الحاجة لتطوير التعليم
أهلا و سهلا بكم في أول مقال في هذا القسم الجديد في المدونة، قسم التعليم!
لا أتوقع أنه من الضروري هنا التطرق لأهمية التعليم و مدى أهميته و حيويته في تطوير و الإرتقاء بالشعوب لأننا جميعا ندرك أهمية التعليم في الإرتقاء بالأمم، فالأمة الإسلامية لم تتراجع إلى المؤخرة إلا بعد تحولها من أمة “إقرأ” إلى أمة لا تقرأ. فرغم أن دين الإسلام شدّد على أهمية العلم و التعلم، إلا أننا للأسف، تجاهلنا و أهملنا ذلك و تراجعنا شيئا فشيئا على مرّ العقود، ليصل بنا الحال إلى ما نحن عليه اليوم.
عودة إلى موضوعنا و هو مناقشة أهمية التغيير و تطوير التعليم، و الذي هو موضوع نشترك فيه مع الأمم المتقدمة رغم تخلفنا عنهم بكثير! فالعديد من الدول المتقدمة اليوم مدركة لأهمية التغيير و التطوير و الإرتقاء بالتعليم، خصوصا في عصر المعلوماتية، و بعد دخول و إنتشار الإنترنت و التقنيات الحديثة و التي ساهمت بتوفير العلوم و المعرفة بشكل مجاني و متاح للجميع.
أحد السمات التي تشترك فيها غالبية الجهات التعليمية حول العالم اليوم هي كونها ما زالت تتبنى و تدعم الطرق التقليدية في التعليم. فتجد المدرس يدخل و يقرأ و يناقش و يخرج، و يأتي الذي بعده، و هكذا. فالأنظمة و الأساليب التعليمية هي نفسها منذ مئات السنين، رغم تطور التقنيات و الصناعات المختلفة على مر السنين. عذرا، لم أفصد الأساليب التعليمية، فهي في الأغلب، إن لم تكن جميعها، نفس الأسلوب و هو الإعتماد على الكتب فقط كمصدر للمعلومات…
فلماذا لم يتغير التعليم؟ أشك في أن الإجابة تكون لأن الأساليب و المناهج المتبعة في التعليم هي الأفضل، فهي أبعد ما تكون عن ذلك، خصوصا في دولنا العربية. للأسف التعليم لدينا و لدى العديد من دول العالم مازال متجمدا، غير مرن و مقاوم للتغيير. لذلك، التغيير في مثل هذه البيئات للأسف يستغرق وقتا أطول بكثير منه في البيئات الأخرى…
دعونا نستعرض هذا الفيديو (أكتم الصوت لوجود موسيقى) و الذي يطالب فيه مجموعة من الطلاب بإيجاد تغيير في التعليم. ضعوا في الحسبان بأن هؤلاء يطالبوا بالتغيير و هم في أكثر دول العالم تقدما، و لا يسعني إلا أن أتخيل، الفرق الشاسع بين ما يتم تقديمه لهم، و بين ما نقدمه نحن لأولادنا و لجيل المستقبل في مدارسنا و كلياتنا و جامعاتنا.
هؤلاء في افضل بيئة تعليمية جاذبة ويطالبون بالتغيير في
التعليم لانهم فهموا ان التعليم اهم شئ لكن عندنا
الى الان لم يصل طلابنا الى ربع تفكيرهم همهم الهروب
من المدرسة والتسرب منها لانه لم نوجد الشي الجاذب
لهم لكن استخدام التقنية الحديثة هو من اهم العوامل
الجاذبة حيث استخدمتها وكانت ممتعة بالنسبة لهم
مدونتي أتمني زيارتها
http://ayedhalanzi.blogspot.com/
أهلا أ. عاذض، بالطبع هنالك فرق كبير في البيئة، أما بالنسبة للطلاب، فالعديد من الأبحاث تضع بعض من مسؤولية عدم إهتمام الطلاب بالدراسة بكون طريقة أو أسلوب التدريس أو المنهج غير مناسب لهم. و أنا لا ألوم الطلاب صراحة من قدم بعض المناهج أو سوء أساليب أو طرق التدريس.
صحيح أن الطلاب عندنا العديد منهم لا يفضلوا الدراسة و يحبذوا الهروب أو الغياب لكن لا تنسى أن بعض مدارس المملكة الخاصة مثل الأفصى أو غيرها، إستطاعة نوعا من إيجاد تغيير بعض الشئ لجذب الطلاب و تشجيعهم على الدراسة بإدخال بعض الهوايات مثل الروبوتات و غيرها في العملية التعليمية.
لذلك، لا نستطيع الجزم بأن المشكلة كلها من الطلاب و كونهم لا يحبوا التعلّم، فهم في النهاية أطفال و لديهم عقول و أذكياء مثلهم مثل أي أطفال في أي من دول العالم.
إطلعت على مدونتك و جهودكم المباركة و أسأل الله لكم مزيدا من التميز و التوفيق!
لذلماذا لم يتغير التعليم في الدول العربية؟ نعم التعليم لدينا و لدى العديد من دول العالم مازال متجمدا، غير مرن و يقاوم التغيير. وتونس من ضمن هذه البلدان تعاني من تقهقر التعليم إلى الوراء. إن التعليم عندنا مسيّس أي مرتبط بسياسات الدولة. بينما يجب أن يكون التعليم راقيا وساميا حتّى ترتقي بالدولة ويسمو بالمجتمع ويطوّر الاقتصاد. إن هذا الموضوع يصب في عمق مشكلة النمو والطوّر، حيث إذا صلح التعليم يصلح حال المجتمع وحال الاقتصاد وحال العلوم وحال البحث العلمي وحال تثمين نتائج البحث العلمي وأحببنا أم كرهنا فإنّ قيمة الدول في هذا القرن أصبحت تقاس بمدى تطوّرها العلمي ومدى تثمينها لدور العلماء والباحثين في جميع مجالات البحث
كلام سليم و أتفق معك تماما. إذا صلح التعليم، صلح حال المجتمع. و بالفعل الدول في هذا العصر لم تعد تقاس هيبتها لا بالجيوش و لا بغيره، بل بالإقتصاد المعرفي و البحث العلمي و الذي يغذي بشكل أساسي تلك المجتمعات بحلول تطبيقية عملية و تطويرية يستفاد منها.
لذلك لا بدّ من مواكبة أساليب التعليم للتطور التكنولوجي وإنّنا لنرى البؤرة شاسعة بين التكنولوجيا التي يمارسها أبناؤنا من خلال وسائل الترفيه والألعاب الالكترونية وبين الوسائل التعليمية التي ترجع بهم إلى الوراء فلذلك نجدهم يحبّذون أوقات الفراغ الحرّة على أوقات الدرس المقلقة والتي تكبح فيهم ما يحصلون عليه من خلال ألعابهم حيث أننا في بلداننا نعيش صراعا ونعيش تمزّقا. وفي هذا الموضوع لديّ مثال حيّ يتجسّم في تجربة ابني البالغ من العمر 19 سنة وبعض الشهر والذي يدرس بالسنة الأولى بكلية الطب بصفاقس بالجنوب التونسي، والذي يتذمّر دائما من الطريقة التي يتلقّى بها الدروس بهذه الكلية وهو في تذمّره يقارن بين العلوم والتكنولوجيا التي يمارسها في أبحاثه التي يقوم بها تلقائيّا وبصفة شخصية عن طريق ما اكتسبه من خبرات في الاعلامية وفي ممارسة الوسائل الحديثة للتواصل فيجد أن الطرق البيداغوجية المستعملة للتدريس بالكلية متعبة ومتأخّرة جداّ ولذلك فهو دائم التوتّر والحسرة على حاله وهذا يسبّب له ولي أيضا قلقا كبيرا أدعو الله أن لا يكون له تأثير سلبي على نجاحه بالجامعة
د/ عبد الرحمن الحريرى تحية طيبة لحضرتك انا من متابعى مدوناتك اول بأول والمواضيع السابقة كانت تمس البحث العلمى ,وانا شخصيا استفدت كثيرا منها , وها انت اليوم تضع يدك على موضوع أكثر أهمية من البحث , انها القعدة الأساسية لقيام اى عمل له علاقة بأى شىء, انها الحياة نفسها, انا أعمل فى المجال التعليمى الجامعى منز فترة ليست بالقليلة ثلاثة وثلاثون سنة , لمادة الكيمياء ,ومازلت أدرس نفس المنهج الذى درسته انا منز كنت طالبة بل على العكس , درس لى يومها بشكل اجود واحسن مما ادرسه الأن , وهذا لا يرجع لضعف منى او قله موهبه او خبرة,الا اننى على الرغم من حرصى على التغير فى الأسلوب ,وعمليات ربط المعلومة بالبيئة , وادخل عليها من التشويق ,إلا ان المحصلة غير مرضية, ففى نفور عام من فكرة التعليم ,
أهلا و مرحبا بك د. نجوى.
تشرفني متابعتك الدائمة للمدونة، و أتفق معك بدون أدنى شك في أن موضوع التعليم هو الأساس، فهو الأساس لبناء الأجيال، بل الأساس لكي شئ! و لهذا أنا حريص إن شاء الله على التطرق بعض الشئ لهذا الموضوع و لو في مجالي البحثي (التعليم العالي).
بخصوص النفور من التعليم، أتوقع و الله أعلم أن أحد الأسباب الجوهرية لذلك هو كونه لم يتغير و يتطور ليواكب التطور و التغير الذي حصل على مرّ العشرين سنة ماضية على الأقل. بالإضافة للأسف إلى تصرفات بعض الأساتذة من ضرب و لطش (و الذي حصل لي و آلاف غيري)، من مراحل التعليم الإبتدائي مما أنعكس سلبا على صورة و أهمية التعليم و تحول التعليم بسبب ذلك إلى روتين.
أتوقع نحن في هذا العصر و بسبب التطور الرهيب في تقنيات المعلومات و الإنترنت و الخدمات المتوفرة و التي يمكن تطويعها لخدمة العلم و التعليم، لدينا فرصة أكبر لتحسين الوضع الراهن و لو في نطاق عملنا و احتكاكنا بالطلاب. خصوصنا و أن الطلاب اليوم لديهم إلمام بالعديد من التقنيات الحديثة و يستخدمون الإنترنت بكثرة في البحث و غيرها.
فكيف نوفر لهم شئ يجذبهم نحو التعليم و التعلم؟ في نظري أول شئ لا بد القيام به هو التخلي عن الأساليب التقليدية، فالكتاب لوحده لم يعد يصلح. لا بد من الإبداع و التجديد و استخدام طرق جديدة و إدخال الفيديوهات التشويقية و الرسومات المتحركة و غيرها لجذب هؤلاء الطلاب و توصيل الفكرة لهم بشكل مناسب بحيث لا تنسى فور تجاوز الإختبار.
لأنها لم تعد مربحة ولا ضامنة لحياة مميزة وميسرة, ولاهى طريق للشهرة او الثراء مثلا واستبدل مكانها ( فكرة الفهلوه بالمصرى) فى زمن الشهرة والثراء والحياة الميسرة لمن لديه الفهلوة او موهبه لعب الكرة الشراب فى الشوارع او لديه صوت مش بالضرورة حلو سوف تساعده التقنيات الحديثة لمعالجة العبوب الصوتية وكلة يدبر وتحت شعار الفهلوة سيصل الى أعلى المراتب قبل بكثير الحاصل على الدكتوراة فى أصعب العلومو هذا الشخص المسكين الذى لم يحسبها صح قضى عمره بين الكتب والمعامل واصيب ببعض العاهات فى سبيل العلم لنصل اليوم لما نحن فى, لم تعد هذة السلعة عليها طلب إلا لقليلظومة متكاملة لابد ان تؤمن بالتغير الحقيقى والفعلى للاللشعارات والكلام وبس , لابد التغير يجى من تحت وليس من فوق فعلا التعليم فى البلدان العربية نسبة كبيرة فى فشلة انه مسيس ومدعم بالفتات الميزانتية الدولة المخصصة له, محتاجين بناء المعلم مرة أخرى وسترجاع هيبته وتقديره ومكانته بين طلابه , محتاجين استرجاع المدرس الكفىء الأب ااو الأم الحنون ,محتاجين المعلم الأمين الذى قيل فيه ( كاد المعلم ان يكون رسولا)……………..سلسلة من الأحتياجات لابد ان تتوفر لكى يحدث التغير , وفى نهاية تعليقى اشكر حضرتك على الأهتمام بهذا الموضوع متأملة ان يبدأ التغير بمدونتك وفقك اله لما فيه خير.
بالفعل د. نجوى، أنت قمت بتوضيح المشكلة الأساسية و هي الحاجة إلى تغييرات و تطويرات في نظام التعليم كله. إبتداءً من إختيار المعلمين بناء على معايير معينة فهم مربوا الأجيال و لا يصلح السماح لأي شخص بتولي هذه المهمة الحيوية. مقارنة بالغرب مثلا، المعلم هناك لا يعطى وظيفة التعليم إلا بعد التأكد من مناسبته لهذه المهمة. أما عندنا، فالعديد ممن لم يستطيعوا العثور على وظائف أفضل يتوجهون للتعليم، ليس لحبهم و إلمامهم بأهمية التعليم في الغالب، بل لأن نسبهم أو شهاداتهم لم تسمح لهم.
بالإضافة إلى عملية الإختيار، في نظري، لا بد من رفع رواتب المعلمين باختلاف المراحل، سواءً في الإبتدائي أو في الجامعة، لتشجيع الناس على تولي هذه المهمة و الإبداع فيها. لا بد من تطوير المعلمين الجدد من خلال برامج تدريبية و ورش عمل تساعد في تهيئتهم لهذه المهمة العظيمة.
فعلا نحتاج أن نعيد و نسترجع و لو جزء من المعلم و الذي قيل فيه:
( كاد المعلم ان يكون رسولا)
شكرا دكتورة على تعليقاتكم المفيدة و التي بلا شك جاءت بناء على تجربتك الطويلة في مجال التعليم. و أسأل الله لك و لجميع المعلمين التوفيق في هذه المهمة. كما أسأله سبحانه أن يصلح حال التعليم و البحث العلمي في الدول الإسلامية.
سعدت جدااا بتسجيلي معكم ان عمليه تطوير التعليم يجب ان تاخذ الجدية والاهتمام بمحاور العمليه التعليمية وعدم فصل كليات التربيه عن المدارس بمعنى الرسايل يجب ان تطبق بشكل عملي