البحث المندمج Mixed Methods

أحد القرارات المهمة التي تواجه الباحث في بداية رحلة البحث العلمي هو قرار اختيار منهجية البحث العلمي و تصميم البحث العلمي المناسب. يعتبر البحث المندمج أو الإستراتيجة المندمجة (Mixed Methods) أحد الطرق و الإستراتيجيات في البحث العلمي و التي لاقت إهتماماً متزايداً في السنوات الأخيرة. هذه الإستراتيجية أو الطريقة هي الأحدث ما بين الإستراتيجيات أو الطرق التي تدخل في تصميم البحث العلمي.

البحث المندمج Mixed Methods: مقدمة سريعة

يمكن تعريف البحث المندمج (Mixed Methods) على أنه البحث الذي يقوم من خلاله الباحث بجمع و تحليل البيانات، عمل توافق و دمج ما بين النتائج، الإستخلاصات، و الإستنتاجات التي حصل عليها من الطرق أو الأدوات الكمية و النوعية و ذلك في نفس الدراسة أو البحث.

اقرأ المزيد

تعقيبًا على الموضوع السابق نشره: مزايا أو خصائص الليتريشور ريفيو Literature Review (الإطار النظري/متن البحث) المعدة بشكل جيد، أتطرق في هذا الفيديو الثاني للخطوات العامة التي من الممكن إتباعها لعمل الليتريشور ريفيو أو الإطار النظري للدراسة، مع العلم بأن الهدف من هذه الخطوات هو التوجيه فقط وهي ليست إجبارية وليس بالضرورة أن تكون متبعة في جميع الدراسات أو التخصصات.

  • BOLDERSTON A. (2008). Writing an Effective Literature Review. Journal of Medical Imaging and Radiation Sciences. 39, 86-92.
  • RUGG, G., & PETRE, M. (2004). The unwritten rules of PhD research. Maidenhead, England, Open University Press.

إستمرارا لسلسة المشاريع الصغيرة و التي نهدف من خلالها لنشر ثقافة البحث العلمي، و الذي كان أولها عرض البحث العلمي للباحثين المبتدئين، كان هنالك حاجة بالذات لتعريف العامة و غير الباحثين بالبحث العلمي، أهمية البحث العلمي، الفائدة من القيام بالبحث العلمي، و تشجيعهم على عدم التردد و الإقبال على البحث العلمي و تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة لدى البعض من كون البحث العلمي شئ صعب أو مستحيل!

بطبيعة الحال من المستحيل أن يكفي عرض واحد لهذا الغرض، لذلك، نحن مستمرين و سيكون لنا جهود أخرى إن شاء الله في سبيل نشر ثقافة البحث العلمي في مجتمعاتنا العربية بين العامة.

ثاني المشاريع الصغيرة التي نقدمها لكم اليوم هنا هو مشروع ٢: البحث العلمي لغير الباحثين (١) أهميته و طريقته و بلورة الأفكار و الذي يتطرق (كما هو واضح في العنوان!) لأهمية البحث العلمي، و طريقته، و بلورة الأفكار و أيضا يعرج بشكل سريع على براءات الإختراع و الهدف منها. كما يؤكد العرض على أهمية التأكد أو التحقق من المعلومة قبل نقلها من خلال إستعراض أمثلة لعدد من الأشياء المغلوطة التي تناقلها الكثيرون من خلال الشبكات الإجتماعية دون التحقق من صحتها!

أول تجربة في تقديم هذا العرض كانت من خلال ورشة عمل قدمتها في مؤسسة سدرة لمجموعة من الشباب و الشابات. الإنطباعات و لله الحمد و التفاعل كان رائعا!
اقرأ المزيد

إستمراراً لسلسلة الإستعراضات للكتب المخصصة و المهتمة بتقديم صورة كاملة أو واضحة و عامة للبحث العلمي للباحثين المبتدئين من طلاب الماجستير و الدكتوراة و غيرهم، نستعرض معكم اليوم هذا الكتاب.

شخصيا، أرى أن هذا الكتاب أفضل من سابقيه في نفس النوع من الكتب، و قد نشرت إستعراضات لهما سابقا. السبب وراء ذلك أن تقسيم الكتاب و مدى المواضيع التي يغطيها الكتاب أفضل بكثير من تلك التي يغطيها الكتابين السابقين، فهو يأخذ الباحث من البداية و يساعده في بدء رحلته العلمية و تحديد موضوع الدراسة أو البحث و صياغة سؤال البحث و يستعرض معه ١٤ طريقة من الطرق التي يمكن من خلالها القيام بالبحث. بعد ذلك، يتدرج بالباحث لعمل خطة البحث مرورا بالإطار النظري/متن البحث (Literature Review) و القيام به، و غيرها من المواضيع. اقرأ المزيد

بعتبر من الكتب ذات المبيعات العالية في فئة الكتب المتخصصة أو المهتمة بتعريف الطالب أو الباحث بكيفية القيام بالبحث العلمي، و هو موجه للباحثين المبتدئين (First-time Researchers). يدعي الكتاب أنه تم بيع أكثر من ٢٥٠٠٠٠ نسخة منه.

أسلوب الكتاب مناسب، و ينصح به لمن هم في بداية رحلتهم بشكل عام من الباحثين المبتدئين و طلاب الماجستير و الدكتوراة indegenerique.be.
اقرأ المزيد

 

يعتبر الكتاب أحد الكتب الأكثر تقييما في مجموعة الكتب المهتمة بعرض مرحلة أو رحلة الدكتوراة ككل و العديد من المعلومات الغنية عنها، لذلك، ينصح به للطلاب المقبلين على مرحلة الدكتوراة سواء قبل بدايتهم عند إعداد مقترح البحث العلمي أو أثناء سنوات الدراسة.

أسلوب الكتاب مناسب و ينصح به لمن هم في بداية رحلتهم العلمية، مع ضرورة الإنتباه بأن المعلومات التي في الكتاب ليس بالضرورة تنطبق على جميع الجامعات أو الجهات، و أقصد هنا المعلومات التي يسردها الكتاب في بعض الأجزاء و التي تفصل بعض الشئ في النظام الجامعي و الإجراءات و غيرها.
اقرأ المزيد

أطمح من خلال مدونة و دليل البحث العلمي و التعليم أن يكون هنالك مخرجات مفيدة يمكن الإستفادة منها في نشر ثقافة البحث العلمي و أيضا تهيئة الباحثين المبتدئين، و ذلك من خلال العمل على مشاريع صغيرة يكون منها الفائدة بإذن الله.

أحد هذه المشاريع هدفها التركيز على إعداد عروض تقديمية غنية بالمعلومات مفتوحة بحيث يمكن لمن أراد أن يستفيد مما فيها و يقدمها في جامعته، مدرسته، إدارته أو غيرها.

كنت قدمت على مدى ال٣ سنوات الماضية عرضاً في البحث العلمي (موجود هنا). و هذه السنة، رأيت أن أعمل على هذا العرض و أحدّثه و أضيف إليه ليكون بإذن الله أول مشروع يخرج من هذه المدونة!
اقرأ المزيد

سؤال البحث (Research Question) يمكن أن يتغير في أي مرحلة من مراحل الدراسة أو البحث، لكن، من المهم أن يكون هنالك تركيز على السؤال طوال فترة الدراسة لضمان سيرها في الطريق الصحيح و عدم وجود تشتيت أو خروج عن المسار. و لذلك، من المهم جدا صياغة سؤال البحث (Research Question) أو أسئلة البحث (Research Questions) بأكبر قدد من الدقة و الصحة (قدر المستطاع) في أوائل مراحل الدراسة و إعطائها القدر الذي تستحقه من النقاش و البحث و التطوير، ذلك أن عدم صياغتها بالشكل الصحيح في المراحل الأولى قد يتسبب في بعض المشاكل.

الآن و قد تعرفنا على مدى أهمية صياغة سؤال البحث بالشكل الصحيح مبكرا، دعونا نتطرق لبعض صفات سؤال البحث الجيّد. اقرأ المزيد

تصميم البحث (Research Design) يمكن تعريفها إلى أنها الخطة أو الطريقة المقترحة للقيام بالبحث، و التي تأخذ في الحسبان ثلاثة مكونات رئيسية: نظريات أو فلسفات العالم (Worldviews)، إستراتيجيات البحث أو التحقق (Strategies of Inquiry)، و أساليب البحث (Research Methods).

مكونات تصميم البحث

نظريات أو فلسفات العالم (Worldviews) و ما تشتمله من إعتبارات أو إفتراضات (Assumptions)

يطلق عليها أيضا (Research Paradigm). و يفترض البعض بأن هذه الفلسفات مبنية على ما يسمى (Ontologies) و هي صفات مختلفة تميز الظواهر محل الدراسة أو توضح طرق فهم هذه الظواهر و أيضا  نظرية المعرفة (Epistemologies) و هي النظريات المتعلقة بالمعرفة نفسها و كيفية و إمكانية الحصول عليها و  فحصها و التحقق من صحتها و قبولها، و كيف نعرف و نحدد الشئ الصحيح و المقبول من غير  المقبول في فهمنا و تعاملنا مع الظاهرة محل الدراسة.

مع أن التطرق بشكل مباشر و مفصل لهذه النظريات أو الفلسفات هو شئ غالبا ما يتم بشكل مخفي داخل البحث، هذه النظريات و ما تحتويه من فرضيات ما زالت تؤثر على البحث و على الباحث التعرف عليها و إختيار النظرية أو الفلسفة المناسبة لدراسته. لذلك، من المقترح أن يقوم الباحث بتوضيح النظريات أو الفلسفات التي ينوي تبنيها في دراسته بشكل واضح، حيث أن ذلك سيساعد أيضا في معرفة سبب إختيار الباحث لأي من إستراتيجيات البحث (و أساليبها) الوصفية (Qualitative)، الكمية (Quantitative)، أو المدمجة (Mixed Methods) و التي تستخدم جوانب من النوعين السابقة معا.

عند التطرق لهذا الموضوع في الدراسة، قد يكون من الجيد أن يقوم الباحث بالتفصيل نوعا ما في ذكر:

  • النظرية أو الفلسفة التي يتبناها البحث
  • تعريف بالإعتبارات أو الإفتراضات الأساسية للنظرية أو الفلسفة.
  • كيف أثرت هذه النظرية على الأسلوب أو الطريقة التي سيتبعها الباحث في الدراسة.

هذه أمثلة على بعض النظريات أو الفلسفات و التي سيتم التطرق لها في مواضيع منفصلة (مع تحديث الروابط التالية فور نشر مواضيع عنها):

  • Postpositivist
  • Social Constructivist
  • Advocacy and Participatory
  • Pragmatic

إستراتيجيات البحث أو التحقق (Strategies of Inquiry)

كما يطلق عليها أيضا طرق التحقق أو البحث (Approaches to Inquiry) أو منهجية البحث (Research Methodology) و التي تندرج تحت أحد هذه الأقسام (سيتم التطرق لكل إستراتيجية في موضوع منفصل مع الربط لها هنا):

  • الإستراتيجيات الكمية (Quantitative Strategies).
  • الإستراتيجيات الوصفية/النوعية (Qualitative Strategies). من المفيد أيضا قراءة موضوع مقدمة في البحث النوعي.
  • الإستراتيجيات المندمجة (الدمج بين السابقين) (Mixed Methods).

 

أساليب البحث (Research Methods)

المكوّن الثالث لتصميم البحث هو أساليب البحث (Research Methods) المحددة و التي تشتمل على أدوات جمع البيانات التي يرغب في إستخدامها الباحث، طرق التحليل بالإضافة إلى طرق التأويل أو الإستخلاص التي يقترح الباحث إستخدامها في دراسته.

– CRESWELL, J. W. (2009). Research design: qualitative, quantitative, and mixed methods approaches. Los Angeles, Sage.
– COHEN, L., MANION, L., & MORRISON, K. (2011). Research methods in education. London, Routledge.