أنواع البحوث العلمية: البحث التجريبي (Experimental Research)

في هذا المقال سوف نسلط الضوء على واحد من أهم أنواع البحوث العلمية، ألا وهو البحث التجريبي (Experimental Research)؛ حيث سنتناول ماهية البحث التجريبي وكيفية تنفيذه وشروطه، وأنواع المجموعات المستخدمة في البحث، والصعوبات التي قد تواجه الباحث عند استخدام هذا النوع من البحوث.

ماهية البحث التجريبي

البحث التجريبي هو أحد أنواع البحوث العلمية القائمة على جمع البيانات الرامية إلى تفسير ظاهرة ما، وهو يعبر عن “الملاحظة غير المتحيزة لظاهرة معينة في مجال ما”. ويرتكز البحث التجريبي على عدد من الأسس المهمة، والتي تشمل كلا من:

  •  المشكلة أو الظاهرة التي يركز الباحث على دراستها بناء على ملاحظته وخبرته.
  •  الفروض، وهي تعبر عن العلاقة التي تربط بين متغيرين أو أكثر يمكن من خلال دراستها تفسير ظاهرة معينة.
  • تحديد المتغيرات المستقلة والتابعة الرئيسة ذات العلاقة الوثيقة بموضوع البحث، ومحاولة التقليل من تأثير المتغيرات الثانوية.

كيفية تنفيذ البحث التجريبي

يتكون البحث التجريبي من نوعين من التجارب، التجارب القبلية والتجارب البعدية والتي يمكن تعريفها بأنها التجارب التي تمكن الباحث من قياس المتغير التابع أو الظاهرة المدروسة من خلال تعريض المجموعة التجريبية أو جزء منها لتأثير المتغير التجريبي، والذي يسمى المتغير المستقل.
ويقوم الباحث باستخدام التجارب البعدية في حالتين:

  1. حالة منهج الوحدة الواحدة، وهو المنهج القائم على دراسة مجموعة واحدة تحت تأثير متغيرين مستقلين أو أكثر بأسلوب التتابع ودون الحاجة لاستخدام مجموعة ضابطة.
  2.  حالة منهج الطريقتين المتكافئتين، وفي هذه الحالة يتم إجراء التجربة عن طريق استخدام مجموعتين إحداهما تجريبية والأخرى ضابطة، ويتم من خلالها تعريض المجموعة التجريبية للمتغيرات المستقلة أو السببية، مع مراعاة فصل تأثيرها عن المجموعة الضابطة.

شروط إجراء البحث التجريبي

عند قيام الباحث بإجراء بحث تجريبي فإنه لا بد من الالتزام بعدد من الشروط، وهي:

  1.  توضيح الظاهرة محل البحث والفروض التي تقوم عليها.
  2.  اتخاذ ما يلزم من خطوات علمية صحيحة لاختبار الفروض تجريبيا.
  3.  تقديم النتائج التي يسفر عنها البحث بأعلى درجة من الدقة بدون تحيز.
  4. تكرار التجربة عدة مرات، لكي يتم التأكد من دقة النتائج التي تم التوصل إليها.

أنواع مجموعات البحث التجريبي

في البحث التجريبي يلجأ الباحث إلى استخدام نوعين من المجموعات من أجل قياس تأثير المتغيرات التي يركز على دراستها. وفيما يلي توضيح لهاتين المجموعتين:

المجموعة الضابطة

‏ المجموعة الضابطة هي المجموعة التي لم يتم تعريضها لتأثير المتغير التجريبي. وتتضح اهمية استخدام هذا البحث بالنسبة لتلك المجموعة في كونها أساس الحكم على مدى الفائدة الناتجة ‏عن تطبيق المتغير التجريبي.

المجموعة التجريبية ‏

‏وهي المجموعة التي تعرضت للمتغير التجريبي الجديد وذلك بهدف ‏قياس اثر المتغير التجريبي فيها. ‏

مثال:
أراد باحث قياس أثر استخدام الحاسوب (المتغير المستقل) في التحصيل العلمي (المتغير التابع) في إحدى المواد الدراسية. وقد قام الباحث باختيار فصلين دراسيين، أحدهما درس طلابه المادة عن طريق استخدام الحاسوب (المجموعة التجريبية)، والآخر درس نفس المادة حسب الطريقة التقليدية في التدريس (المجموعة الضابطة). وبعد الانتهاء من تنفيذ التجربة أجرى الباحث اختبارا لطلبة الفصلين، حيث قام بالمقارنة بين نتائج الطلبة لقياس أثر المتغير المستقل (التدريس باستخدام الحاسوب) على المتغير التابع (التحصيل العلمي) وتحديد الفروق بينهما، والذي يمكن عزوه إلى تغيير أسلوب التدريس.


صعوبات البحث التجريبي

  1.  صعوبة تطبيق البحث التجريبي على البشر بشكل عام، وخاصة أن البشر مختلفون في طبائعهم وسلوكهم؛ بحيث يصعب على الباحث التحكم في ذلك. ومن ناحية أخرى، يميل البشر إلى التصنع والمحاباة في حال علمهم بأنهم تحت المراقبة أو الملاحظة.
  2. قد تؤدي فكرة إجراء التجارب على الإنسان إلى إهدار كرامته وإلحاق الأذى بمشاعره؛ فعلى سبيل المثال، من غير المقبول أو المعقول أن يفكر الباحث الذي يقوم ببحث حول أثر التفكك الأسري في سلوك الأطفال باختيار مجموعة من الأسر ويعمل على تفكيكها لكي يصل إلى نتائج معينة.
  3. صعوبة إيجاد التشابه بين المجتمعات الإنسانية المراد تطبيق الدراسة عليها مقارنة بالمجالات والعلوم الطبيعية كالكيمياء والفيزياء.

وفي الختام، تجدر الإشارة إلى أن البحث التجريبي يعتبر من أقوى أنواع البحوث العلمية وأقربها إلى الواقع، ولكن يجب على الباحث معرفة الظروف والمواقف التي يمكن له أن يستخدمه فيها ومراعاة الصعوبات التي أشرنا إليها آنفا، كما يجب على الباحث أن يكون على قدر كبير من الخبرة والمهارة في حال تطبيق البحث التجريبي على دراسته. ‏

تحتاج للمساعدة في اختيار موضوع البحث، استراتيجية البحث، أو اتخاذ أي من القرارات الأخرى المهمة؟
استفد من خبرائنا في البحث العلمي

(11) ردود
  1. عبدالرحمن بن محمود عبدالعزيز عليو
    عبدالرحمن بن محمود عبدالعزيز عليو says:

    جزاك الله خيرا دكتور
    المختصر المفيد

    رد
  2. أبو عبدالعزيز
    أبو عبدالعزيز says:

    مقال جميل جداً بارك الله فيك
    ولكن ….
    هل يلزم أن تكون المجموعتين (الضابطة والتجريبية) متكافئتين ؟

    وهل يلزم أن يقوم الباحث بإجراء دراسة استطلاعية قبل تنفيذ البحث للتأكد من تكافؤ المجموعتين (الضابطة والتجريبية) ؟

    رد
  3. salemalawam
    salemalawam says:

    السلام عليكم

    بحثت في الإنترنت و الكتب عن ما يسمى البحوث النظرية و لكن المعلومات شحيحة جدا ،

    أحتاج إلى مساعدة في العثور على معلومات حول إجراء البحوث النظرية ، و إذا كان هناك كتاب فسيكون ذلك جيدا ، و شكرا لكم

    رد

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.