تجربتي في إختيار موضوع البحث و بعض النصائح التي أرغب بتوجيهها للطلبة الباحثين و الباحثات.
(1)
أول ماتريد أن تتوصل إليه بالنسبة لبحثك هو إختيار موضوع يناسب ميولك و مجال عملك (بالنسبة لي ميولي كان تقني و مجالي كان تعليمي). لذلك رغبت في دمج هذه الفكرتين و بمساعدة من مشرفتي تمكنا من تضييق موضوع البحث إلى “كيف يستفيد طلاب الكلية من إتجاهات التقنيات الحديثة في مجال دراستهم الأكاديمية؟” حيث كان هذا السؤال الرئيسي للبحث. وهذا السؤال أدّى إلى إكتشافات أخرى حيث أصبحت أهداف ثانوية للبحث. وهذا يخبرك بأن لاتقلق فبحثك لاشك سيؤدي إلى إكتشافات أخرى قد تشكل أهداف أخرى.
(2)
بعد تضييق موضوع البحث، عليك بالبحث عن العوامل و الآثار التي تريد دراستها و ذلك أيضاً يساعدك في معرفة نوع البحث الخاص بك، هل هو كمي، نوعي أم مزيج من كلاهما. و كذلك القراءة في البحوث والدراسات الأخرى التي تشابهه موضوعك و العوامل التي تريد دراستها تساعدك بشكل كبير في فهم ماتريد دراستة حقاً. وهذا أيضاً يُعرف بالنقد الأدبي أو (Literary Review).
(3)
بعد تحديد نوع البحث الخاص بك، عليك أن ترى الطريقة المناسبة لجمع البيانات (إستبيانات، آراء خبراء، مقابلات ، الملاحظة والمراقبة…الخ)، و من هي الفئة التي تود دراستها. (بالنسبة لي كان نوع البحث كمي و اعتمدت على إستجابات طلبة الكلية أنفسهم حيث كانت الدراسة تهتم بذلك وقمت بتوزيع إستبيان يهتم بالعوامل والأثار التي رغبت في دراستها).
(4)
ثم تأتي مرحلة تحليل البيانات و ستبدو ربما صعبة في البداية، لكن طالما توصلت إلى طريقة لتحليل البيانات و الصورة النهائية التي تريد لبحثك أن يكون، سوف تصبح هذه المرحلة سهلة. _ كما كنا نقول أنا و الباحثات اللاتي كنا نعمل سوياً في مواضيع مختلفة (نحلل البيانات كالمخضرمين)_.
(5)
بعد كل هذا ربما هناك نقاط تود إضافتها للبحث مثل :
- المشاكل التي واجهتك (الوقت و مدة الدراسة ،عدم مصداقية أو جدية بعض المشاركين في الإستبيان …).
- أهمية الدراسة وأثرها و كيف يتم تطبيقها إذا كانت قابلة للتطبيق.
(6)
نصائح عامة:
- ربما تشعر بأن الوقت ينفذ منك، لكن العمل الأساسي والجهد الذي تبذلة في بناء الفكرة أو االموضوع سيسهل عليك، والأمور تُصبح أسهل بكثير في مرحلة تحليل البيانات.
- ربما البيروقراطية ستقف في طريقك أحياناً، لكن حاول بناء علاقات أكثر مع من حولك و تعلم من تجارب الذين سبقوك.
- أنا كنت أعمل و أجري هذا البحث و أسلم تقارير أسبوعية لمشرفتي، لذلك لاشيء صعب كل شيء يمكن حله، ولا تهلع.
- ربما البعض مما حولك سيجعلونك تشكك في إختيارك لذلك الموضوع أو تلك الفكرة، قم بتوضيحهما بشكل مثالي (أحضر مقالات أخرى تدعم فكرتك، شدد على أهمية موضوعك و أثره حينما يُطبق) وذلك لايمنع كونك متقبل للنقد و الآراء خصوصاً حينما يكون هناك من هو أكثر خبرةً منك.
- أحياناً قد تكون الجامعة لديها نموذج محدد لكي تتبعة و أحيانً أخرى يفتحون المجال لك، لذلك لا أعتقد بأنه هناك نموذج مثالي عالمي يمكنك أن تتبعة.
(7)
يوم العرض النهائي أو مايُعرف بالمناقشة.
توكل على الله وتذكر بأنك بذلت مجهود و ثق بنفسك و ثق بجهدك، في العرض النهائي لايجب عليك عرض كل شيء قد كتبتة، فقط النتائج المهمة التي توصلت إليها. و قدمها بطريقة سهلة و جذابة للجنة التحكيم. كن مستعد لمختلف أنواع الأسئلة و الآراء و حاول أن تستبق نفسك في الأسئلة المحتملة و كيف يمكنك أن تجيب عنها بطريقة واضحة. حاول أن تتدرب أكثرمن مرة مع أشخاص مختلفين ودعهم يسألونك ما أشكل عليهم فذلك سيجعلك أكثر إستعداداً ليوم العرض الفعلي (وجود أصحاب و زملاء أكاديمين في هذه المرحلة فعال، فإذا كان لديهم الوقت الكافي للمراجعة و الإستماع لك فهو شيء يدعو للإمتتنان والشكر).
(في حالتي أخبرتني اللجنة أن عرضي كان شامل و ليس لديهم أي شيء يناقشونه معي، تخيلوا صدمتي وقتها، لقد شعرت بأن هذا لايُصدق وكنت أتوقع منهم مناقشات و إستفسارات عديدة … أو ربما كنت آخر شخص في قائمتهم الطويلة وهذا علمياً قابل للحدوث).
(8)
و أود أن أشكر الأكاديمية التعليمية على إتاحة هذه الفرصة لمشاركة تجربتي الشخصية، حيث كانت المعلومات المتوفرة هنا داعماً كبيراً لي في فهم البحث العلمي و منهجيته، وكيف بإمكانك تسخيرهذه المعلومات لتوافق بحثك الخاص.
وذلك والحمد لله على فضله وكرمه و اللهم أنفع بنا وبعلمنا وصلَّ اللهم وبارك على نبينا.
أحدث التعليقات