كافة المواضيع و الأقسام المتعلقة بالبحث العلمي

هل يمكنك أن تنافس ذاتك؟ كيف يمكنك أن تستفيد من التقييم الذاتي في تحسين أدائك الأكاديمي؟

أذكر أنني في يوم ما قرأت العبارة التي تقول “ليس مهما أن تكون أفضل من أحدهم، المهم أن تكون أفضل مما كنت عليه بالأمس” و أذكر أيضا أنني توقفت كثيرا عند هذه العبارة و لم أُدرك مغزاها الحقيقي إلا عندما وجدتُ نفسي في حالة منافسة فعلية مع ذاتي في مرحلة الدراسات العليا، و كان ذلك تحديدًا حينما بدأت الأستاذة في إحدى المحاضرات نقاشاً حول هذا الموضوع قبل تسليم أحد متطلبات المادة، حينها، تأكد لي معنى هذه العبارة فعلياً لتكشف لي عن التحدي الحقيقي في هذه الرحلة الأكاديمية حيث تنتقل المنافسة من حالة التحدي “مع الآخرين” (كما قد يكون عليه الحال في مرحلة الدراسة الجامعية و ماقبلها) إلى منافسة فعلية مع “الذات”.

أنت أفضل منافس لنفسك!

كيف يمكن للطالب في مرحلة الدراسات العليا أن يكون في حالة منافسة فعلية مع ذاته؟
في هذه التدوينة ستجد أحد الطرق التي تقيّم بها منافسك الحقيقي، أن تقيّم خبراتك الماضية بما سيكون عليه حاضرك أو مستقبلك من خلال توثيق و تقييم خبرات التعلم الماضية Self-reflection and Self-assessment.

في كثير من الأوقات و كنتيجة لانشغالك بحياة طالب الدراسات عليا، قد تنسى أن تتوقف و تتأمل الصورة الكبرى. فكونك داخل الحدث قد لاترى الصورة ذاتها التي قد تراها و أنت خارج ذلك الحدث. و حتى تكون خارج الحدث لترى الصورة الحقيقية يجب أن تختار وقتاً مناسباً لتقيّم مامررت به من تجربة ذاتية. ربما تكون هذه الفترة من السنة هي الوقت الأمثل لدى الكثير، فمع نهاية فصل الربيع و اقترابك من نهاية عام دراسي آخر، ستجد الفرصة مواتية لتقييم ما أنجزته خلال سنتك الأكاديمية.
بالنسبة لي غالبا ما تكون هذه الفترة من نهاية العام الدراسي هي الوقت المناسب لي لتقييم تجربتي الذاتية حيث تتفق هذه الفترة من دخولي عام جديد في “عمري” مع تقرير”نهاية العام” الذي تطلبه إدارة القسم بالمشاركة بين طالب الدراسات العليا و مشرفه و لجنته الأكاديمية (إن توفرت).

يذكر بعض الباحثين (مثل ماري إيتون وكاثلين أوبراين، 2004) أن التوثيق (كالكتابة أو التدوين) و تقييم حالة التعلم أمر ضروري، لأن عملية التقييم الذاتي تعطي نظرة ثاقبة عما إذا كنا نتعلم بشكل جيد و عمّا إذا كانت خبرات التعلم التي حصلنا عليها تسهم في التقدم بنا نحو الأهداف التي خططنا لها مسبقا. و في هذا الصدد يعرّف جاسكين و مارسي (2003) التقييم الذاتي بأنه القدرة على الملاحظة و التحليل والحكم على أدائنا بناء على عدد من المعايير التي يمكن من خلالها تحديد الأمور المراد تحسينها.

قيّم نفسك بنفسك!

إن أردت تقييم ذاتك، قد يساعدك تدوين إجاباتك عن الأسئلة التالية على تقييم الحال الذي كنت عليه و ترغب في تغييره أو ماكنت عليه و ترغب في الاحتفاظ به مع إدخال بعض التحسينات عليه.

كن منافساً لنفسك

الانجاز خلال السنة الدراسية السابقة

  1. كيف بدأت عامك الدراسي السابق ؟
  2. كيف كانت توقعاتك عن هذا العام الدراسي؟عن نفسك؟ عن برنامجك الأكاديمي؟ هل سارت الأمور حسب توقعاتك؟
  3. ما هي بعض الأشياء التي تعلمتها عن نفسك في العام الماضي؟ نقاط القوة؟ نقاط الضعف؟
  4. ما هي المهارات أو الخبرات الأكاديمية التي اكتسبتها ؟
  5. ما هي بعض العقبات التي واجهتك؟ هل استطعت التغلب على بعض هذه العقبات؟ إذا كان الأمر كذلك، كيف تغلبت عليها؟
  6. ما الذي فاجأك هذا العام؟
  7. ما هي أبرز معالم هذا العام الأكاديمي؟ إنجازاتك؟ تجاربك الإيجابية ؟ ردود الفعل الإيجابية التي تلقيتها؟
  8. إذا كان بإمكانك تحقيق إنجازات أكثر، فماذا تختار أن تنجز؟
  9. إذا كنت قد مررت بتجربة نجاح، ما هي بعض الاستراتيجيات التي مارستها لمساعدتك على الوصول إلى هدفك؟
  10. لو طلب منك تقديم المشورة لطالب مستجد في مرحلة الدراسات العليا، بماذا يمكنك أن تنصحه؟

 

بالنظر إلى إجاباتك عن كل الأسئلة السابقة:

  • ماذا يمكنك أن تستخلصه عن العام الدراسي السابق ككل؟
  • ما الذي ستفعله بشكل مختلف في العام الدراسي المقبل؟

تقييم خططك الحالية أو المستقبلية

  1. كيف ستجعل العام الحالي أو القادم مختلفا عن العام الماضي؟
  2. ما الجديد الذي ستفعله و يكون مختلفا عن العام الماضي؟ ما الأمر الذي ترغب في الاحتفاظ به و تجعله مشابها لما مر بك في العام الماضي؟
  3. ما هي أهدافك للسنة المقبلة؟
  4. ما هي الاستراتيجيات التي سوف تحاول ممارستها لمساعدتك على تحقيق أهدافك؟
  5. ما هي التحديات التي تتوقع أن تواجهك هذا العام ، وكيف يمكنك أن تستعد لهذه التحديات؟
  6. ما هي نقاط الضعف التي ترغب في معالجتها وتحسينها؟
  7. ما هي نقاط القوة التي قد تساعدك في الوصول إلى أهدافك هذا العام؟ كيف يمكنك الاستفادة من هذه القوة؟
  8. ما هي الموارد التي قد تساندك في الوصول إلى أهدافك هذا العام؟ الأصدقاء؟ العائلة؟ المشرف الأكاديمي؟ خدمات الحرم الجامعي؟

من خلال تأملاتي و ملاحظاتي لتجاربي استطعت، إنشاء مدونتي الخاصة ، ولأنني أطمح في تحسين بعض الأمور في عامي الجديد كتبت هذه التدوينة، و من خلال مشاركتي لهذه التدوينة معك عزيزي القاريء أتمنى أن تشاركني مرحلة تقييم الذات هذه و أن تجيب معي بصدق عن الأسئلة السابقة فنساعد بعضنا البعض لنكون منافسين و مقيّمين لأنفسنا قبل أن ينافسنا أو يقيّمنا الآخرون.

 

التقييم الذاتي يساعدك على تحسين أدائك ، إنه يساعدك لتنمو ، لتتعلم ، لتعمل على تطوير نفسك ،عندما تقيم ذاتك أنت تحاول أن تفعل شيئا ما لتغيّرالطريقة التي تعمل بها

جاسكين و مارسي (2003)

  • Eaton, M. & O’Brien, K. (2004). Project on the Future of Higher Education. Creating a Vital Campus in a Climate of Restricted Resources: Role of Student Self-Reflection and Self-Assessment.
  • Guskin, Alan E. & Marcy, Mary B. (2003). Dealing with the Future Now: Principles for Creating a Vital Campus in a Climate of Restricted Resources.

البحث المندمج Mixed Methodsتعرّفنا سابقاً على أحد مناهج البحث العلمي الا وهو منهج البحث المندمج/المختلط (Mixed Methods) و استعرضنا في نفس المقالة ستة مبررات لاستخدام البحث المندمج/المختلط (Mixed Methods). بالإضافة لذلك، استعرضنا في مقال لاحق أبرز الاستخدامات للبحث المندمج، حيث كان لتلك الاستخدامات التأثير الأكبر في ظهور ستة استراتيجيات أو تصاميم  للبحث المندمج/المختلط (Mixed Methods) تعتبر الأكثر استخداماً بين الباحثين في المجال. نستعرض هذه الستة تصاميم للبحث المندمج/المختلط و نناقشها معكم في هذه المقالة، لمساعدة الباحث في التعرّف على التصميم المناسب له و الذي يمكن أن يستخدمه في البحث العلمي أو يبني عليه دراسته.

استراتيجيات أو تصاميم البحث المندمج/المختلط (Mixed Methods) الأساسية

هنالك ستة استراتيجية معروفة للبحث المندمج و تُعتبر الأكثر استخداماً من قبل الباحثين. هذه الاستراتيجيات ليست الوحيدة، حيث أنه من المتوقع مع زيادة استخدام البحث المندمج أن تبرز استراتيجيات إضافية حسب مشاكل البحث العلمي المختلفة و حاجة الباحث مستقبلاً.

على الباحث الأخذ في الإعتبار، البحث عن، و حتى إقتراح استراتيجية البحث المندمج إذا لم تكن الاستراتيجيات الأساسية كافية للإجابة على أسئلة البحث التي لديه أو كافية لحل مشكلة البحث.

التصميم التفسيري المتتابع (Explanatory Sequential Design)

و هي تعتمد على جمع بيانات البحث الكمية (Quantitative) و تحليلها في المرحلة الاولى من جمع البيانات يليها جمع البيانات النوعية/الكيفية (Qualitative) و تحليلها في مرحلة ثانية.

هذه الاستراتيجية تتميز بسلاستها و لكنها تتطلب من الباحث وقت اطول لاتمام مرحلة جمع البيانات (Data Collection).

التصميم الاستكشافي المتتابع (Exploratory Sequential Design)

هذه الاستراتيجية تعتمد على جمع و تحليل البيانات النوعية (Qualitative) أولاً ثم الانتقال الى عملية جمع و تحليل البيانات الكمية (Quantitative).

تُنتقد هذه الاستراتيجية أيضاً بطول الفترة الزمنية المتطلبة لأنهاء عملية جمع البيانات.

 تصميم التثليث المتزامن (The Concurrent Triangulation)

هذه الأستراتيجية تعتبر  الأكثر شيوعا بين الباحثين/الباحثات وتتعتمد على جمع البيانات الكمية (Quantitative) و النوعية (Qualitative) في مرحلة واحدة. يتبع ذلك، مرحلة مقارنة النتائج النوعية مع الكمية و ما إذا كانت النتائج الكمية تتناغم مع النتائج النوعية.

كغيرها، هذه الاستراتيجية تتطلب مهارة عالية من قبل الباحث بالإضافة الى الحرص على جمع معلومات إضافية لتغطية أي نقص أو خطأ قد يُكتشف في مرحلة تحليل البيانات.

التصميم المتضمّن المتزامن (Concurrent Embedded Design)

تعتمد هذه الأستراتيجية على جمع البيانات باستخدام المنهج الكمي (Quantitative) و النوعي (Qualitative) في مرحلة واحدة مع التركيز بالشكل الأساسي على احداهما في جمع بيانات البحث العلمي و إعطاء المنهج أو الطريقة الأساسية أهمية و وزن أكبر. أما الطريقة الأخرى أو الثانوية و التي يتم تطبيقها في نفس الوقت مع الطريقة السابقة، فتكون أقل أهمية و قد تستخدم مثلاً للإجابة على سؤال بحث مختلف أو دراسة جزئية أخرى في الدراسة.

تطبيق هذه الأستراتيجية يساعد في جمع بيانات بحثية نوعية، مثلا للإجابة على أحد اسئلة البحث، و جمع بيانات بحثية كمية للإجابة على أسئلة بحثية أخرى. في هذه الاستراتيجية، لايقوم الباحث بمقارنة نتائج البحث الكمية و النوعية و لكن يقوم بتحليلها بشكل منفصل. أيضاً، قد يقوم الباحث بمناقشة النتائج من الطريقتين في قسم النقاش (Discussion) أو غيره.

الجدير بالذكر أنه على الرغم من جاذبية هذه الاستراتيجية للكثير من الباحثين لما فيها من خصائص، مثل عدم التقيّد أو التركيز على المنهجين الكمي و النوعي معاً أثناء جمع البيانات، و أيضاً، عدم وجود حاجة لإيجاد تداخل ما بين نتائج التحليل بالإضافة إلى كون جمع البيانات لا يتم على مراحل بل في نفس الوقت، مع ذلك، يُعاب على هذه الاستراتيجية أنها  قد ينتج عنها نتائج بحثية غير متوازنة خصوصاً إذا ما أراد الباحث إجراء أي مقارنات نظراً لاختلاف أهداف كل مرحلة غالباً و كون أحد طرق جمع البيانات لها أهمية أكبر. أيضاً، للاستفادة المثلى من البيانات المختلفة التي يجمعها الباحث في دراسته باستخدام هذا التصميم، قد يكون هنالك حاجة لتحويل البيانات (Transform) أو تغييرها لتكون كافة البيانات متوافقة أو متناسبة أثناء عرضها عند التحليل.

التصميم التحولي المتتابع (Sequential Transformative Design)

و تعتمد على وضع نظرية بحثية لها علاقة بموضوع البحث (مثلا الجنس، أو العرق) أو تعتمد على أسئلة بحث المفترض أن يجيب عليها الباحث. و هنا لابد من أن نتذكّر ميزة هذه الأستراتيجية، الا و هي عدم التقيّد بأي تتابع في عملية جمع البيانات الكمية (Quantitative) أو النوعية (Qualitative).

من أكثر معوقات استخدام هذه الأستراتيجية أن ما كتب عنها قليل و يكاد يكون معدوماً، مما قد يتسبب في وقوع الباحث في الأخطاء بعد تبني هذه الاستراتيجية و أثناء عملية جمع البيانات.

التصميم التحولي المتزامن (Concurrent Transformative Design)

هذه الاستراتيجية تعتمد على استخدام نظرية بحثية بالإضافة الى تطبيق استخدام المنهجين الكمي و النوعي لجمع البيانات معاً في نفس المرحلة. في هذا التصميم، يمكن أن يكون للمناهج المستخدمة نفس القدر من الأهمية أو قد يكون لأحدهما أهمية أكبر.

هذه الاستراتيجية تشترك مع تصميم التثليث المتزامن و التصميم المتضمّن المتزامن في مزايا و عيوب التطبيق، إلا أنها تتفوق عليهم في كونها لديها ميزة إضافية تتميز بها عنهم في كون هذا التصميم يتيح للباحثين تضمين و الاستفادة من تصاميم البحث المندمج/المختلط في النظريات أو الإطارات التحويلية (Transformative Framework).

اعتبارات مهمة قبل البدء: التخطيط و إدارة الوقت بفاعلية ضروريان للنجاح

هنالك بعض الاعتبارات المهمة التي على الباحث التفكير بها قبل البدء، نستعرض هنا بعضها و سنفصل فيها أكثر في مقال لاحق بإذن الله:

  • الفترة المحددة لجمع البيانات: لا بد من تحديد مدة كافية لجمع البيانات الكمية أو النوعية على مرحلتين أو أكثر حسب تصميم البحث الذي سوف يتبناه الباحث.
  • مدى إمكانية تعميم نتائج البحث: على الباحث التفكير ووضع أولوية لأحد مناهج البحث (الكمي أو النوعي) و هذا يعتمد على اهتمام و خبرة الباحث و أيضاً، و هو الأهم، أهداف البحث العلمي.
  • على الباحث أن يتمتع بالمرونة الكافية لتطبيق التوازن الكافي لتطبيق منهجية البحث الذي قام باختيارها بحيث لا يكون هنالك تقصير في أي من مراحل البحث.

على سبيل المثال، إذا كان الباحث في رحلة علمية لجمع البيانات لمدة ثلاثة اشهر، تعتبر هذه المدة غير كافية غالباً لجمع المعطيات البحثية النوعية أو الكمية و تحليلها و الانتقال للمرحلة التالية. هنا، قد يحتاج الباحث أن يستغل مدة الرحلة العلمية لجمع البيانات كاملة فقط، و من ثم، يتم التفرغ لتحليلها.

هذا ما قمت بتطبيقه في بحثي سابقاً أثناء مرحلة الدكتوراة، حيث طبقت منهج البحث المختلط/المندمج و تطبيق الاستراتيجية التفسيرية المتتابعة لجمع البيانات الكمية (Quantitative) و النوعية (Qualitative). و لقصر مرحلة الرحله العلمية التي أجريتها في السعودية، قمت بجمع كافة البياانات الكمية في مرحلة أولى ثم قمت بجمع البيانات النوعية. بعد ذلك، قمت بتحليل المعطيات بعد عودتي إلى بريطانيا لإكمال دراستي. عملية التحليل هذه عادةً ما تستغرق مدة ليست بقصيرة.

  • Chen , Y. L. (2009). Mixed-methods study of EFL teachers’ Internet use in language instructions. Teaching and Teachers Educations, 24(4),pp.1015-1028.
  • Creswell, J. W. (2009). Research Design Qualitative, Quantitative and Mixed Methods Approaches (Third ed.) California: Sage.

البحث المندمج Mixed Methodsتعرفنا في مقال سابق على منهج البحث المندمج (Mixed Methods) و على ستة مبررات عامة لاستخدام البحث المندمج (Mixed Methods) في البحث العلمي.
في هذه المقالة، نتابع نقاشنا حول البحث المندمج باستعراض أبرز الاستخدامات في البحث العلمي لمنهج البحث المندمج (Mixed Methods)، و التي بناءاً عليها ظهرت استراتيجيات مختلفة للبحث المندمج، يتبعها و يطبقها الكثير من الباحثين اليوم.

الباحث تقع على عاتقه عملية تصميم البحث العلمي بحيث يقوم باختيار منهج البحث العلمي و أيضاً الاستراتيجية المناسبة التابعة لهذا المنهج الذي يرغب في استخدامه.
البحث المندمج كمنهج بحث تندرج تحته العديد من الاستراتيجات المختلفة التي يمكن اتباعها من قبل الباحث، لذلك على الباحث البحث و التحري و اختيار ما يناسبه و يناسب البحث العلمي واضعاً في الحسبان ضرورة التبرير و توضيح اختياراته و قراراته أيضاً!

سنناقش و نضرب أمثلة على بعض هذه الاستراتيجيات في مقال لاحق إن شاء الله، لكن، نناقش هنا الأسباب التي أدت لتصميم الاستراتيجيات المختلفة في البحث المندمج.

استخدامات أساسية وراء ظهور الإستراتيجيات المندمجة أو تصاميم البحث المندمج (Mixed Methods Designs)

قبل ظهور البحث المندمج و الاستراتيجيات المندمجة (استراتيجيات البحث المندمج)، كان الكثير من الباحثين يستخدمون مصطلح التثليث (Triangulation) في دراساتهم، و هو جمع البيانات بأكثر من طريقة. كان و لا يزال إستخدام التثليث يُنصح به في الكثير من الحالات للتأكد من صحة نتائج الدراسة و تعزيزها. أما بعد ظهور البحث المندمج و الاستراتيجيات المندمجة، يتضح لنا أن التثليث هو في الحقيقة استخدام من استخدامات البحث المندمج.

عند البحث و القراءة في مختلف المصادر المتعلقة بالإستراتيجيات المندمجة، يتضح لنا أنه هنالك استراتيجيات أو تصاميم عديدة للبحث المندمج. هذه الاستراتيجيات المختلفة تسعى لتحقيق أغراض مختلفة، و بالتالي، لهذه الاستراتيجيات استخدامات مختلفة، حسب طبيعة البحث و ما يحتاج إليه الباحث.

هذا بالطبع لا يعني أنها الاستخدامات الوحيدة، لأنه على الأغلب، مع تطور البحث و مع التعمق في هذا المجال، ستتضح و تبرز استخدامات أخرى تخدم أهداف مختلفة. أيضاً، تقسيم الاستخدامات نفسها و تصنيفها قد يختلف ما بين كاتب لآخر.

التثليت (Triangulation)

و يطلق عليه أيضا (Cross Examination): إستخدام أكثر من أداة أو طريقة لجمع البيانات و تحليل نفس الظاهرة/الظواهر بهدف التحقق أو التأكد من صحة النتائج في الدراسة بالإضافة إلى أنها تساهم في تقليل التحيز (Bias) الذي قد تسببه طريقة أو أداة جمع البيانات. الغاية هنا رفع مستوى الثقة في النتائج من خلال جمع البيانات بأكثر من طريقة للنظر إذا ماكانت البيانات التي تم جمعها بأكثر من طريقة تؤدي لنفس النتائج و تعزز أو تؤيّد بعضها البعض أم لا.

مُكمّل (Complementary)

تفصيل، تحسين، و توضيح النتائج التي تم الحصول عليها بأحد طرق البحث المستخدمة من خلال تفسير نتائج تم الحصول عليها بعد استخدام طريقة أخرى من طرق البحث. على سبيل المثال، يمكن الإستفادة من إجابات بعض الطلاب على المقابلات الشخصية التي أجريت معهم لتوضيح نتائج تم الحصول عليها من خلال تحليل بيانات استبيان تم توزيعه عليهم سابقاً. يتضح إذاً هنا أن الهدف هو الحصول على تفسير أفضل و أوضح لنتيجة تم الحصول عليها سابقاً باستخدام طريقة بحث أخرى.

التطوير (Development)

استخدام أكثر من أداة أو طريقة لجمع البيانات مع الإستفادة من النتائج التي يحصل عليها الباحث في المرحلة الأولى في بناء أو تطوير طريقة أو أسلوب بحث آخر قد يستخدمه الباحث لاحقاً. التطوير المقصود به هنا عام و يشمل على سبيل المثال: اختبار العينة و طريقة الحصول عليها و اختبار، تطوير، و تقنين أداة البحث و الأسئلة أو المقاييس المستخدمة فيها.

الإبتداء أو الإستهلال (Initiation)

الهدف الأساسي هنا هو استكشاف معلومات، طرق، أساليب، أو أُطر جديدة، غير متوقعة، أو مناقضة لتلك الموجودة حاليا، و ذلك من خلال إعادة صياغة الأسئلة و النتائج من أداة أو أسلوب معين ليتم إختبارها بطريقة جديدة مختلفة.

التوسّع (Expansion)

توسيع نطاق و مدى طريقة و أسلوب البحث أو التحقق (Inquiry) المستخدمة و ذلك باستخدام أساليب مختلفة و متنوعة تساهم في فهم أجزاء أو عناصر من الظاهرة أو الموضوع تحت الدراسة.

 

في مقال لاحق إن شاء الله، سنتعرف أكثر على أسس تصميم استراتيجيات البحث المندمج، معايير تصميم استراتيجية البحث المندمج، و أيضاً على عدد من التصاميم الأساسية المعروفة في البحث المندمج.

  • Designing and Conducting Mixed Methods Research (2011)

البحث المندمج Mixed Methods

أحد القرارات المهمة التي تواجه الباحث في بداية رحلة البحث العلمي هو قرار اختيار منهجية البحث العلمي و تصميم البحث العلمي المناسب. يعتبر البحث المندمج أو الإستراتيجة المندمجة (Mixed Methods) أحد الطرق و الإستراتيجيات في البحث العلمي و التي لاقت إهتماماً متزايداً في السنوات الأخيرة. هذه الإستراتيجية أو الطريقة هي الأحدث ما بين الإستراتيجيات أو الطرق التي تدخل في تصميم البحث العلمي.

البحث المندمج Mixed Methods: مقدمة سريعة

يمكن تعريف البحث المندمج (Mixed Methods) على أنه البحث الذي يقوم من خلاله الباحث بجمع و تحليل البيانات، عمل توافق و دمج ما بين النتائج، الإستخلاصات، و الإستنتاجات التي حصل عليها من الطرق أو الأدوات الكمية و النوعية و ذلك في نفس الدراسة أو البحث.

اقرأ المزيد

قد يبدو للوهلة الأولى أن خوض عالم الدراسات العليا أمراً “مخيفا”ً ليست فقط من حيث التخلي عن جانب الراحة و الرفاهية (بعض الشيء)، ضرورة الإلتزام بجدول يومي و روتين معين، و التعود على بيئة أكاديمية جديدة مختلفة كثيراً عن مرحلة البكالوريوس كونها تتطلب الكثير من العمل و الجهد مثل عبء المواد الدراسية المتقدمة إلى جانب المساعدة في التدريس، إجراء البحوث بشكل فردي أو بمشاركة مجموعة من الباحثين، المشاركة في المؤتمرات و النقاشات العلمية، و في نهاية المطاف، كتابة أطروحة (رسالة) بحثية كمتطلب هام لاستكمال متطلبات الدرجة العلمية، و فوق هذا كله التزامات و متطلبات الحياة الإجتماعية و ربما اهتمامات أخرى (غير أكاديمية) لا يمكنك الإنفصال عنها.

لا أنكر أن فكرة استكمال درجة الماجستير (و بلغة أخرى غير لغتي الأم) كانت فكرة مرعبة بالنسبة لي في بدايتها و خلالها و ازدادت المخاوف من الإخفاق كثيراً وقت كتابة الرسالة. و بعد الماجستير، انتقلت المخاوف لمرحلة الدكتوراة، لكن لحسن الحظ،  فقد سلك هذا الطريق من قبلي و قبلك عزيزي القاريء الكثير من طلاب الدراسات العليا بل و تخطوه بثقة و نجاح أيضاً. لكن، لأنّ “الحماس” غالباً ما يكون في أوجِهْ في بداية الفصل الدراسي أو في السنوات الأولى من الدراسة ثم يخبو تدريجياً مع طول فترة الدراسة و زيادة الأعباء الدراسية و الصعوبات البحثية، فإن من أكبر التحديات التي يمكن أن تواجهها كطالب في مرحلة الدراسات العليا هو أن تحافظ على حماسك و مستوى إنتاجيتك يوما بعد يوم و لسنوات عديدة (قد تصل ٤ سنوات أو تزيد لمرحلة الدكتوراة فقط) حتى الوصول إلى آخر سطر تكتبه في رسالتك و من ثم مناقشتها بالطريقة اللازمة و كما خططت لها، و بذلك، تحصل على الدرجة العلمية بإذن الله.

في هذا المقال سأذكر بعض النقاط التي استخلصتها من تجربتي خلال كتابة رسالة الماجستير و قراءاتي خلال رحلة الدكتوراة خاصة في حالات الإجهاد الأكاديمي التي تمر بي و التي أتمنى أن تساعدني شخصيا حتى نهاية رحلتي و تساعدك على التغلب على ضعف همتك، و الحفاظ على مستوى حماسك حتى تصل لهدفك المرغوب بإذن الله.

٧ نصائح لإنتاجية أفضل في البحث العلمي

 الهدف و النهاية المرجوة

ضع هدفك نصب عينيك و ذكّر نفسك دوما بالنهاية التي ترغب في الوصول لها. فمن الطبيعي جدا أن تمر بمراحل ضغط، إحباط ، أو إجهاد خلال رحلة الدراسات العليا.

في المراحل الأولى، قد تبدو لك هذه المرحلة مختلفة تماماً عما تعودت عليه مسبقا، خاصة لو كنت مبتعثاً، و ذلك نتيجة لاختلاف اللغة و البيئة الأكاديمية و البحثية، لذلك، قد تدخل هذه المرحلة بحالة من التوتر و سرعان ما تصاب بالإجهاد. لتتغلب على ذلك يمكنك وضع لوحة كبيرة لأهدافك في غرفتك أو على مكتبك، صورة أو عبارة محفّزة، أو حتى مذكّرة في هاتفك أو الحاسوب الخاص بك  لهدفك الذي ترغب في الوصول إليه. بعد ذلك، اقرأ هدفك/أهدافك يومياً قبل النوم أو بداية كل صباح أو في الأيام التي تشعر فيها بضعف الهمة أو بأي طريقة و وقت يناسبك، المهم أن تذكر نفسك دوماً بهدفك أو أهدافك و النتيجة النهائية التي تطمح لتحقيقها.

الإسترخاء

أوجد طريقة ما تساعدك على الاسترخاء في حالات الإجهاد. تذكر دوما أن الشعور بالتوتر حول كل شيء لن يساعدك على الحصول على أي شيء. لذلك، تذكر بأن تأخذ قسطاً من  الراحة بشكل منتظم من مكتبك و حاسوبك، و أعطِ نفسك بعض الليالي تقضيها بعيداً عن المهام المتعلقة بالدراسة. مثلا، قم بممارسة بعض الأنشطة التي تساعدك على الإسترخاء: الخروج مع العائلة أو الأصدقاء أو مهاتفتهم، الاستماع إلى أو مشاهدة برامج محببة إليك، ممارسة الرياضة أو هواية معينة، إعداد وجبات طعام خفيفة مختلفة عما تأكله يومياً، و القراءة الحرة  من أجل المتعة فقط  و ليس بغرض الدراسة.

لست وحدك

تذكر دوماً بأنك لست وحدك، فالكثير من الطلاب هم في نفس موقفك و يمروا بنفس التجارب أو ما هو أسوأ منها أيضاً.

مشروعات الدراسات العليا قد تكون في كثير من الأحيان مشاريعاً فردية. و مع ذلك، ليس هناك من سبب يمنعك من مشاركة أفكارك مع الآخرين، الأمر الذي قد يساعدك على التخلص من الإحساس بالعزلة. ليس هذا فقط، بل إن مشاركة أفكارك مع الآخرين قد يمكنك من تطويرأفكارك أو النظر إلى مشاريعك البحثية من منظور جديد و آفاق جديدة لم تتنبه لها من قبل. أيضا ذكّر نفسك بأن الكثيرين من قبلك قد مروا بذلك، و في نهاية المطاف، ستصل مثلهم للمحطة التي تريد بإذن الله.  فإن كنت تفكر في إكمال دراساتك العليا أو لازلت في البداية أو حتى لو كنت في منتصف الطريق و شعرت بضعف الهمة، أنصحك بأن تتقدم إلى من سبقوك من الطلاب بطلب الدعم بكافة أشكاله، و المشورة و النصح بشأن كيفية تخطيهم لمرحلة الدراسات العليا أو لمشروع بحثي معين بنجاح سواءاً في محيط  معهد اللغة، قسمك، جامعتك، أو حتى عبر وسائل التواصل الإجتماعي التي باتت تزخر بالكثير من حسابات الجامعات، الخدمات المتخصصة بالبحث العلمي، و المبتعثين الباحثين الذين يرغبون في الأخذ بأيدي الطلاب الجدد و المستمرين في الدراسة.

أنت هنا لتتعلم

البحث عملية شاقة لكنها ثريّة و ممتعة في نفس الوقت.

إنّ تعلّم كيفية إجراء بحوث ذات قيمة علمية هو ليس بالأمر السهل. لذلك، لا تتردد في طلب المساعدة من مشرفك، أساتذتك،  زملاءك في الدراسة، أو ممن سبقوك من الطلاب و الباحثين في مجالك! تذكرأن رحلة الدراسات العليا هي الوقت المناسب لارتكاب الأخطاء و التعلم من التجارب المختلفة إيجابية كانت أو سلبية. ذكّر نفسك دوما أنك طالب و أنت هنا لتتعلم، و في نفس الوقت، لتكتسب خبرات و مهارات علمية مفيدة.

تكوين العلاقات

احرص منذ البداية على تكوين علاقة جيدة مع مشرفك

كونه مشرفك الأكاديمي الخاص فهو لم يوجد إلا لتوجيهك و مساعدتك و إرشادك خلال رحلتك العلمية. مشرفك الدراسي أو الأكاديمي أشبه ما يكون ببوصلتك التي تساعدك على تحديد معالم رحلتك من بدايتها حتى نهايتها. أُطلب من مشرفك ترتيب اجتماعات دورية (أسبوعية أو شهرية) بينكما بحيث يمكنك تحقيق أقصى استفادة من هذه العلاقة الأكاديمية الهامة، و من خلال هذه الاجتماعات المتكررة، يمكنك طرح جميع مخاوفك و تطلعاتك، و هي فرصة أيضاً لإطلاعه على خط سيرك فيما أنجزته من موادك الدراسية (إن وجدت) و فصول رسالتك، لتتأكد أيضاً أنك لازلت تسير في المسار الصحيح.

إبحث فيما تحبّ!

من الضروري اختيار موضوع البحث العلمي الذي تحبه أو تهتم به كثيراً لتحافظ على حماسك.

احرص منذ البداية على اختيار موضوع بحث تكون شغوفا به و يجعلك متحمساً لمواصلة البحث فيه و الكتابة حتى النهاية. احرص أيضاً على أن يكون موضوع بحثك هو ما تريد البحث فيه أولا و قبل كل شيء و ليس اختيار الموضوع لأنه فقط يحظى باهتمام واسع في تخصصك أو يكون ذا طبيعة سهلة لأنه غالبا ما ينتهي بشكل سيء إن لم تكن شغوفاً بما تبحث فيه. في هذا الصدد، من الضروري اختيار موضوع يتناسب مع اهتماماتك و اهتمامات مشرفك لأنه سيرافقك في رحلتك، و إلا سيكون عليك تغيير المشرف. لذلك، احرص على اختيار المشرف الأكاديمي أو المشرف الدراسي المناسب منذ البداية، و أطلعه بشكل مستمر على ما كتبت و لا تنتظر حتى النهاية لتريه ما أنجزت.

كن إيجابياً

انتبه لحديثك مع ذاتك لأنك ستسمع له غالبا.

كثيرا ما يشعر طالب الدراسات العليا بأنه ضحية و أنه  لم يتلق الدعم و التوجيه الكافي منذ البداية، أو لم يتأهل في مرحلة البكالريوس بالشكل المناسب لخوض تجربة الدراسات العليا، لكن الحقيقة قد تكون أبسط مما تتخيل، ذلك أن حديثك مع ذاتك يمكن أن يؤثر على دوافعك و إنتاجيتك بشكل كبير. و لكي تكون أكثر إنتاجية (و تتخرج بشكل سريع وسلس بإذن الله) عليك بتغيير حالتك الذهنية من كونك الضحية (Victim) إلى كونك الشخص الأكثر الإنتاجية (Producer). عليك (ذهنياً)  إعادة صياغة الكثير من الأفكار السلبية و تحويلها إلى إيجابية. منها على سبيل المثال لا الحصر:

  • تخلّص من .. لابد لي أو عليّ أن I have to إلى .. أنا اخترت I choose to

التفكير بطريقة أنك اخترت هذا الطريق نحو درجتك العلمية يجعلك تستمتع بكل لحظة تمر بها في هذه المرحلة و يجعلك تخرج من دائرة التفكير حول كونك مرغماً على القيام بشيء ما بدلا من كونك اخترته بمحض إرادتك.

  • تخلّص من .. لابد لي من إنهاء هذا الجزء في رسالتي أو درجتي العلمية I must finish  إلى .. متى علي البدء بإنجاز مهامي التي توصلني لنهاية رسالتي و الحصول على درجتي العلمية When can I start؟

عندما يسيطر عليك التفكير بضرورة إنهاء مهمة ما باتجاه درجتك العلمية دون أن تقوم بشيء فعلي نحو ذلك غيّر هذه الفكرة إلى كيف و ما الذي يمكنك عمله لإنهاء مهمة ما و التقدم خطوة نحو حلمي.

  • تخلص من .. مهمة كتابة الرسالة شاقة و طويلة جدا this is so big إلى .. مهما كانت المهمة كبيرة يمكنني إنجازها بخطوات صغيرة  I can take one small step

قد تكون كتابة الرسالة بالفعل ليس بالأمر السهل، و طريقها طويل، وهذا مايضطرك في كثير من الأحيان إلى التسويف (تأجيل إنجاز مهامك المرة تلو الأخرى). في كل مرة ستشعر فيها أن موضوعك كبير و طريقك طويل ستلجأ للتسويف (Procrastination)  وتأخير عملية البدء في مهامك. بدلا من ذلك، قم بعمل عصف ذهني للتفكير في كيفية تقسيم مهامك الكبيرة إلى مهام صغيرة تقوم بتنفيذها بشكل يومي. مثال: قراءة ورقة علمية و تلخيص أهم أفكارها، تنظيم ملفاتك، مقابلة مشرفك أو مجموعة الباحثين في معملك، و هذا كله عملاً بمبدأ (قليل دائم خير من كثير منقطع) و خير طريقة لإنجاز عملك هو أن تبدأ العمل.

  • تخلص من .. يجب أن أكون مثاليا I must be perfect  إلى .. أنا بشر I can be a human

بعض الناس قد يعانوا من المثالية الزائدة (Perfectionist) عن حدها. التفكير بأنك شخص مثالي يجعلك غير راضٍ عن آدائك كثيراً. عوضاً عن ذلك، اجعل توقعاتك عن نفسك في دائرة التوقعات المعقولة، و تذكر أنك بشر قد تصيب مرة و تخطيء في مرات، و أسأل نفسك: ما هي الأشياء المهمة التي علي إنجازها في رسالتي لتخرج بالشكل الأفضل قدر المستطاع (و ليس الشكل الأمثل و بدون أي خطأ يذكر). بهذا السؤال، ستخرج نفسك من دوامة المثالية و التوقعات اللامعقولة عن نفسك.

  • تخلص من .. ليس لدي وقت للراحة أو الرفاهية I don’t have time to play/relax إلى .. لابد من أن أجد وقت للرفاهية أو الراحة I must have time to play

الحقيقة أن الوقت الأفضل للحصول على الراحة هو عندما تشعر بحالة من الإجهاد. حصولك على فترات من الراحة في أوقات ازدحام جدولك بالأعمال يجعلك تفكر بطريقة أفضل و يساعدك على الوصول إلى حلول خلاّقة لحل مشكلاتك، و وقت الراحة هو بمثابة إعادة شحن لبطارية حماسك.

 

قد تكون رحلة الدراسات العليا و كتابة الرسالة طويلة لكنك ستتعلم منها الكثير، المهم أن تحيا حياة متوازنة و تعطي لكل شيء حقه في حياتك دون التركيز على جانب واحد فقط على حساب الآخر.

يقول روبرت فولغهام :” عش دهشة اللحظة و اجعل حياتك متوازنة، تعلم في بعض الأوقات و فكر في أوقات أخرى، و في كل يوم، ارسم و ارقص وغنّ و امرح بعض الوقت و اعمل في وقت آخر”.

يتكون الإحصاء الوصفي من مجموعة الأساليب التي تعنى بجمع مفردات الدراسة الإحصائية و تنظيمها وتلخيصها و من ثم عرضها بطريقة واضحة عادة ما تكون على شكل جداول أو أشكال بيانية، لتتيح فهم طبيعة عينة البحث (Sample) التي خضعت للاختبار و الدراسة.
التوصيف الجيد و العرض المناسب لطبيعة البيانات في مقدمة كل دراسة بحثية يعتبر من الأساسيات التي يقاس عليها مدى صحة النتائج عن غيرها. وعدم وجود هذه البيانات يخلق تساؤل كبير عند قراءة أو تقييم الدراسة!

استخدامات الإحصاء الوصفي

  1. يستخدم هذا النوع من الإحصاء في الدراسات التجريبية و الميدانية
  2. يستخدم الإحصاء الوصفي في حساب بعض المقاييس التي من شأنها وصف طبيعة البيانات التي تم جمعها
  3. تستخدم نتائج تلك المقاييس في قراءة و تقييم الدراسات البحثية

المقاييس الوصفية في الإحصاء

هناك نوعان من المقاييس الوصفية:

  1. مقاييس النزعة المركزية (Measures of Central Tendency): ومن مقاييسه ( الوسط الحسابي – الوسيط – و المنوال)
  2. مقاييس التشتت (Measures of Dispersion): ومن مقاييسه (المدى – والانحراف المعياري)

بانر إحصاء

مقاييس النزعة المركزية (Measures of Central Tendency)

تميل البيانات عادة إلى التمركز حول قيمة معينة يمكن تسميتها بالقيمة المركزية (Central Value). و في هذه الحالة، تستخدم المقاييس في التعرف على هذه القيمة المركزية لتمثيل البيانات. ومن أهم مقاييس النزعة المركزية:

  1. الوسط الحسابي (Mean) : يحصل عليه بقسمة مجموع البيانات على عددها.
    مثال: لدينا 20 أسرة و نريد معرفة الوسط الحسابي لعدد أفراد الأسرة. نقوم بجمع عدد الأفراد في جميع الأسر ومن ثم نقسمها على 20 وهو عدد الأسر في عينة الدراسة.
  2. الوسيط (Median):  وهو القيمة المركزية لمجموعة البيانات. ويتم الحصول عليه بترتيب قيمة البيانات تصاعديًا أو تنازليًا.
    إذا كان عدد المشاهدات فرديًا: فيكون الوسيط هو القيمة الوسطى.
    وإذا كان عدد المشاهدات زوجيًا: فيكون الوسيط هو الوسط الحسابي للقيمتين اللتين في المنتصف
  3. المنوال (Mode): وهو القيمة الشائعة أو الأكثر تكرارًا بين البيانات أو المشاهدات

كل مقياس من مقاييس النزعة المركزية يكون أكثر فعالية مع أنواع معينة من البيانات:

  • المنوال: يكون أكثر فائدة عند استخدامه مع البيانات الاسمية (Nominal Data)
  • الوسيط: يكون أكثر فائدة عند استخدامه مع البيانات الرتبية (Ordinal Data)
  • الوسط الحسابي: يكون أكثر فائدة عند استخدامه مع البيانات النسبية و بيانات الفترة (Interval Data and Ratio Data)

مقاييس التشتت (Measures of Dispersion)

في بعض الأحيان تكون البيانات قريبة من القيمة المركزية (Central Value) و أحيانًا تكون منتشرة في مدى أوسع حولها. ولقياس مدى قرب أو بعد البيانات عن تلك القيمة المركزية تستخدم مقاييس التشتت. ومن أهم و أشهر مقاييس التشتت:

  1. المدى (Range): وهو الفرق بين أكبر قيمة في البيانات وأصغر قيمة.
    مثال: لدينا درجات الطلاب، ولحساب المدى نقوم بطرح أعلى درجة طالب في المجموعة ولتكن فرضًا (77) من أقل درجة طالب في المجموعة ولتكن فرضًا (50)
    فتكون قيمة المدى = 77 – 50 = 27
  2. الانحراف المعياري (Standard Deviation): وهو من أهم مقاييس التشتت و أكثرها انتشارًا. فهو يعتمد في استدلالاته على جميع قيم بيانات العينة. وبالتحديد على انحرافات المشاهدات عن وسطها الحسابي. وطريقة حساب الانحراف المعياري تتطلب إلمام جيد بالعمليات الرياضية، لكنها تصبح معقدة كلما كان حجم العينة كبير. لذا فاللجوء إلى حسابه إلكترونيًا عن طريق دالات حسابية جاهزة أكثر صحة من حسابه يدويًا.

جميع المقاييس سابقة الذكر تعتبر من أشهر المقاييس الوصفية لمفردات الدراسة الإحصائية. بالإضافة إلى وجود مقاييس أخرى تستخدم في أغراض وصفية مختلفة.

 

المصادر: مقدمة الطرق الإحصائية للدكتور جلال الصياد و الدكتور محمد الدسوقي
Statistic for Beginners By S. Simanovsky

تحدثنا في مقالات سابقة عن ماهية الملصق العلمي و استخدامات الملصقات بشكل عام، إلى جانب أنواع وأحجام الملصقات العلمية، مع استعراض لأبرز الفروقات مابين الملصق العلمي والعرض المرئي و عدد من النصائح الأولية لتصميم أفضل، و أيضاً، استعرضنا العناصر الأساسية في الملصق العلمي. في هذا المقال، نستعرض بشكل مختصر بعض النصائح العامة التي يفضل إتباعها قبل وأثناء تصميم الملصق العلمي.

قبل تصميم الملصق العلمي

قبل تصميمك لأي ملصق علمي تذكر أنه كما ذكرنا سابقا أن التلخيص الجيد هو أحد العوامل المهمة لكي تعطي بحثك حقه حتى تبرز أهم مافيه، لذلك أنصح قبل البدء بعملية التصميم بالخطوات التالية:

  • خذ ورقة بيضاء فارغة وتخيل أنها ملصقك، وابدء بالتخطيط والتفكير وارسم رسوم تخطيطية للشكل الذي تريد أن يكون ملصقك عليه.
  • أثناء عملية التخطيط تذكر شكل توزيع الصور والنصوص في الملصق وكيف توازن بينهما كما شرحنا ذلك في المقال السابق.
  • حدد شريحة جمهورك (الفئة المستهدفة) لماذا؟ وذلك حتى يتسنى لك معرفة مستوى المعلومات التي ستضعها في ملصقك،على سبيل المثال: في حال كانت فكرة مشروعك عن إحدى تخصصات الحاسب وسيكون جمهورك من الأكاديميين في نفس المجال، إذاً فمن الطبيعي أنهم سيفهمون جميع المصطلحات العلمية التي ستذكرها، وفي حالة أن الجمهور من تخصصات أخرى إذاً لا بد من تسهيل وتبسيط المعلومة وذكر شرح مبسط للمصطلحات المعقدة حتى يسهل عليهم فهمها، ولا تنسى أنه سيكون لك دور كبير أيضاً لاحقا ًعندما تتحدث عن ملصقك بشكل مبسط لهم حتى يستوعبوا فكرتك أكثر.
  • قبل تصميم ملصقك تخيل بأنك تصمم قصة سهلة للجمهور الذي سيطلع عليه، وأن تأخذهم بشكل متسلسل ومرتب حتى تصلهم فكرتك بشكل أسرع.

اقرأ المزيد

تحدثنا في مقالات سابقة عن ماهية الملصق العلمي وتاريخ الملصقات بشكل عام، إلى جانب أنواع وأحجام الملصقات العلمية، مع استعراض لأبرز الفروقات مابين الملصق العلمي والعرض المرئي. في هذا المقال، نستعرض بعض النصائح التي يفضل إتباعها قبل وأثناء تصميم الملصق العلمي، بالإضافة إلى النقاط الأساسية التي يجب أن يحتوي عليها كل ملصق.

النقاط الأساسية التي من المفترض أن يشملها الملصق العلمي تشبه إلى حد كبير العناصر أو النقاط لأي بحث عادي، و نناقش هذه العناصر بشئ من التفصيل أدناه. حاول تغطية النقاط التي تنطبق على بحثك أثناء تلخيصه. اقرأ المزيد

عند البدء بتصميم تجربة إحصائية، لابد من اتخاذ القرار حول كيفية توزيع مفردات العينة على حالات التجربة المختلفة. فعلى ذلك سيتم تحديد نوع الاختبارات الإحصائية التي ستطبق لاحقًا ومن ثم ستؤثر حتمًا على النتائج البحثية.

ماهي البحوث التجريبية و التصاميم التجريبية؟ (Experimental Designs)

تهدف البحوث التجريبية إلى إظهار العلاقة السببية بين متغيرين. لدراسة هذه العلاقة، يتوجب على الباحث اختيار نوع التصميم الذي يلائم طبيعة الدراسة التجريبية.

 

نوع التصميم: هو طريقة توزيع أفراد العينة على الحالات و الظروف التجريبية تبعًا لنوعية سؤال البحث المراد اختباره. مثل: اختيار توزيع العينة بين حالتي تناول جرعة دواء و عدم تناول جرعة دواء، أو حالة استخدام جهاز تقني في الفصل و حالة عدم استخدام جهاز تقني في الفصل.

 

هنالك ثلاثة أنواع للتصميمات التجريبية:

  1. التصميم بين أفراد العينة.
  2. التصميم داخل أفراد العينة.
  3. التصميم المختلط.

أولاً: التصميم بين أفراد العينة (Between Subjects)

التصميم بين الأفراد (Between Subjects) يعرف بتقسيم مفردات العينة إلى مجموعات و تعريض كل منها لظرف تجريبي على حد مستقل. ويعرف عادة بالمجموعات المستقلة أو التصميم غير المرتبط (Independent Group / Unrelated Design).

في حالات بحثية، يتم الاعتماد على العشوائية (Randomisation) عند توزيع أفراد العينة على الحالات التجريبية. و في تجارب بحثية أخرى، لا يمكن اللجوء إلى العشوائية كأن يكون المتحكم في توزيع الأفراد ظروف طبيعية مثل تقسيمهم إلى إناث و ذكور.

مثال:

التصميم بين أفراد العينة

كما توضح الصورة أعلاه، لدينا مجموعتين مختلفتين من أفراد العينة (لا يشترط تساوي عدد الأفراد فيها). كل مجموعة تتعرض لمؤثر تجريبي مستقل. مثل: في المجموعة A تم تعريض أفرادها إلى الهدوء. بينما أفراد العينة B، تم تعريض أفرادها إلى صوت الموسيقى.

 

مميزات التصميم بين أفراد العينة و عيوبه

المميزات:

  • ضروري لاختبار المؤثرات الطبيعية المستقلة مثل (اختلاف الفئة العمرية ، أو الجنس).
  • نتائج المجموعات مستقلة عن بعضها البعض.
  • نتائج المجموعات لا تتأثر بمؤثرات خارجية مثل: ملل المشاركين من تكرار التجربة، اكتساب مهارات تكرار التجربة، مؤثرات خارجية مثل: اختلاف درجة حرارة الغرفة بين مجموعة و أخرى.
  • لا يتأثر بترتيب المؤثرات التجريبية.

عيوبه:

  • يتطلب حجم عينة كبير.
  • يخلق وجود الفروقات الفردية بين المجموعات مما يؤثر على أداء التجربة (لكن يمكن تلافي ذلك بتوزيع الأفراد على المجموعات بشكل عشوائي).

ثانيًا: التصميم داخل أفراد العينة (Within Subjects)

التصميم داخل الأفراد (Within Subjects) يعرف بتعريض جميع أفراد العينة على الظروف التجريبية المختلفة للتجربة. ويعرف عادة بالقياسات المتكررة أو التصميم المرتبط (Repeated Measures / Related Design).

مثال:

التصميم داخل أفراد العينة

كما توضح الصورة أعلاه، لدينا مجموعتين من أفراد العينة. جميع مفردات العينة تم تعريضها على مؤثر الهدوء كما في المجموعة A. ثم تم تعريضها مجددًا لمؤثر الموسيقى كما في المجموعة B.

 

مميزات التصميم داخل أفراد العينة و عيوبه

مميزاته:

  • القضاء على الاختلافات الفردية بين الظروف التجريبية.
  • التكافؤ التام بين أفراد العينة. حيث أن جميعهم تعرضوا لنفس المؤثرات و الظروف.
  • الاقتصاد في الوقت و الجهد.
  • لا يتطلب حجم عينة كبير.
  • يقلل من تأثير تباين الخطأ فيزيد من فرص اكتشاف تأثير المتغيرات المختبرة.

عيوبه:

  • لا يمكن استخدامه في حالة كان الغرض من التجربة هو اختبار الفرق بين خصائص مفردات العينة. مثل: المقارنة بين الرجال و النساء في استخدام التقنية.
  • يتأثر بعدة عوامل مثل:
    • ترتيب التعرض للمؤثرات التجريبية المختلفة.
    • اكتساب خبرة تكرار الممارسة مما يؤثر على أداء التجربة.
    • ملل المشاركين.

ثالثًا: التصميم المختلط (Matched Subjects)

التصميم المختلط (Matched Subjects) و يجمع بين التصميمين السابقين. فكل مجموعة من أفراد العينة هي عينة مختلطة تتعرض لجميع مؤثرات التجربة. و يصبح من الضروري تطبيقه حين تكون إحدى المتغيرات المستقلة من النوع التصنيفي مثلك الجنس أو العمر فلا يمكن تطبيق تصميم داخل الأفراد حينها.

مثال:

التصميم المختلط

كما توضح الصورة أعلاه، لدينا عينة مكونة من إناث و ذكور، تم توزيعها على أربعة مجموعات مختلفة.

اللون الوردي دلالة على الإناث، و اللون الأزرق دلالة على الذكور.

في المجموعة A: تم تعريض جميع مفردات العينة من الإناث على الهدوء

في المجموعة B: تم تعريض جميع مفردات العينة من الإناث على الموسيقى

في المجموعة C: تم تعريض جميع مفردات العينة من الذكور على الهدوء

في المجموعة D: تم تعريض جميع مفردات العينة من الذكور على الموسيقى

 

و بهذا نستطيع مقارنة تأثير الهدوء و الموسيقى على الذكور و الإناث. و أيضًا اختبار الهدوء و الموسيقى على الإناث أنفسهم، و اختبار تأثير الهدوء و الموسيقى على الذكور أنفسهم فقط.

 

مميزات التصميم المختلط و عيوبه

مميزاته:

  • لديه نفس مميزات التصميم بين الأفراد.
  • التقليل من الاختلافات الفردية وذلك بتوزيع الأفراد الذين تكون احتمالية تشابه أداءهم

عيوبه:

  • لا يمكن التيقن من تطابق المؤثرات الخارجية على أداء الأفراد في جميع المجموعات