أسرع ١٢ طريقة للفشل في البحث العلمي و كيف تتجنبها
خلال السنوات الماضية كنت على تواصل مع الكثير من طلاب الدراسات العليا في دول مختلفة حول العالم. بعض هؤلاء الطلاب كانوا يعانون مشاكل و صعوبات مختلفة أثناء دراساتهم. مواجهة الصعوبات و العقبات أمر طبيعي، فرحلة البحث العلمي من الطبيعي جداً أن تتخللها الصعوبات و العقبات.
في هذه المقالة، سأحاول أن أسرد لكم أهم الأسباب التي تؤدي للفشل في البحث العلمي. هذه الأسباب جمعتها لكم من تجاربي الشخصية، من احتكاكي مع العديد من المشرفين الأكاديميين، من خبرات بعض الزملاء، و من بعض المصادر المختلفة حول الموضوع. الهدف بالتأكيد هو تحذير الباحثين المبتدئين و طلاب الدراسات العليا من الوقوع فيها و لمساعدتهم على تجنبها بإذن الله أثناء عملهم على الرسالة أو البحث العلمي.
الثلاثة أسباب الأولى أعتقد بأنها جوهرية و تنطبق على كل التخصصات و غالباً ما يكون لها دور كبير في تعثّر الكثير من طلاب الدراسات العليا.
١. الاستعجال في اختيار المشرف الأكاديمي/الدراسي
عدم اختيار المشرف الأكاديمي المناسب قد يكون له أثر سلبي في حياتك، ليس فقط في مرحلتك الدراسية. و لذلك، خصصت لهذا الموضوع كورس كامل! لا تتساهل في الموضوع أبداً، فاختيارك للمشرف الأكاديمي غير المناسب قد يكون سبباً رئيسياً في فشلك في رحلتك الدراسية أو عرقلة مسيرتها.
أحرص على البحث و التعرّف على الاختيارات المتاحة لك من المشرفين الأكاديميين، و قبل الاختيار، تأكد من أنك قمت على الأقل بالاستفادة من النصائح التي نشرتها من خلال أكثر من ٢٠ درس عن اختيار المشرف الأكاديمي المناسب. لا يوجد أي عذر لعدم الاستفادة من هذه النصائح قبل اختيارك للمشرف الأكاديمي، لأنه قرار مهم، و سيكون له أثر كبير في حياتك! ماإذا كان هذا الأثر إيجابياً (بإذن الله) أو سلبياً هو قرارك أنت!
٢. عدم تحديد موضوع البحث بدقة
من الأشياء الأساسية في البحث العلمي تحديد موضوع البحث أو الدراسة التي سيركز عليها الباحث أو سؤال/أسئلة البحث التي سيحاول الإجابة عليها. عدم تحديد الموضوع أو سؤال البحث بدقة مبكراً يؤدي لضياع الكثير من الوقت و إحساس الباحث بالتيه و الضياع و أن ما يقوم به من بحث و تحري لا فائدة منه. استمرار هذه الحالة قد يؤدي إلى زيادة الضغوطات النفسية لدى الباحث.
لتجنّب هذه الآثار السلبية و غيرها، لابد من تحديد موضوع البحث و سؤال البحث بدقة، و من ثم، صياغة أهداف البحث (Research Objectives). بعد ذلك، قم بوضع الخطوات التفصيلية التي ستتبعها من بداية رحلة البحث العلمي و حتى تحقيق هذه الأهداف.
قد تفيدك النصائح التالية في تحديد موضوع البحث العلمي و سؤال البحث العلمي بدقة:
- إذا كنت مبتدئاً و ليس لديك أي علم بالفجوات (Research Gaps) في مجال العلم أو التخصص الذي تبحث فيه، إقرأ أحدث الدراسات في مجال البحث و كن متنبهاً لأي اقتراحات لأبحاث مستقبلية ذكرها الكتّاب. أيضاً تعرّف على العقبات التي واجهوها أو أي جوانب ضعف فيما قاموا به، فهذه كلها مواضيع قد تكون جيدة للبحث فيها.
- من المفيد جداً كتابة أي مشاكل تجدها في مجال البحث مع عدة أسطر بحيث توضّح:
- كل مشكلة و أي من الدراسات تطرقت لها
- ما هو أثر هذه المشاكل على مجال البحث، أدوات معينة، أو فئات معينة من المجتمع.
- بعد حصر عدد من المشاكل، إبدأ بالتعرف أكثر على كل مشكلة على حدة و ابحث عما إذا كان هنالك حلول لها أو دراسات علمية تطرقت لها و في حالة وجود حلول لأي من المشاكل، فكّر و ابحث عما إذا كانت هذه الحلول مفيدة و عملية و قامت بحل المشكلة بالكامل أم قامت بحل جزء من المشكلة. أيضاً، في بعض الأحيان قد تأتي الحلول بمشاكل أو تعقيدات إضافية، و بالتالي، قد يكون هنالك حلول أفضل منها و بأضرار أقل.
- إذا كنت تبحث عن أثر عنصر ما على عنصر آخر في نطاق معين، قد يفيدك صياغة سؤال البحث بشكل يبرز العلاقة المدروسة مثل: ما هو أثر تدني المستوى الدراسي في ارتفاع البطالة في مدينة جدة؟ في هذه الحالة من الواضح جداً أن تركيزك الأساسي سيكون على (المستوى الدراسي) و (ارتفاع البطالة) و بالتالي تنطلق من هذين الموضوعين للاستزادة و لإيجاد و دراسة العلاقات بينهما حتى و لو في مدن أخرى حول العالم و بعد ذلك محاولة الوصول لمنهجية بحث تساعدك في اختبار العلاقة في (مدينة جدة).
- لا تتوقع أبداً بأن جميع الدراسات العلمية التي ستجدها ستكون ذات علاقة مباشرة بموضوع بحثك أو سؤال البحث الخاص بك. على سبيل المثال، في السؤال السابق عن تدني الدراسة و البطالة، قد لا يكون هنالك دراسات نظرت للعنصرين و أثرهما معاً، لكن على الأغلب أنك ستجد الكثير من الدراسات عن كلاً منهم على حده، بالتالي، إبدأ منها.
٣. مراجعة الأدبيات و الدراسات السابقة (Literature Review) بشكل مستعجل و غير مخطط له
قبل البدء في مراجعة الدراسات السابقة و ما توصل إليه الآخرون من قبلك في مجال البحث العلمي، من المفترض أن تقوم بوضع خطة أو تصوّر شامل أو مبدئي على الأقل عن هذا الجزء من بحثك و مالذي تسعى لتوضيحه من خلال هذا الإجراء (إجراء مراجعة الدراسات السابقة). أنا لا أتحدث هنا عن الفصل/القسم المسمى بـ مراجعة الأدبيات أو الليتريشور ريفيو (Literature Review) بحد ذاته، ذلك أنه في الغالب، سيقوم الباحث بمراجعة الدراسات السابقة و الاستفادة منها في أكثر من موضع في دراسته.
في جميع الأحوال، مراجعة الدراسات السابقة أو أدبيات البحث من المفترض أن:
- تساهم في إقناع القارئ بأهمية و قيمة سؤال أو أسئلة البحث و موضوع البحث (هذه غالباً ما يتم مناقشتها في الفصول الأولى من الدراسة).
- تساهم في توضيح الفجوة في مجال البحث العلمي (Research Gap)، المشكلة الموجودة، أو جوانب القصور و النقص في مجال البحث العلمي أو المشاكل الموجودة في الدراسات السابقة حول الموضوع.
- توضيح منهجية البحث العلمي و استراتيجية البحث العلمي و مبررات اختيارها في ظل ما تم استخدامه و تطبيقه في دراسات سابقة. في حالة رغب الباحث في استخدام شئ جديد، لابد أن يبرر هذا الاختيار و لمَ لم يستخدم أخد المنهجيات و الأساليب التي سبق استخدامها.
للأسف، الكثير من الباحثين المبتدئين يُخطئون في التقليل من أهمية مراجعة الدراسات السابقة و لا يخططون لهذا الإجراء بشكل صحيح. في حالات أخرى، قد يُستغل فصل أدبيات البحث العلمي أو الدراسات السابقة في حشو الكلام لزيادة عدد الكلمات و حجم البحث، و هذه كارثة! لابد أن يكون الهدف من مراجعتك للدراسات السابقة واضحاً قبل البدء.
للمزيد حول مراجعة الأدبيات و الدراسات السابقة (الليتريشور ريفيو Literature Review) في البحث العلمي:
- Literature Review من الألف إلى الياء: أهم الخصائص و المزايا
- Literature Review من الألف إلى الياء: خطوات إعدادها
٤. استخدام منهجية خاطئة، غير دقيقة، جديدة، أو غير معروفة في المجال
استخدام منهجيات جديدة أو غير معروفة و لم تُثبت سابقاً في البحث العلمي هي واحدة من أسرع الطرق للفشل كباحث دراسات عليا…إلا إذا كنت تستهدف من بحثك العلمي الخروج بمنهجية جديدة أو تطبيق منهجية معروفة في مجال جديد، و هنا، أحد الإضافات الأساسية لمجال البحث هي خروجك بمنهجية جديدة.
لذلك، نصيحتي لك إذا ما كنت باحثاً مبتدئاً و تخصصك لا يتعلق باستحداث منهجيات أو أساليب جديدة في البحث العلمي، نصيحتي لك، أن تستخدم منهجية معروفة و جرى اختبارها سابقاً في مجال تخصصك أو على الأقل في مجالات قريبة منه (هنالك مخاطرة في هذه الحالة).
لماذا؟
لأنك إذا باحثاً مبتدئاً ستحتاج إلى المرور بتجربة البحث العلمي و تعلم أسس البحث العلمي و التعرف على المنهجيات و الأساليب المطبقة في مجال تخصصك ثم بعد ذلك تحاول إيجاد أثر و لو بسيط في مجال البحث الذي تعمل عليه من خلال حل مشكلة أو ملأ الفراغ في جانب ما. في رحلة البحث العلمي هذه، هنالك الكثير من الغموض خصوصاً إذا لم تكن لديك تجارب سابقة. لذلك، تركيزك على تخصصك فقط و محاولة إيجاد الثغرات في مجال التخصص قد يكون هو الخيار الأفضل لك. و في هذه الحالة، على الأغلب ستستخدم منهجية بحث معروفة و سبق تطبيقها في مجالك (الأضمن) أو على الأقل في مجال قريب من تخصصك، و ستكون إسهاماتك في صميم تخصصك بحل مشكلة موجودة في مجال البحث، و ليس باستحداث منهجية جديدة.
استحداث منهجية جديدة أو غير معروفة في مجال البحث قد يكون إسهاماً جديداً في مجال البحث إذا ما تمكنت من إثبات صحة المنهجية التي اخترعتها. و في هذه الحالة سوف تتجاوز المرحلة التي تدرُس فيها سواءً كانت ماجستير أو دكتوراة لأنها تتطلب استحداث شئ جديد.
٥. جمع البيانات قبل تحديد ما تريد معرفته و الحصول عليه بدقة (بناءً على الدراسات السابقة)
في بعض الأحيان قد يتسّرع الباحث و يقوم بتجهيز ما يريد أن يطرحه من أسئلة على عينة البحث (استبيان أو مقابلة شخصية مثلاً) و ذلك دون أن يفكّر مسبقاً في الهدف من هذه الأسئلة و ما إذا كان ما سيتم جمعه من بيانات سيخدم الباحث في البحث العلمي. لذلك، تجد بعض الباحثين يقوم بجمع البيانات و ربما يتفاجأ بعد مدة بأن ما جمعه من بيانات لا يخدم بحثه أو دراسته العلمية أو يتفاجأ بأن الكثير من الأسئلة التي قام بطرحها لن يستفيد منها في بحثه بسبب سوء أو إنعدام التخطيط المسبق.
من المهم جداً قبل و أثناء وضعك للأسئلة أن تفكر في الغرض منها و كيف ستسفيد منها في بحثك العلمي و ما إذا كانت البيانات التي ستحصل عليها يمكن تحليلها بطرق و أساليب التحليل المختلفة التي تنوي استخدامها. تذكّر أيضاً بأن الأشخاص الذين ستجلس معهم أو تتواصل معهم لجمع البيانات ليس لديهم الوقت للإجابة على الكثير من الأسئلة (التي قد تكون بسبب عدم معرفتك للأسئلة الأساسية التي تحتاج لطرحها)، لذلك، احرص دائماً على اختصار عدد الأسئلة قدر المستطاع و التأكد من أن لكل سؤال تطرحه هدف يحققه.
في الغالب، من المفترض أن يقوم الباحث بوضع الأسئلة بعد تحديد الغرض من البحث العلمي بدقة و بعد وضع استراتيجية و منهجية البحث العلمي، الهدف من جمع البيانات، و الطريقة التي سيتم تحليل البيانات بها و كيف ستخدم البحث و أهدافه.
٦. استخدام إختبارات إحصائية غير دقيقة أو بشكل خاطئ
انتبه: هنالك مستويات مختلفة لقياس البيانات و بعض الاختبارات الإحصائية لا يمكن تطبيقها إلا على أنواع معينة من البيانات.
في الأغلب، هنالك شروط معينة لتطبيق الاختبارات الإحصائية على اختلافها. بعض هذه الشروط قد تتعلق بالبيانات، نوعها، تصنيفها، أو قد تتعلق بحجم العينة، عدد الحالات، و غيرها من الشروط.
لقلة خبرة الباحث المبتدئ قد يظن بأن عملية تطبيق الاختبارات الإحصائية على البيانات هي عملية سهلة، و بالتالي، قد يعتقد بأنه بمجرد أن يقوم بجمع البيانات بالطريقة التي اختارها في بحث العلمي سيتمكن من تطبيق الاختبار الإحصائي الذي يريده. و هذا خطأ كبير، قد يؤدي في أسوأ الحالات إلى فشل الطالب بسبب اكتشاف المناقشين لرسالته أو بحثه العلمي بأن الباحث (الطالب) قام بتطبيق اختبار إحصائي بطريقة خاطئة تماماً، و بالتالي، عدم صحة ما توصلت إليه الدراسة من نتائج.
قبل البدء في وضع استراتيجية البحث العلمي، إطلع على المقالات التالية للمزيد حول الموضوع:
- البيانات المعلمية و اللا معلمية
- ٤ مستويات لقياس البيانات لابد أن تعرفها
- ٧ خطوات لتطبيق الاختبارات الإحصائية
- تعرف على أسس الإحصاء الوصفي و مقاييسه
٧. تجاهل القيام بدراسة تجريبية (Pilot Study) أو تجربة منهجية البحث و لو بشكل مبسّط
سواءً كانت استراتيجية البحث العلمي أو منهجية البحث العلمي التي تتبعها جديدة أم لا، سواءً في كل أو بعض عناصرها، يفضل دوماً بأن تقوم بعمل دراسة تجريبية مصغّرة تقوم من خلالها بتجربة استراتيجية البحث و طريقة جمع البيانات أو التجربة التي ترغب في القيام بها و أيضاً تحليل البيانات وفق الأساليب الإحصائية التي حددتها مسبقاً لمعرفة إذا ما كانت خطتك سليمة أم لا.
في الكثير من الأحيان، يكتشف الباحث أشياء أو عناصر لابد أن يقوم بتغييرها بعد القيام بهذه الدراسة التجريبية المصغّرة، و هذا شئ جيّد.
في المقابل، من لا يقوم بهذه الدراسة التجريبية المصغّرة قد يتفاجأ بعد مرور أشهر و عند اقترابه من المراحل النهائية في دراسته بأن هنالك خلل ما في خطة البحث العلمي و استراتيجية البحث العلمي التي وضعها، و في كثير من الأحيان، يكون قد فات الآوان على القيام بأي “عملية إنقاذ” ممكنة للدراسة أو البحث العلمي و قد تكون النتيجة الفشل.
٨. عدم إعطاء الإهتمام الكافي للكتابة و تركها للأخير
الكتابة الأكاديمية مهارة مهمة تحتاج للممارسة لتطويرها، و بالتالي، عدم البدء في الكتابة الأكاديمية و تركها للأخير (كالسنة الأخيرة من مرحلة الدكتوراة مثلاً) قد يؤدي إلى صعوبات كثيرة للباحث أقلها عدم القدرة على الكتابة و تجميع الأفكار و عرضها بشكل متناسق. بالتالي، قد تكون النتيجة رسالة ضعيفة أو غير واضحة المحتوى ليس بالضرورة لأن البحث الذي قام به الباحث ضعيفاً بل لأنه لم يتمكن من إيصال كل أفكاره بالشكل الصحيح.
على الباحث التفكير في دراسته كمنتج هو في حاجة للتسويق له بأفضل شكل ممكن لينال إعجاب المهتمين و يتجاوز المناقشة (إن وجدت) بإذن الله. الخروج بنتيجة مميزة تتطلب الكثير من الممارسة و التجربة. إذا كنت لم تبدأ في الكتابة لليوم، إبدأ بالكتابة و لو بشكل بسيط. قد تفيدك هذه النصائح:
- فكّر في محتوى الفصل الذي تعمل عليه و أكتب مقدمة بسيطة توضح النقاط التي ستتطرق لها في الفصل/القسم.
- فكّر في النتيجة التي توصلت إليها في الفصل/القسم و قم بكتابتها موضحاً الخطوات التي اتبعتها بشكل مختصر و ما تعنيه هذه النتائج.
٩. عدم عرض وجهات النظر المختلفة بشكل منصف (التحيز)
يُتوقع من الباحث أن يقوم بعرض وجهات النظر ذات العلاقة بموضوعه بشكل منصف بحيث يوفر الباحث صورة واضحة عن الخبراء في المجال و وجهات النظر المختلفة. عدم القيام بذلك، يعطي انطباعاً بأن الباحث لم يتعمّق بما فيه الكفاية في الموضوع أو أنه أخفى بقصد بعض وجهات النظر لأنها لا توافقه أو تقلل من قيمة عمله.
١٠. الابتعاد عن التفكير النقدي و الاكتفاء بمناقشة الآراء
أحد المشاكل التي تواجه الكثير من طلاب الدراسات العليا أنهم لم ينموا بعد مهارة التحليل و التفكير النقدي، فبالتالي، غالباً ما يقتصر دورهم بعرض المعلومات التي تحصلوا عليها من أكثر من مصدر دون تحليل هذه الآراء و التفكير فيها و حتى إبداء وجهة نظرهم كباحثين في هذه الآراء. هذا يعطي دلالة قوية للمناقشن و أي شخص يقرأ العمل بأن الباحث يفتقر لواحدة من أهم سمات الباحث الجيّد: التحليل و التفكير النقدي.
أنت كطالب دراسات عليا أو باحث من المفترض أن تكون ملم تماماً بأن ليس كل ما تقرأه صحيحاً، و ليس كل معلومة تصلك صحيحة. هذا الشئ ليس فقط في حياتنا اليومية بل ينطبق أيضاً على الدراسات العلمية. ليس كل شئ يمكن الأخذ به كإثبات علمي قاطع، ففي الكثير من الأحيان، تكون هنالك أخطاء، جوانب قصور، أو قيود على الأبحاث العلمية بشكل يؤثر على مخرجاتها أو نتائجها بشكل أو بآخر.
إذا كنت مبتدئا و لا تدري كيف تتحقق من صحة الدراسات السابقة، ستفيدك المقالات التالية بكل تأكيد:
- مقدمة في التفكير النقدي (Critical Thinking)
- ٢١ سؤالاً تقودك للتفكير النقدي (Critical Thinking)
- التقييم النقدي للأبحاث (Critical Appraisal)
- التقييم النقدي للأبحاث: تحديد و نقد طرق البحث العلمي
١١. الإنعزال و عدم استغلال الفرص في تقديم البحث و الإستفادة من وجهات نظر الآخرين
من المهم جداً أن يستغل الباحث أي فرصة في مناقشة موضوع بحثه مع الآخرين سواء كانوا من نفس التخصص أو فريق البحث أو كانوا من تخصصات أخرى. أما إذا كان الباحث خائفاً من التحدث عن أمور حساسة جداً، فيمكنه في هذه الحالة الحديث عن الأشياء العامة مثل منهجية البحث، عينة البحث (إن وجدت)، و غيرها من المواضيع التي يمكن مناقشتها دون إظهار أي أمور حساسة ذات علاقة بالبحث.
و للمعلومية، من النادر أن يكون هنالك أمور حساسة جداً بحيث يُنصح بعدم مناقشتها مع الآخرين و هذه غالباً ما تكون محصورة في الحالات التي لها علاقة بالملكية فكرية كاحتمالية الوصول لاختراعات أو تسجيل براءات الاختراع.
في جميع الأحوال، أنصح بأن تناقش الآخرىن بقدر المستطاع لأنهم حتى و إن لم يكونوا في نفس تخصصك فقد يكون لديهم معلومات مفيدة أو يعملون على دراسات بينها و بين دراستك جوانب مشتركة. على سبيل المثال، قد تكونوا في تخصصات مختلفة لكنكم جميعاً ترغبون في استخدام الاستبيانات لجمع المعلومات. في هذه الحالة، قد يكون لدى الآخرين اقتراحات مفيدة لك عن أفضل البرامج و الأدوات لاستخدامها، بعض طرق تحليل البيانات، كيفية تحفيز عينة البحث على المشاركة في الاستبيان، و غيرها من أمور مفيدة لك.
بالإضافة لما ذكر، احرص على المشاركة ببوستر أو ورقة علمية في أي مؤتمرات أو مجلات علمية في تخصصك إن أمكن، ففي أفضل الأحوال، ستحصل على الكثير من الاقتراحات المفيدة جداً لك. في حالات أخرى، قد ينبهك البعض لجوانب خلل أو قصور جوهرية أو قد ينبهوك بأن الفجوة في مجال البحث العلمي التي تعمل عليها قد سبقك في الوصول إليها و العمل عليها آخرون، أو أن البحث الذي توقعت أنه يمكنك العمل عليه بمفردك يحتاج في حقيقة الأمر لفريق من الباحثين و قد يكون من الأفضل لو تخصصت أكثر في جزئية معينة.
١٢. التأجيل
قليل من التأجيل و بعض الراحة و الابتعاد عن العمل لا تضر، خصوصاً أنه من الطبيعي أن يمرّ باحث الدراسات العليا ببعض الضغوطات النفسية و التوتر و الزهق (الطفش) الذي قد يكون أفضل علاج له هو الابتعاد عن العمل بعض الشئ.
لكن، لا تدع التأجيل المستمر للمهام و للعمل يطغى على كل شئ، فمثل هذه تعتبر مماطلة و مضيعة للوقت. و صدقني، آخر ما تريده هو أن تضيع الكثير من الوقت، لأنه مع اقتراب الموعد النهائي لتسليم رسالتك أو مع اقتراب الموعد المخصص لأي مناقشة لعملك في جامعتك، ستتمنى أنك لم تضيع الوقت و أنك استطعت عمل المزيد.
لن أقول لك بأنه لابد أن تعمل ٢٤ ساعة على بحثك العلمي، فهذا ليس متوقعاً منك من الأساس. أنا شخصياً كنت أنقطع لبعض الأحيان عن العمل على البحث العلمي لأسبوع أو اثنين، خصوصاً بعد مروري بأي ضغوطات في العمل أو بعد ما أرهق من كثرة العمل، لكن، ما أن تنتهي الأسبوعين، أعود للعمل بشكل مستمر.
ستسمع دائماً عن إدارة الوقت و أهمية إدارته للنجاح في بحثك العلمي، و في حقيقة الأمر، يعتمد هذا الأمر بالدرجة الأولى على المرحلة الدراسية التي تدرسها و المدة المتاحة لك لإنهاء متطلبات الدراسة. في حالة الماجستير مثلاً قد تكون الفترة المتاحة لك فعلياً للعمل على الرسالة أو البحث العلمي ٧ شهور، و ربما أقل في بعض الجامعات خصوصاً إذا كانت لديك مواد تدرسها. و في هذه الحالة، من الصعب جداً تضييع الوقت، و الأثر المترتب على تضييع الوقت في هذه الحالة قد يكون كارثياً!
أما في مرحلة الدكتوراة، و في حالة كانت المدة ٣ أو ٤ سنوات، فالوقت المتاح أمامك كبير، لكن هذا لا يعني أن تهمل العمل. من الطبيعي أن تضيّع الوقت هنا و هناك لكن نصيحتي لك هي أن تجعل لك روتين تستمر عليه في العمل. و احرص على أن تكون في كامل تركيزك أثناء هذا الوقت الذي تحدده. عني شخصياً على سبيل المثال، كنت آحرص على أن أعمل بكامل تركيزي على الأقل لمدة ٣ ساعات يومياً، و هذه ال ٣ ساعات قد تصل ل ٨ ساعات إذا ما كنت غير مرهق و كان حبل أفكاري متصل.
لديك طرق أخرى للفشل في البحث العلمي كباحث؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقال مفيد ستحق القراءة
بالتوفيق
مشكور
الشكر الجزيل للحريري
وأنا أوافق مع كل ما طرحه لأنني بصراحة قد تعرضت لنقطتين مما تم ذكره أثناء كتابتي للأطروحة.
أرغب في التواصل مع ا/ عبد الرحمن الحريري
أعمل بحث عن منصات التعلم وأرغب في الاستفادة من خبرته
مقال جدا رائع ومفيد لطلاب الدراسات العليا
شكرًا للدكتور الحريري ونفع الله بعلمك الجميع
بارك الله فيك، كن واثقاً ننتظر ابداعاتك. تحياتي .
مقال رائع بستحق ان يكون تحت عتوان “معالم على طريق البحث العلمي”وقد واجهت الكثير مما ورد ….بارك الله بكم .
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وادخلنا الجنة بسلام ،ثم اما بعد الاخ عبد الرحمن حريرى واسرة ادارة الموقع نقول جزاكم الله عنا الف الف خير ورزقكم العلم النافع و العمل المتقبل ،هذه افادات قيمة جدا قد جدتم بها لمصلحة الجميع نسال الله ان يثيبكم حسن الثواب .
بارك الله فيك وجعلها الله في ميزان حسناتك، لدي سؤال من فضلك: ماذا ان كان طلب الدكتوراه في السنة الثالثة من بحثه العلمي ولكن لم يسجل نسبة تقدم في بحثه نظرا لإعتبارات معينة؟ وشكرا (أنا بحاجة ماسة لنصائحكم)
بارك الله فيك وجعلها الله في ميزان حسناتك، لدي سؤال من فضلك: ماذا ان كان طلب الدكتوراه في السنة الثالثة من بحثه العلمي ولكن لم يسجل نسبة تقدم في بحثه نظرا لإعتبارات معينة؟(أنا بحاجة ماسة لنصائحكم) وشكرا
بارك الله فيك وهي فعلا معالم لإنارة طريق الدارسين
بارك الله فيكم أفدتنا بمعلومات نافعة وغفيرة
المقال رائع ومحفز لبذل الجهد في المسار الصحيح
بارك الله في علمكم
جزاكم الله كل خير
جزاكم الله كل خير
موضوع جد مميز دكتور مشكور على النصائح وأرجوا أن تفيدني بموضوع يضبط طريقة وضع خطة البحث للخروج بالاشكالية ولك مني جزيل الشكر سلفا
ابراهيم خالد ماستر معاملات مالية معاصرة
معلومات مهمة للبخث العلمى استفدت كثير حزاك الله خير الجزاء
موضوع أكثر من رائع
كل التحية والتقدير للقائمين عليه
وشكر خاص لأستاذنا الدكتورعبدالرحمن حريري
جزاك الله خير على هذا العرض الجيد.
شكراً لك دكتور عبدالرحمن مقاله استفدت منها الكثير
جهد ممتاز مشكور عليه
بارك الله لكم وزادكم من العلم
شكرا على المجهودات التي تبدلونها في سبيل تطوير البحث العلمي.
للاسف بعض الروابط لا تعمل دكتور عبدالرحمن
أي من الروابط واجهت مشكلة في تصفحها؟ مررت على أغبية الروابط وتعمل لدي.
شكرًا
شكرا لكم علي الاهتمام بالبحث العلمي وتوصيل المعلومات للباحث الذي يفتقر لكثير من المعلومات حول البحث العلمي وكيف يتجنب الأخطاء العلمي ويدون المراجع المستخدمة في رسالتة العلمية او بحثة العلمي كي يعتبر امين في الاقتباس والنقل والتدوين المراجع وتعريف الاخرين بذلك.. شكرا لكم مع تحيات الباحث التربوي محمد عبد الملك الشجاع ..اليمن تعز
محمد حميد الفهد