات الخاصة المحددة إلى نظريات و أفكار عامة أو موسعة (Generalizations). و يطلق على هذا الأسلوب أحيانا أسلوب من الأسفل للأعلى (Bottom up Approach).

طبيعة هذا الأسلوب منفتحة بعض الشئ و إستطلاعية أو إستكشافية، خصوصا في المراحل الأولى.

يبدأ الباحث عند إتباعه لهذا الأسلوب بالإنطلاق و بدء دراسته مبتدئا من حالة أو ملاحظة خاصة لها مؤشرات معينة أو قياسات أو بيانات خاصة بها. يحاول الباحث بعد ذلك دراسة هذه البيانات التي لديه لإيجاد أي من الأنماط المتكررة (Patterns). بعد ذلك، يتم صياغة فرضيات مؤقتة بغرض إستكشافها و دراستها، ثم بعد ذلك، يصل الباحث إلى الخطوة الأخيرة و هي الوصول إلى إستنتاجات عامة و تطوير نظريات عامة.

مثال: عالم يريد دراسة حالة مرضية غير موجودة إلا لدى القليل من المرضى بهدف التوصل إلى حالات مشابهة (تكرارات Patterns) ثم صياغة فرضيات مؤقتة للتأكد منها، ثم في النهاية، وصولا إلى نظرية أو فكرة عامة توضح مسببات المرض مثلا أو معلومات عامة تنطبق على جميع الحالات المشابهة.


Research Methods Knowledge Base
– BRYMAN, A. (2008). Social research methods. Oxford, Oxford University Press.