٥ استخدامات وراء استراتيجيات أو تصاميم البحث المندمج/المختلط (Mixed Methods Designs)
تعرفنا في مقال سابق على منهج البحث المندمج (Mixed Methods) و على ستة مبررات عامة لاستخدام البحث المندمج (Mixed Methods) في البحث العلمي.
في هذه المقالة، نتابع نقاشنا حول البحث المندمج باستعراض أبرز الاستخدامات في البحث العلمي لمنهج البحث المندمج (Mixed Methods)، و التي بناءاً عليها ظهرت استراتيجيات مختلفة للبحث المندمج، يتبعها و يطبقها الكثير من الباحثين اليوم.
سنناقش و نضرب أمثلة على بعض هذه الاستراتيجيات في مقال لاحق إن شاء الله، لكن، نناقش هنا الأسباب التي أدت لتصميم الاستراتيجيات المختلفة في البحث المندمج.
استخدامات أساسية وراء ظهور الإستراتيجيات المندمجة أو تصاميم البحث المندمج (Mixed Methods Designs)
قبل ظهور البحث المندمج و الاستراتيجيات المندمجة (استراتيجيات البحث المندمج)، كان الكثير من الباحثين يستخدمون مصطلح التثليث (Triangulation) في دراساتهم، و هو جمع البيانات بأكثر من طريقة. كان و لا يزال إستخدام التثليث يُنصح به في الكثير من الحالات للتأكد من صحة نتائج الدراسة و تعزيزها. أما بعد ظهور البحث المندمج و الاستراتيجيات المندمجة، يتضح لنا أن التثليث هو في الحقيقة استخدام من استخدامات البحث المندمج.
عند البحث و القراءة في مختلف المصادر المتعلقة بالإستراتيجيات المندمجة، يتضح لنا أنه هنالك استراتيجيات أو تصاميم عديدة للبحث المندمج. هذه الاستراتيجيات المختلفة تسعى لتحقيق أغراض مختلفة، و بالتالي، لهذه الاستراتيجيات استخدامات مختلفة، حسب طبيعة البحث و ما يحتاج إليه الباحث.
هذا بالطبع لا يعني أنها الاستخدامات الوحيدة، لأنه على الأغلب، مع تطور البحث و مع التعمق في هذا المجال، ستتضح و تبرز استخدامات أخرى تخدم أهداف مختلفة. أيضاً، تقسيم الاستخدامات نفسها و تصنيفها قد يختلف ما بين كاتب لآخر.
التثليت (Triangulation)
و يطلق عليه أيضا (Cross Examination): إستخدام أكثر من أداة أو طريقة لجمع البيانات و تحليل نفس الظاهرة/الظواهر بهدف التحقق أو التأكد من صحة النتائج في الدراسة بالإضافة إلى أنها تساهم في تقليل التحيز (Bias) الذي قد تسببه طريقة أو أداة جمع البيانات. الغاية هنا رفع مستوى الثقة في النتائج من خلال جمع البيانات بأكثر من طريقة للنظر إذا ماكانت البيانات التي تم جمعها بأكثر من طريقة تؤدي لنفس النتائج و تعزز أو تؤيّد بعضها البعض أم لا.
مُكمّل (Complementary)
تفصيل، تحسين، و توضيح النتائج التي تم الحصول عليها بأحد طرق البحث المستخدمة من خلال تفسير نتائج تم الحصول عليها بعد استخدام طريقة أخرى من طرق البحث. على سبيل المثال، يمكن الإستفادة من إجابات بعض الطلاب على المقابلات الشخصية التي أجريت معهم لتوضيح نتائج تم الحصول عليها من خلال تحليل بيانات استبيان تم توزيعه عليهم سابقاً. يتضح إذاً هنا أن الهدف هو الحصول على تفسير أفضل و أوضح لنتيجة تم الحصول عليها سابقاً باستخدام طريقة بحث أخرى.
التطوير (Development)
استخدام أكثر من أداة أو طريقة لجمع البيانات مع الإستفادة من النتائج التي يحصل عليها الباحث في المرحلة الأولى في بناء أو تطوير طريقة أو أسلوب بحث آخر قد يستخدمه الباحث لاحقاً. التطوير المقصود به هنا عام و يشمل على سبيل المثال: اختبار العينة و طريقة الحصول عليها و اختبار، تطوير، و تقنين أداة البحث و الأسئلة أو المقاييس المستخدمة فيها.
الإبتداء أو الإستهلال (Initiation)
الهدف الأساسي هنا هو استكشاف معلومات، طرق، أساليب، أو أُطر جديدة، غير متوقعة، أو مناقضة لتلك الموجودة حاليا، و ذلك من خلال إعادة صياغة الأسئلة و النتائج من أداة أو أسلوب معين ليتم إختبارها بطريقة جديدة مختلفة.
التوسّع (Expansion)
توسيع نطاق و مدى طريقة و أسلوب البحث أو التحقق (Inquiry) المستخدمة و ذلك باستخدام أساليب مختلفة و متنوعة تساهم في فهم أجزاء أو عناصر من الظاهرة أو الموضوع تحت الدراسة.
في مقال لاحق إن شاء الله، سنتعرف أكثر على أسس تصميم استراتيجيات البحث المندمج، معايير تصميم استراتيجية البحث المندمج، و أيضاً على عدد من التصاميم الأساسية المعروفة في البحث المندمج.
- Designing and Conducting Mixed Methods Research (2011)
جزاك الله خيرا اخي د. عبد الرحمن على هذه المعلومات البحثية القيمة ………..
وإياك إن شاء الله. شكرًا لك.
ما اسم المرجع التي اخذت منه هذة المعلومات؟ وهل يوجد مرجع عربي يتحدث عن المنهج المختلط؟
المرجع موضّح في آخر المقالة أخي. لم أجد مرجع عربي يتحدث عن الموضوع وأفضل الأجنبية.