٦ فوائد لكتابة أطروحة الدراسات العليا
في الكثير من مواقف و تجارب الحياة التي نمر بها قد نقوم بعمل ما، سواءً كنا مجبرين على خوض تلك التجارب أو نمر بها باختيارنا. قد لاندرك كم من الفوائد و المهارات و الدرورس التي نخرج بها من تلك المواقف و التجارب حينها أو حتى مباشرة بعد إنقضائها، و من هذه التجارب التي تستحق الذكر في حياة الكثير من طلاب الدراسات العليا، تجربة كتابة الأطروحة أو رسالة الماجستير أو الدكتوراة، و التي شخصياً لم أتأمل كثيراً ما المهارات التي خرجت بها من هذه التجربة (في مرحلة الماجستير)، إلا حين تم سؤالي في إحدى ورش العمل التي حضرتها مؤخراً عن أكثر التجارب الدراسية أو الأكاديمية التي أثّرت في شخصيتي كطالبة للدراسات العليا؟ و لماذا؟
لم تكن إجابتي على هذا السؤال سهلة نظراً لمرور الواحد منا بالكثير من التجارب التي قد نتعثر بها فتحبطنا أو نتخطاها فتصقلنا و تغير الكثير في شخصيتنا نحو الأفضل. و بعد التفكير العميق، وجدت أن تجربة الرسالة (أو مايمكن أن أسميه رحلة العمل على و كتابة الأطروحة أو الرسالة) هي أكثر ماعثّرني و صقلني أيضا. لم أكتفي بالتفكير في تجربتي فقط و لكن قمت بالبحث في بعض المراجع عن فوائد كتابة الرسالة بالنسبة لطالب الدراسات العليا ثم فكرت في تدوينها و مشاركتها معكم، خاصة للمقبلين على بدء مرحلة الدراسات العليا، لقناعتي أننا لو أدركنا أهمية ما نقوم به (أعني تركيزها على نتيجة العمل) فستكون نظرتنا مختلفة للتجارب التي نمر بها و سنركز على الخروج منها بأفضل المهارات العلمية و العملية الممكنة مهما اكتنفت هذه الرحلة من صعوبات.
كتابة أطروحة أو رسالة الماجستير أو الدكتوراة قد تكون عملية طويلة و صعبة. ربما ستمر بك أيام ستسهر فيها إلى وقت متأخر من الليل، ستقرأ فيها الكثير من الكتب و آخر المقالات و الأبحاث العلمية في تخصصك، ستعمل على إدخال و تحليل الكثير من البيانات، و ستقضي الكثير من الساعات في الكتابة، و كل هذه ليست سوى “بعض” من “كثير” من المهام التي سوف تحتاج إلى القيام بها لإكمال الأطروحة.
هل سألت نفسك يوما ما هي الفائدة التي ستجنيها من كل هذا التعب و الجهد مما هو أكثر من مجرد استكمال متطلبات درجة الدراسات العليا و الحصول على الشهادة؟
سأسرد لك هنا ستة من الفوائد العامة لكتابة الأطروحة و بالتأكيد ستتعلم الكثيرغيرها، و منها ما سيكون أكثر عمقاً و تعبيراً عن شخصك ومجال تخصصك.
إثراء المعرفة في تخصصك
كتابة الأطروحة قد يتضمن تحديد مشكلة أو سؤال معين لغرض البحث و تطوير المزيد من المعرفة حول موضوع معين من خلال الدراسات و البحوث العلمية و التجريبية. قدرتك على التوصل لنتائج خاصة ببحثك ستسهم في تواصلك المعرفي بالآخرين في مجال تخصصك الأمر الذي سيساهم في إثراء المعرفة في تخصصك بشكل عام بإضافة المزيد من المعلومات إلى مجال البحوث في تخصصك من ناحية، و بشكل يمكن الباحثين الآخرين في مجالك من استخدام ما توصلت إليه لتطوير المزيد من المعرفة من ناحية أخرى.
التسويق لك في سوق العمل
ميزة أخرى لكتابة الأطروحة هو أنها يمكن أن تدعمك أثناء دخولك لسوق العمل بعد التخرج. على سبيل المثال، كتابة الأطروحة تكسبك مهارات في إدارة المشاريع، تحليل البيانات، المهارات التنظيمية، الكتابة، و مهارات التواصل مع الآخرين. كل هذه مهارات يمكن أن يتم تنميتها و تعزيزها من خلال استكمال الأطروحة. كل هذه المهارات يمكنك استخدامها لاحقا للتسويق لنفسك لأصحاب العمل أثناء التقدم لوظيفتك المستقبلية، و بشكل خاص كفرد يمكنه إدارة العديد من المهام الصعبة في وقت واحد و بشكل فعال.
اكتساب خبرة في مجال معين
كتابة أطروحة يمكنك من تطوير نفسك لاكتساب خبرة في مجال معين. صحيح أنك لن تجيب على كل الأسئلة في بحث واحد أو رسالة واحدة و ستظل هنالك الكثير من الأسئلة التي ربما ستفكر بها لاحقا في عمل أبحاث مستقبلية خاصة إن كنت أكاديميا، مع ذلك، يمكنك اعتبار نفسك خبيراً في المجال أو المنطقة البحثية التي طرحتها في رسالتك. كتابة للرسالة يشير إلى أن لديك خبرة كنت قد كرّست نفسك و وقتك و جهدك لها و بمستوى عال من الدراسة المكثفة والمثابرة والتي هي سمات الشخصية الممتازة. مما يمكن إضافته أيضاً هنا هو أن تبادل خبرتك البحثية مع الآخرين سواءً بطريقة رسمية أو غير رسمية يساعد على نشر الخبرات الخاصة بك للآخرين.
معرفة الذات و تطويرها
كتابة الأطروحة سوف تساعدك على معرفة المزيد عن نفسك. يمكنك التعرف على عاداتك الجيدة و نقاط قوتك، و ربما بعض العادات الغير ملائمة أو نقاط الضعف و التي تحتاج إلى تغييرها أو تطويرها مثل تنمية الثقة بالذات، القدرة على التعاون مع الآخرين، و تقبل النقد البناء. إضافة إلى ذلك، يمكن لمثل هذه االأمور التي تعرفها عن نفسك أن تساعدك على التأنّي في خياراتك المستقبلية (المهنية أو الأكاديمية) من خلال معرفة ما يناسب عاداتك و اهتماماتك من الوظائف و الخيارات المتاحة أمامك.
اكتساب القدرة على التحدث في الندوات و المؤتمرات
كتابة الأطروحة من شأنها تحسين قدرتك على التحدث في المناسبات العامة و التواصل مع الآخرين بشكل عام. طوال خلال فترة كتابة الأطروحة الخاصة بك، قد يكون لديك الفرصة للتحدث إلى الطلاب الآخرين والأساتذة أو حتى اللجان البحثية أو المهنية في مجالك. قد تشارك أيضا في الندوات أو المؤتمرات وسوف تكون هنالك حاجة لتقديم بحثك حتى ولو كان لازال في مراحله الأولى أو لاحقا في مراحله النهائية. الأهم من ذلك فإن مناقشة رسالتك (في يوم المناقشة النهائية) و الدفاع عن أفكار بحثك يتطلب منك تقديم كل ما يتعلق بإجراءات بحثك و تلخيص النتائج الخاصة بك بطريقة مقتضبة لأعضاء لجنتك البحثية.
اكتساب القدرة على التفكير المرن و تقبل وجهات النظر
أخيرا، كتابة الأطروحة يشمل الكثير من التحديات، الأمر الذي سوف يساعدك على تطوير القدرة على التفكير بطريقة مرنة تسمح لك بالتفكير في العديد من المفاهيم في وقت واحد.إضافةً لذلك، ستساعدك على التكيف مع القضايا الجديدة أو المشاكل و العقبات التي قد تظهر أمامك في كثير من الأحيان. الحقيقة إن تنمية التفكير المرن هو مهارة حيوية و هامة جدا تجعلك تدافع عن فلسفتك و أفكارك البحثية بطريقة لا تجعلك في حالة صراع دائم مع الآخرين و إنما تنمي لديك القدرة على الإقناع و مواجهة التحديات دون الدخول في صراعات فكرية مع من يختلفون معك في وجهات النظر.
مقال رائع جداً
ألف شكر
بارك الله بجهودكم
شكرا على الموعلومة استفدنا منها كثيرا
جزاك الله خيرا
موضوع قيم..يعطيكم العافيه
روعة المعلومات………………..مشكورين