وسائل جمع بيانات البحث العلمي: المقابلة (Interview)
قد يحتاج الباحث إلى بعض البيانات والمعلومات التي لا تتوفر إلا لدى أفراد معينين، وبالتالي لا بد من مقابلتهم والالتقاء بهم وتوجيه مجموعة من الأسئلة المعدة مسبقا إليهم، إما وجها لوجه أو من خلال الهاتف أو عن طريق إحدى الوسائل الألكترونية المتعارف عليها. في هذا المقال سنتحدث عن هذه الوسيلة، من حيث مفهومها، أنواعها، وطريقة إجرائها.
مفهوم المقابلة
المقابلة (Interview) هي عبارة عن حوار مُوَجّه أو محادثة تتم بين الباحث من ناحية وفرد أو أفراد معينين (المبحوثين) من ناحية أخرى، بهدف الحصول على إجابات عن عدد من الأسئلة، وتجميع معلومات يحتاج الباحث إليها لاستكمال بحثه. ويتضمن الحوار عادة توجيه مجموعة مُعَدَّة مُسبقاً من الأسئلة إلى الأفراد الذين يفترض الباحث أنهم على دراية بإجاباتها.
أنواع أسئلة المقابلة
يمكن تصنيف أسئلة المقابلة إلى نوعين رئيسين:
الأسئلة المفتوحة
وهي الأسئلة التي لا يُعطَى المبحوث أي خيارات للإجابة عنها، وإنما تُترَك له حرية الإجابة بصورة غير محددة. وتمتاز الأسئلة المفتوحة بوفرة المعلومات التي يمكن الحصول عليها من جانب المبحوثين. إلا أنه يؤخذ عليها صعوبة تصنيف الإجابات وتحليلها وحاجتها إلى باحثين متخصصين من ذوي المؤهلات والخبرات الواسعة في مجال البحث العلمي. كما يُعَاب على الأسئلة المفتوحة حاجتها إلى وقت طويل؛ سواء لجهة جمع الإجابات أو تصنيفها وتحليلها، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع التكاليف بصورة ملموسة.
الأسئلة المغلقة
وهي تلك الأسئلة التي تكون إجاباتها محددة من قبل الباحث، مثل نعم – لا – أحيانا… إلخ. ويتميز هذا النوع بسهولة التعامل معه من حيث التصنيف والتحليل؛ وبالتالي اختصار الوقت والتكلفة. إلا أن كمية المعلومات التي يمكن الحصول عليها تبقى محدودة مقارنة بالأسئلة المفتوحة.
أنواع المقابلة
هنالك ثلاثة أنواع من المقابلة يمكن للباحث اختيار أحدها للتواصل مع المبحوثين؛ وهي على النحو الآتي:
المقابلة الشخصية
وهي المقابلة التي تجري وجها لوجه بين الباحث والمبحوثين (الأفراد المعنيين بالبحث) وهي الأكثر استخداما وشيوعاً في الواقع العملي، على الرغم مما تتطلبه من خبرة واسعة ووقت وجهد وتكلفة.
المقابلة الهاتفية
وهي تتم عن طريق الهاتف بين الباحث المبحوثين. ويفصل استخدام هذا النوع في حالة بعد المسافة، مما يؤدي إلى خفض التكلفة وتوفير الوقت والجهد.
المقابلة الإلكترونية
وهي من الطرق الحديثة نسبيا مقارنة مع الطريقتين السابقتين؛ حيث يتم الحوار مع المبحوثين عن طريق البريد الإلكتروني أو الفيديو أو سكايب ونحو ذلك. ويمكن اللجوء إلى هذا النوع نظراً لبُعد المسافة بين الباحث والمبحوثين، وعدم إمكانية اللقاء بهم شخصياً ، إضافة إلى الرغبة في توفير الوقت والجهد والمال.
خطوات إجراء المقابلة
1. تحديد الهدف من المقابلة
من الضروري جدا أن يقوم الباحث بتحديد الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه من إجراء المقابلة، كما يجب على الباحث أن يحدد نوعية وكمية المعلومات التي ينوي جمعها والحقائق التي يريد الوصول إليها عن طريق المقابلة. ومن جهة أخرى، يجب على الباحث أن يوضح للمبحوثين تلك الأهداف بشكل صريح، وألاَّ يترك الأمر مُعلّقاً إلى أن يُجري المقابلة.
2. الإعداد الجيد للمقابلة مسبقا
وهذه الخطوة تتضمن ما يلي:
- تحديد الأفراد المعنيين دون غيرهم بالمقابلة؛ وهم الأفراد أو الجهات التي تمتلك المعلومات الكافية والشاملة لأغراض البحث وأسئلته وتفرعاته.
- إعداد قائمة الأسئلة والاستفسارات بصورة واضحة وصياغتها بدقة كبيرة. ويفضل إرسالها إلى الجهات المعنية قبل فترة كافية من إجراء المقابلة، لكي يُكوِّنوا فكرة واضحة عنها ويُعِدوا الإجابات والمعلومات المطلوبة قبل موعد المقابلة.
- تحديد مكان وزمان المقابلة بالشكل الذي يتناسب مع ظروف المبحوثين، وبما لا يتعارض مع أعمالهم وواجباتهم. وتتم المقابلة في العادة في مكان وجود المبحوثين (مكاتبهم أو منازلهم). كما يجوز الاتفاق على الالتقاء في مكان خاص حرصا على توفير الأجواء الهادئة والحفاظ على سرية المعلومات.
3. إجراء المقابلة (التنفيذ)
وهنا ينصح الباحث بمراعاة عدد من الاعتبارات الواجب اتخاذها بُغيَة ضمان تعاون المبحوثين وإثارة اهتمامهم ولكي تحقق المقابلة الهدف منها. وهذه الاعتبارات هي:
- خلق جو مريح ومناسب للحوار؛ ويتضمن ذلك الظهور بمظهر لائق، واللباقة في الحديث واحترام المبحوثين، وشكرهم على تخصيص وقتهم للباحث، واختيار العبارات المهذبة والتي تليق بمستوى المبحوثين. كما يُستَحسن أن يوفر الباحث أجواءا من الصداقة مع المبحوثين، وأن يكون الحوار تلقائيا وبعيدا كل البُعد عن أسلوب الاستجواب.
- الحرص على وقت المبحوثين وإدارة المقابلة بأسلوب لبق، وعدم الدخول في موضوعات جانبية قد تؤدي إلى تشتت ذهن المبحوث والخروج عن نقطة البحث. ولا شك أن الباحث يجب أن يكون مدربا على كيفية إدارة الحوار بلباقة حتى لا يسمح للمبحوث الخروج عن إطار المقابلة والبقاء ضمن الموضوع.
- التحدث بصوت مسموع وواضح واستخدام عبارات محددة لا تحتمل التفسير والتأويل، لأن من شأن ذلك التمكن من الحصول على الإجابات الصحيحة عن الأسئلة المحددة؛ الأمر الذي يفيد البحث ويؤدي به إلى النتائج المرجوة.
- إذا كانت المقابلة مع فرد معين، فإنه من المستحسن أن تتم على انفراد وبمعزل عن بقية الأفراد العاملين معه.
- تجنب إظهار ردة فعل للمبحوث بأن إجابته غير صحيحة، وترك الحرية الكاملة للمبحوث بإكمال إجابات الأسئلة، وطلب التوضيح منه وضرب بعض الأمثلة لتوضيح رأيه إذا كان ذلك ضروريا.
4. تسجيل الإجابات والمعلومات
- يجب أن يراعي الباحث النقاط التالية فيما يتعلق بتسجيل إجابات المبحوثين أثناء وبعد المقابلة:
تدوين أو تسجيل الإجابات أثناء المقابلة مباشرة على أوراق محددة مسبقا؛ ويتم تقسيم الأسئلة إلى مجموعات، وتوضع الإجابة أمام كل منها، بالإضافة إلى أي ملاحظات قد يُدلي بها المبحوث مما له علاقة بموضوع البحث. كما يُنصَح الباحث بتسجيل الحوار بواسطة جهاز تسجيل إذا رأى أن ذلك ضروريا، ولكن بعد الاستئذان من المبحوث. - عند تسجيل الإجابات والمعلومات يجب استخدام نفس كلمات وعبارات المبحوث، تجنبا للوقوع في خطأ استبدال كلمات المبحوث؛ الأمر الذي يؤدي إلى التحيز والبُعد عن الموضوعية.
- يجب على الباحث أن يتجنب تفسير عبارات المبحوث والإضافة عليها من عنده، وطلب تفسير العبارات وتوضيحها من جانب المبحوث إذا كان هناك حاجة لذلك. وعليه فإنه من المهم جدا أن يكون الباحث قادرا على التمييز بين الحقائق والمعلومات واستنتاجاته الشخصية حتى يتجنب الوقوع في خطأ الإضافة أو الحذف للمعلومات التي يُدلي بها المبحوث.
- إرسال الإجابات والملاحظات بعد كتابتها بشكلها النهائي إلى الأفراد الذين تمت مقابلتهم للتأكد من دقة التسجيل وصحة المعلومات، واتخاذ الإجراءات المناسبة قبل اعتماد الإجابات بصورتها النهائية.
كيف نحول اجابات المفحوصين بالمقابلة إلى بيانات كمية ومن ثم تحليلها إحصائيا
مقال رائع ومميز، وجهد رائع
مؤسسة البيان فريق أكاديمي خدماتي قادر على تنفيذ جميع خدمات طلبة الدراسات العليا من اقتراح العنوان إلى التنسيق والتدقيق اللغوي.
الإطار النظري هو أحد الأجزاء المهمة في رسائل الماجستير والدكتوراه. حيث يتضمن مراجعة للأدبيات المرتبطة بموضوع الرسالة وتقديم ما تتضمنه هذه الأدبيات من مفاهيم ونظريات وجوانب مختلفة.
+212636581504