في مقالي السابق مقدمة في التفكير النقدي تناولت تعريف التفكير النقدي والصفات التي يجب أن يتمتع بها الباحث والاجراءات التي تساعده على ذلك.
في هذه المقالة سأتطرق لأهم الأسئلة التي يجب على الطالب أن يسألها لكي يصل لمرحلة التفكير النقدي، هذه الأسئلة هي محفزة للتفكير في قضايا ترتبط ارتباطاً مباشراً بالبحث أو بالقضية المراد دراستها.
تنقسم الأسئلة إلى ثلاثة أقسام وهي تساعد على تحديد ثلاثة مهارات أساسية ينتقل فيها الباحث من الوصف ثم إلى التحليل ثم بعد ذلك التقييم. هذه المهارات يتم استخدامها في جميع مراحل البحث: التفكير، القراءة، التأمل، الكتابة، المراجعة، الخ…
الانتقال بين هذه المراحل لايعني التتابع والترتيب، بل إنها مختلطة لدرجةٍ يصعب فيها التمييز بين الخروج من مرحلة إلى مرحلة أخرى.ينصح بطباعة هذه الأسئلة و وضعها في مكان واضح (بجانب المكتب مثلا أو مكان العمل) للعودة لها في كل وقت.
المرحلة الأولى: الاسئلة الوصفية التي يجب أين يركز عليها الباحث هي التي تبدأ (ماذا؟ أين؟ من؟ متى؟)
- ماهو الموقف/المحتوى/الموضوع، الذي يجب أن أركز عليه و أناقشه.
- ماهي أهم نقطة في القضية/المشكلة؟ (اكتشاف الموضوع).
- أين حدثت القضية/المشكلة؟
- من الذي أحدثث القضية/المشكلة؟
- من الذي أثر فيها؟ من الذي سيكون مهتماً بها؟
- متى حدثت القضية/المشكلة؟
في هذه الاسئلة يصف الباحث الموضوع الذي يريد أن يتطرق إليه، و يحدد أبعاده و يقدم له بتمهيد و معلومات توضح للقارئ الصورة الكاملة عن الموضوع. مع مراعاة التسلسل المنطقي في الطرح، و تحديد المعلومات بدقة والمصادر التي اعتمد عليها الكاتب.
المرحلة الثانية: مرحلة التحليل و الأسئلة التي يجب أن يركز عليها الباحث (كيف؟ لماذا؟ و ماذا لو؟)
يتدرج الباحث في التحليل بتفكيك الموضوع و مناقشة أجزائة و تقديم تعليل للفرضيات التي ذهب إليها، و الفرضيات التي تم استبعادها و دعم الأدلة بالحجج و البراهين.
- كيف يؤثر أحد عوامل القضية على الآخر؟ أو كيف يؤثر الجزء الواحد على الكل أو على القضية بكاملها؟
- كيف تعمل الان؟ ( نظرياً و تطبيقياً أو في محتواها الحالي)
- لماذا هذه (الحجة أو النظرية أو الاقتراح أو الحل ؟)
- لماذا لا يكون الحل غير هذا؟
- لماذا حدثت المشكلة؟ ولماذا تحدث الان؟ وهل ستبقى ؟ الاستمرارية
هنا يركز الباحث على اكتشاف العلاقة بين الجزء إلى الكل، وبين الأجزاء بعضها ببعض.
النقد الذاتي لما قام بطرحه سابقاً
هذه تأتي في مراحل متقدمة من التحليل بالإجابة على هذه الأسئلة:
- ماذا لو كان هذا (الطرح / إجابة )التساؤلات خاطئة؟
- ماذا لو تغيرت هذه (العوامل أو الحلول) او زيد عليها؟
- ماهي البدائل الأخرى؟
- ماذا لو حدثت مشكلة؟
في هذه النقطة يفكر الباحث بالإحتمالات التي يطرحها ثم الإستجابة المتوقعة.
المرحلة الثالثة: التقييم الشامل للبحث وهذه الأسئلة غالبا تكون (ماذا بعد ذلك؟ و ماذا يقدم لنا هذا البحث؟)
هذه الاسئلة التي تناقش تطبيق البحث في بيئات مختلفة هي التي تقود الباحث لمعرفة مساهمة بحثه في تخصصه و الإضافة التي يضيفها له (Contribution to Knowledge).
- كيف و أين يمكن أن نطبق الحلول؟
- هل نستطيع نقل التجربة؟ ماذا نحتاج لكي نطبقها الان؟
- مالذي نستطيع أن نتعلمه من هذه المشكلة؟
- ماذا يعني هذا (الحل أو الاقتراح) للاخرين؟ و لماذا هو مهم؟
- هل سيكون هذا الحل أو الاقتراح مقنع ؟ لماذا و لم لا؟
- هل سينجح؟ كيف يتوافق مع المتطلبات؟ مالمعايير المستخدمة في الحقل؟
هنا يحسن بالباحث أن يجد التعميم الذي يرغب بأن ينشره للناس، وأن يكون طرحه متوافقاً مع نتائج البحث، وأن لا يحتقر الباحث ماقدم من معرفة، و كذلك، لا يغتر بما كتب و يعتقد أنه قد أتى بما لم تستطعه الأوائل.
إن هذه العملية وإن كانت تبدو شاقة في بداية الأمر، الإ أنها تضفي على البحث أهمية و قيمة حقيقة تجعله مقنعاً للمحكمين، و للمشرف، و للطالب أمام نفسه،. كذلك، فهي تحتاج إلى ممارسة و كثير من التأمل و التفكير.
أحدث التعليقات