كافة المواضيع و الأقسام المتعلقة بالبحث العلمي

قد تبدو مهمة كتابة ملخص لبحثك مهمة سهلة ويسيرة لتلخيص عمل كبير في  150 كلمة على أقل تقدير ولكن في الواقع عدد الكلمات والصيغة الموجزة قد تكون فعلا هي التحدي الحقيقي لإنجاز ملخص فعال ومختصر .عند تقديم ملخص للمشاركة في مؤتمر علمي متخصص، التحدي الأكبر هو في كيفية إقناع لجنة المؤتمر بأهمية عملك والقيمة المضافة لمشاركتك في المؤتمر. هذه المقالة ستتناول كيفية كتابة ملخص للبحث مستوفي للشروط العامة لتقديم ملخص بحث مقبول في مؤتمر علمي.

تأكد من المعلومات الأساسية و المتطلبات

إقراء إعلان التقديم للمؤتمر بعناية كبيرة وتأكد من مناسبة المؤتمر لتخصصك ، القيمة المضافة للمشاركة في المؤتمر، مناسبة موضوعك للمؤتمر ، مناسبة وقتك المؤتمر لجدولك، توفر ميزانية أو دعم يساعدك للسفر في حالة كان المؤتمر خارج مدينك. في حالة تأكدك من مناسبة المؤتمر لتطلعاتك ،راجع بعناية شروط إرسال المشاركة في المؤتمر والمتطلبات الأساسية كآخر موعد للتسليم ، عدد الكلمات المطلوبة ، طريقة التنسيق المطلوبة ، الايميل المخصص لتسليم الملخص، آخر موعد للتسجيل في المؤتمر ودفع الرسوم. هذه التفاصيل الصغيرة جدًا تصنع فرق كبير لدى لجنة مراجعة المشاركات والتي تحدد قبول المشاركة من عدمها لذلك انتبه لها بعناية.

كتابة الملخص

بعد التأكد من مناسبة المؤتمر وتكوين فكرة عامة عن المشاركة ، تأتي مرحلة التخطيط لكتابة الملخص، قد تكون البداية بتحديد أجزاء الملخص مع الأخذ بالاعتبار أن هناك أنواع مختلفة للملخصات فقد يقتصر على الجانب النظري للبحث والنقاش الدار حول فكرة معينة أو مقترح لموضوع البحث .  في هذا المقال سيتم التركيز على البحث التجريبي سواء كان كامل الأركان: (المقدمة: مشكلة البحث/موضوع البحث، الهدف، منهجية البحث، النتائج، والخاتمة) .أو لايزال مقترح قيد التفيذ وقد يشمل (المقدمة:مشكلة البحث/موضوع البحث، الهدف، الأهمية، النتائج المرجوة من البحث، والخاتمة).

  • المقدمة (ماهي الفكرة العامة للبحث ؟)
    في استهلال الملخص عرف القارئ  بالفكرة العامة للبحث أو بمعلومات مهمة في مجال البحث كطرح المشكلة أو الفجوة أو الاتجاة العام أو النقاش الدائر في المجال أو حقائق مهمة .
  • الهدف (ماهو الهدف من البحث؟)
    في جملة أو جملتين عرف القارئ بالهدف من بحثك و ما هي القيمة المضافة للبحث.
  • طرق جمع البيانات (كيف جمعت/ستجمع بيانات البحث؟ وماهي عينة البحث؟)
    أذكر الطرق التي استخدمتها أو ستستخدمها في جمع بيانات البحث بالإضافة إلى عينة البحث.
  • نتائج التحليل (ما هي نتائج البحث؟ ما هي النتائج المرجوة من البحث؟)
    في حالة كان لديك نتائج، أذكر أهم نتائج البحث. أما في حالة كنت في مرحلة التخطيط للبحث، أكتب ما هية النتائج التي تطمح لتحقيقها.
  • الخاتمة (ماذا تعني النتائج التي توصلت لها؟)
    في الخاتمة، أذكر تأثير العمل أو اقتراح أو نتيجة تستحق لفت الانتباه أو كيف يمكن الاستفادة من البحث و نتائجه.

 

أدناه، أستعرض معكم مثال لملصق علمي لمشاركة في مؤتمر دولي متخصص:

Proposal Information

نصائح في كتابة الملخص:

  • جرب كتابة الأسئلة الخمسة أعلاه والإجابة عليها بوضوح بدون الرجوع إلى بحثك أو أي معلومات منه ، جرب أن تحدد 30 دقيقة لكتابة ملخص أولي، بعدها راجع الملخص وقنن الكلمات المستخدمة وتأكد من أن كل جملة تحمل معنى واضح . عد بعدها إلى نتائج البحث وحدد أهم النتائج وقارنها بالنتائج التي كتبتها مسبقًا واختار الأفضل منها لكتابته في ملخص البحث، تأكد من أن النتائج ذات معنى ومشوقة وذات قيمة إضافية .
  • من ضمن الطرق الآخرى لبداية كتابة ملخص خصوصًا في حالة كنت بحاجة للقراءة والعودة لبحثك ،إبدا بقراءة ملخص البحث مجددًا وتحديد النقاط المهمة عبر تلخيصها في نقاط أو خريطة ذهنية ، جرب تلخيص كل فصل أو كل فقرة في سطر واحد فقط ومن ثم إبدا في صياغة الملخص بالعودة إلى النقاط المستخلصة من البحث.
  • حاول كتابة الملخص بأسلوب مختلف عن النص الاساسي، لاتعتمد على نسخ المعلومات من النص الأساسي لأن النص الأساسي مستفيض والملخص مركز وموجز.
  • بعد تجهيز ملخص أولي بعدد الكلمات المحددة ، راجع الملخص وتأكد من اختيار الكلمات السليمة والمناسبة وعدم تكرار استخدام كلمات معينة في النص.
  • تأكد من تطابق محتوى الملخص مع محتوى الملصق أو الورقة العلمية التي تنوي تقديمها في المؤتمر.
  • تأكد من انسيابية المعلومات وخلو الملخص من الحشو والمعلومات الغير مفيدة .
  • تأكد من خلو النص من الأخطاء الإملائية واللغوية.
  • أعرض النص على مشرفك أو زميلك أو أي شخص يستطيع مساعدتك في مراجعة النص. عرض النص على شخص متخصص سيساعدك في اكتشاف جوانب القوة والضعف وتصحيحها.
  • تأكد من أن عنوان الملخص يوافق المحتوى ، يمكنك تجربة كتابة عنوان مشوق للملخص .
  • تأكد من اختيار الكلمات المفتاحية المناسبة لموضوع الملخص وموضوع المشاركة التي ستقدمها .

تجهيز الملخص للمشاركة

  • تأكد من إرسال الملخص قبل الوقت المحدد لاستقبال المشاركات.
  • تأكد من إلتزامك بعدد الكلمات المحدد للملخص.
  • تأكد من التزامك بالتنسيق المطلوب للمشاركة حجم الخط وتنسيق الصفحة وغيرها من التفاصيل والتي تختلف حسب المؤتمر.
  • تأكد من اتباع التعليمات المطلوبة مثلا : كتابة الأسم من عدمه ، طريقة تسميه الملف ..ألخ
  • تأكد من البريد الإلكتروني الذي سترسل عليه مشاركتك ووصول تأكيد بوصولها للجنة التقييم.

و أخيرًا، قد تصلك نتيجة إمكانية مشاركتك وقد تكون قبول أو طلب تعديلات أو اعتذار عن قبول المشاركة مع مراجعة لمشاركتك و تعليق من لجنة التقييم و الدرجة التي حصلت عليها.

  • في حالة قبول طلبك بدون شروط إبدا في تجهيز مشاركتك أو كتابة الورقة العلمية التي ستقدمها!
  • في حال تم قبول طلبك وطلب منك بعض التعديلات، إقراء التعديلات بعناية و تأكد من اتمامها في الوقت المحدد حتى يتحول القبول المشروط إلى نهائي.
  • وفي حالة وصلك اعتذار عن قبول المشاركة لاتعتبرها النهاية وحاول المشاركة في مؤتمرات آخرى وضع في اعتبارك الأخذ بمراجعة ورأي لجنة التحكييم لتحسين المشاركة.
  • في حالة قررت عدم الذهاب للمؤتمر أخبر اللجنة المنظمة قبل موعد المؤتمر بوقت كافي.

و في الختام ، رحلة كتابة الملخص هي فرصة لإعادة رسم خارطة بحثك و بوابة لك للتواصل مع االمجتمع الأكاديمي و العلمي فاستثمرها .

تحدثنا في مقال سابق عن تاريخ الملصقات بشكل عام و أنواعها، وتطرقنا أيضاً لبعض الأمثلة، إلى جانب ما هية الملصقات التعليمية، و ماهو الفرق بين الملصقات التي تكون داخل الفصل الدراسي Class Room Posters و الملصقات العلمية أو الأكاديمية Scientific Posters.

سنكمل الحديث في هذا المقال عن الملصقات العلمية (الأكاديمية) والتي ستكون محورنا الرئيسي أيضاًَ في المقالات القادمة.

الملصقات العلمية و العروض المرئية، مقارنة سريعة

كما ذكرنا سابقاً يستخدم الملصق العلمي أو الأكاديمي عادة من قبل الباحثين والأكاديميين، و يتم عرضه إما في الجامعات أوالملتقيات المحلية أوالمؤتمرات من أجل عرض أفكار الأبحاث والمشاريع، وفتح مجال النقاش والأسئلة بين الباحث و الجمهور.

الملصق العلمي يعتبر نوع من أنواع عرض الأفكار والمشاريع في ورقة واحدة تلخص أهم ماتم إنجازه، لذلك تلخيص فكرة البحث أو المشروع يتطلب مهارة حتى لا نظلم محتوى البحث، ونحاول التركيز على إبراز فكرة البحث بشكل واضح و مباشر للجمهور.

و بالحديث عن العروض المرئية، فهي أيضاً نوع من أنواع عرض فكرة البحث أو المشروع، وفي العادة، فإن الملصق العلمي و العرض المرئي يتشابهون من حيث أساسيات المحتوى التي يجب أن نغطيها (تحدثت عن محتوى الملصق في مقال آخر). اقرأ المزيد

أدوات و برامج البحث العلمي

الكثير من الباحثين يواجهون مشاكل في فقدان بعض المراجع أو المصادر و يضطر للبحث عنها لاحقا…

لذلك، أول نصيحة لنا هي أن تقوم بالتعرف على و البحث عن الأدوات و البرامج التي ستساعدك في رحلة البحث العلمي! للمزيد من المعلومات، يمكنك زيارة قسم الأدوات المساعدة و المفيدة في البحث العلمي.

عند القيام بعمل الاختبارات الإحصائية، هناك سبع خطوات رئيسة مهمة ينبغي القيام بها للحصول على نتائج صحيحة و هي:

  1. صياغة السؤال البحثي.
  2. صياغة الفرضيات الإحصائية.
  3. اختيار العينة.
  4. اختيار طريقة جمع البيانات.
  5. اختيار الاختبار الإحصائي.
  6. تحليل البيانات.
  7. استخلاص النتائج و تفسيرها.

نناقش هذه الخطوات بشئ من التفصيل هنا.

بانر إحصاء

١) صياغة السؤال البحثي

قبل القيام بأي خطوة، لابد للباحث من صياغة سؤال البحث أو أسئلة البحث المراد الإجابة عليها بشكل واضح جدًا و مبسّط. و إذا ماكان السؤال يحمل في داخله أكثر من استفسار، في هذه الحالة، يجب تقسيمه إلى عدد من الأسئلة المنفصلة المتفرعة كل على حدى.

على سبيل المثال: نريد اختبار تأثير ساعات مشاهدة الإعلام على متوسط عمر الإنسان؟ كما نريد اختبار تاثيره على متوسط عمر الرجال و عمر النساء؟
في هذا المثال: سيتم أولا اختبار تأثير مشاهدة الإعلام على متوسط عمر الإنسان بشكل عام. ثم نقوم باستخلاص النتائج لنجيب على السؤال التالي: تأثير مشاهدة الإعلام على متوسط عمر الرجال. ثم السؤال الأخير: تأثيرها على متوسط حياة النساء.

من المهم أن يفكر الباحث في كيفية الإجابة على سؤال أو أسئلة البحث و إذا ما كان هنالك حاجة لاختبارات إحصائية معينة يستفاد منها في الإجابة على هذه الأسئلة.

٢) صياغة الفرضيات الإحصائية (Statistical Hypothesis)

يوجد نوعان من الفرضيات الإحصائية:

  1. فرض العدم (Null Hypothesis): وهو الفرض الذي يصاغ في صورة عدم وجود فرق أو تاثير أو علاقة ويرمز له بالرمز H0
  2. الفرض البديل أو الفرض التجريبي (Experimental Hypothesis or Alternative Hypothesis): وهو الفرض الذي يجب أن يكون صحيحًا إذا كان فرض العدم غير صحيح ويرمز له بالرمز H1.
كتطبيق بسيط على المثال الموجود في هذا الموضوع، ستكون صياغة الفروض الإحصائية كالتالي:
H0 : لا يوجد تأثير لساعات مشاهدة الإعلام على متوسط عمر الإنسان
H1: يوجد تأثير لساعات مشاهدة الإعلام على متوسط عمر الإنسان

٣) اختيار العينة

وكما في المثال السابق، سيتم اختيار عينة تضم رجالاً و نساءًا يشاهدون الإعلام. في مواضيع سابقة، تم التطرق إلى عينة البحث و كيفية اختيار عينة البحث.

٤) اختيار طريقة جمع البيانات المراد استخدامها

هناك عدد كبير من الطرق البحثية المستخدمة لجمع البيانات. يتم اختيار طريقة جمع البيانات بناءًا على نوع البيانات المراد جمعها.

لتطبيق ذلك على مثالنا السابق، سيكون نوع البيانات المراد جمعها كالتالي: ساعات مشاهدة الإعلام (بيانات كمية) و الجنس و العمر (بيانات وصفية).

في موضوع سابق تم التطرق لكيفية اختيار طريقة جمع البيانات. بعد ذلك، يتم جمع البيانات المراد اختبارها للإجابة على أسئلة البحث.

٥) اختيار الاختبار الإحصائي

بناءًا على النقاط السابقة يتم تحديد نوعية الاختبار الإحصائي المراد تطبيقه. هناك معايير لابد من أخذها في الاعتبار عند اختيار نوع الاختبار المراد إجراءه، علما بأن الإختبارات الإحصائية غالباً ما تقبل نوع أو أنوعا محددة من البيانات، لذلك، من الضروري التأكد مسبقاً و يفضل حتى إختبار طريقة جمع البيانات مبكراً للتأكد من مناسبتها أو مناسبة البيانات التي تقوم بجمعها للإختبار أو الإختبارات الإحصاذية التي يرغب الباحث في تطبيقها.
ينصح دوماً باختبار الاستراتيجيات المختلفة التي ينوي الباحث تطبيقها في دراسته أو بحثه بشكل تجريبي (Pilot Testing) أولاً، للتأكد من أن كل ما خطط له الباحث يسير بالشكل الصحيح.
عدم إختبار الإستراتيجيات أو الخطط مبكراً قد يؤدي لمشاكل كثيرة. على سبيل المثال، قد يجمع الباحث الكثير من البيانات من عينة البحث على مدى أشهر و يقوم بفرزها ليتفاجئ بعد كل هذا التعب أن البيانات التي قام بجمعها لن تساعده في الإجابة على أسئلة البحث، أن البيانات لا يمكن تطبيق الإختبار الإحصائي المطلوب عليها، أو غيرها من المشاكل. لذلك، جرّب كل شئ مبكراً.

٦) تحليل البيانات

وهي أحد أهم خطوات الاختبارات الإحصائية، و التي عليها ترتكز صحة النتائج و من ثم جودة الدراسة. في موضوع سابق، تم تناول كيفية تحليل البيانات

٧) استخلاص النتائج و تفسيرها

بناءًا على تحليل البيانات الذي تم في الخطوة السابقة، يتم استخلاص الإجابات على سؤال البحث الرئيسي و الفرعي.

و كلما تم تفسير النتائج بشكل مبسط وواضح، كلما كانت جودة الدراسة عالية. كما ينصح الاستعانة بالرسومات البيانية لتمثيل النتائج وتوضيحها بشكل مصور جنبًا إلى جنب التفسيرات المكتوبة.

– كتاب مبادئ الاحصاء والاحتمالات د.عدنان بري
– Introduction to Statistics and Data Analysis By Roxy Peck, Chris Olsen, Jay Devore – Statistical Data Analysis by Glen Cowan

في الكثير من مواقف و تجارب الحياة التي نمر بها قد نقوم بعمل ما، سواءً كنا مجبرين على خوض تلك التجارب أو نمر بها باختيارنا. قد لاندرك كم من الفوائد و المهارات و الدرورس التي نخرج بها من تلك المواقف و التجارب حينها أو حتى مباشرة بعد إنقضائها، و من هذه التجارب التي تستحق الذكر في حياة الكثير من طلاب الدراسات العليا، تجربة كتابة الأطروحة أو رسالة الماجستير أو الدكتوراة، و التي شخصياً لم أتأمل كثيراً ما المهارات التي خرجت بها من هذه التجربة (في مرحلة الماجستير)، إلا حين تم سؤالي في إحدى ورش العمل التي حضرتها مؤخراً عن أكثر التجارب الدراسية أو الأكاديمية التي أثّرت في شخصيتي كطالبة للدراسات العليا؟ و لماذا؟

لم تكن إجابتي على هذا السؤال سهلة نظراً لمرور الواحد منا بالكثير من التجارب التي قد نتعثر بها فتحبطنا أو نتخطاها فتصقلنا و تغير الكثير في شخصيتنا نحو الأفضل. و بعد التفكير العميق، وجدت أن تجربة الرسالة (أو مايمكن أن أسميه رحلة العمل على و كتابة الأطروحة أو الرسالة) هي أكثر ماعثّرني و صقلني أيضا. لم أكتفي بالتفكير في تجربتي فقط و لكن قمت بالبحث في بعض المراجع عن فوائد كتابة الرسالة بالنسبة لطالب الدراسات العليا ثم فكرت في تدوينها و مشاركتها معكم، خاصة للمقبلين على بدء مرحلة الدراسات العليا، لقناعتي أننا لو أدركنا أهمية ما نقوم به (أعني تركيزها على نتيجة العمل) فستكون نظرتنا مختلفة للتجارب التي نمر بها و سنركز على الخروج منها بأفضل المهارات العلمية و العملية الممكنة مهما اكتنفت هذه الرحلة من صعوبات.

كتابة أطروحة أو رسالة الماجستير أو الدكتوراة قد تكون عملية طويلة و صعبة. ربما ستمر بك أيام ستسهر فيها إلى وقت متأخر من الليل، ستقرأ فيها الكثير من الكتب و آخر المقالات و الأبحاث العلمية في تخصصك، ستعمل على إدخال و تحليل الكثير من البيانات، و ستقضي الكثير من الساعات في الكتابة، و كل هذه ليست سوى “بعض” من “كثير” من المهام التي سوف تحتاج إلى القيام بها لإكمال الأطروحة.

هل سألت نفسك يوما ما هي الفائدة التي ستجنيها من كل هذا التعب و الجهد مما هو أكثر من مجرد استكمال متطلبات درجة الدراسات العليا و الحصول على الشهادة؟

سأسرد لك هنا ستة من الفوائد العامة لكتابة الأطروحة و بالتأكيد ستتعلم الكثيرغيرها، و منها ما سيكون أكثر عمقاً و تعبيراً عن شخصك ومجال تخصصك.

فوائد كتابة الأطروحة أو الرسالة

إثراء المعرفة في تخصصك

كتابة الأطروحة قد يتضمن تحديد مشكلة أو سؤال معين لغرض البحث و تطوير المزيد من المعرفة حول موضوع معين من خلال الدراسات و البحوث العلمية و التجريبية. قدرتك على التوصل لنتائج خاصة ببحثك ستسهم في تواصلك المعرفي بالآخرين في مجال تخصصك الأمر الذي سيساهم في إثراء المعرفة في تخصصك بشكل عام بإضافة المزيد من المعلومات إلى مجال البحوث في تخصصك من ناحية، و بشكل يمكن الباحثين الآخرين في مجالك من استخدام ما توصلت إليه لتطوير المزيد من المعرفة من ناحية أخرى.

التسويق لك في سوق العمل

ميزة أخرى لكتابة الأطروحة هو أنها يمكن أن تدعمك أثناء دخولك لسوق العمل بعد التخرج. على سبيل المثال، كتابة الأطروحة تكسبك مهارات في إدارة المشاريع، تحليل البيانات، المهارات التنظيمية، الكتابة، و مهارات التواصل مع الآخرين. كل هذه مهارات يمكن أن يتم تنميتها و تعزيزها من خلال استكمال الأطروحة. كل هذه المهارات يمكنك استخدامها لاحقا للتسويق لنفسك لأصحاب العمل أثناء التقدم لوظيفتك المستقبلية، و بشكل خاص كفرد يمكنه إدارة العديد من المهام الصعبة في وقت واحد و بشكل فعال.

اكتساب خبرة في مجال معين

كتابة أطروحة يمكنك من تطوير نفسك لاكتساب خبرة في مجال معين. صحيح أنك لن تجيب على كل الأسئلة في بحث واحد أو رسالة واحدة و ستظل هنالك الكثير من الأسئلة التي ربما ستفكر بها لاحقا في عمل أبحاث مستقبلية خاصة إن كنت أكاديميا، مع ذلك، يمكنك اعتبار نفسك خبيراً في المجال أو المنطقة البحثية التي طرحتها في رسالتك. كتابة للرسالة يشير إلى أن لديك خبرة كنت قد كرّست نفسك و وقتك و جهدك لها و بمستوى عال من الدراسة المكثفة والمثابرة والتي هي سمات الشخصية الممتازة. مما يمكن إضافته أيضاً هنا هو أن تبادل خبرتك البحثية مع الآخرين سواءً بطريقة رسمية أو غير رسمية يساعد على نشر الخبرات الخاصة بك للآخرين.

معرفة الذات و تطويرها

كتابة الأطروحة سوف تساعدك على معرفة المزيد عن نفسك. يمكنك التعرف على عاداتك الجيدة و نقاط قوتك، و ربما بعض العادات الغير ملائمة أو نقاط الضعف و التي تحتاج إلى تغييرها أو تطويرها مثل تنمية الثقة بالذات، القدرة على التعاون مع الآخرين، و تقبل النقد البناء. إضافة إلى ذلك، يمكن لمثل هذه االأمور التي تعرفها عن نفسك أن تساعدك على التأنّي في خياراتك المستقبلية (المهنية أو الأكاديمية) من خلال معرفة ما يناسب عاداتك و اهتماماتك من الوظائف و الخيارات المتاحة أمامك.

اكتساب القدرة على التحدث في الندوات و المؤتمرات

كتابة الأطروحة من شأنها تحسين قدرتك على التحدث في المناسبات العامة و التواصل مع الآخرين بشكل عام. طوال خلال فترة كتابة الأطروحة الخاصة بك، قد يكون لديك الفرصة للتحدث إلى الطلاب الآخرين والأساتذة أو حتى اللجان البحثية أو المهنية في مجالك. قد تشارك أيضا في الندوات أو المؤتمرات وسوف تكون هنالك حاجة لتقديم بحثك حتى ولو كان لازال في مراحله الأولى أو لاحقا في مراحله النهائية. الأهم من ذلك فإن مناقشة رسالتك (في يوم المناقشة النهائية) و الدفاع عن أفكار بحثك يتطلب منك تقديم كل ما يتعلق بإجراءات بحثك و تلخيص النتائج الخاصة بك بطريقة مقتضبة لأعضاء لجنتك البحثية.

اكتساب القدرة على التفكير المرن و تقبل وجهات النظر

أخيرا، كتابة الأطروحة يشمل الكثير من التحديات، الأمر الذي سوف يساعدك على تطوير القدرة على التفكير بطريقة مرنة تسمح لك بالتفكير في العديد من المفاهيم في وقت واحد.إضافةً لذلك، ستساعدك على التكيف مع القضايا الجديدة أو المشاكل و العقبات التي قد تظهر أمامك في كثير من الأحيان. الحقيقة إن تنمية التفكير المرن هو مهارة حيوية و هامة جدا تجعلك تدافع عن فلسفتك و أفكارك البحثية بطريقة لا تجعلك في حالة صراع دائم مع الآخرين و إنما تنمي لديك القدرة على الإقناع و مواجهة التحديات دون الدخول في صراعات فكرية مع من يختلفون معك في وجهات النظر.

سأتحدث في المقال الأول عن ماهية الملصقات و مفهومها بشكل عام، (و ذلك حتى نتعلم أساس و منشأ الشيء الذي نود أن نتعلم عنه)، بالإضافة إلى أنواع الملصقات المختلفة و التي تخدم أغراض معينة، وفي مقال آخر، تحدثت أيضًا عن الملصقات العلمية بشكل مفصل ووضحت الفرق بينها و بين الملصقات الأخرى.

الملصقات و تاريخها

يمكننا تعريف الملصقات بشكل عام بأنها أي ورقة مطبوعة مصممة لغرض معين و يمكن إلصاقها على الحائط، و الهدف منها أن يستنبط القارئ معلومات عن محتوى الملصق بشكل سريع.

و تبعاَ للمؤرخ الفرنسي “ماكس جالو”، فقد تم إستخدام فكرة الملصقات قبل مائتي عام أثناء الحرب العالمية الثانية، و تم إلصاقها في أماكن مختلفة من العالم من أجل دعم بعض الحملات الإنتخابية على سبيل المثال. من ذلك، يتضح لنا أن فكرة الملصقات قديمة جداً، و مع مرور الزمن تطور إستخدامها و تنوعت الأهداف التي تُصمم لأجلها، و لكن، يبقى هدفها الرئيسي واحداَ، إيصال فكرة معينة بشكل جذاب و ملفت.

اقرأ المزيد

تمثل الطرق الإحصائية أداة أساسية و حيوية في البحث العلمي و البحوث العلمية. فهي تساعد في تصميم التجارب و تحليل البيانات و تفسيرها. كما تساهم في اتخاذ القرارات المناسبة على ضوء ما يتوصل له الباحث من نتائج. فأهمية المعرفة بعلم الإحصاء لا ينحصر على الراغبين بتطبيقه في مجال دراساتهم قط، إنما يمتد ذلك إلى كل باحث. فعلم الإحصاء وسيلة لقراءة  نتائج الأبحاث الأخرى و القدرة على تمييز الجيد منها و الأقوى.

الإحصاء و دوره في البحث العلمي

من المهم كباحثين في حقول العلوم المختلفة فهم علم الإحصاء و تطبيقه. فالتطبيق الصحيح للإحصاء يسمح لنا فهم و توثيق البيانات بشكل واضح. كما أن تطبيق الطرق الإحصائية الحديثة ضروري في فحص و دراسة أنواع كثيرة من المشاكل العلمية المختلفة. هذا لا يعني بالضرورة ضرورة الإلمام بكل الإختبارات الإحصائية و مختلف مواضيع الإحصاء بالطبع، لكن على الأقل، التعرف على و فهم أهم المواضيع ذات العلاقة بالبحث العلمي أو الدراسة.

أنواع الإحصاء

هناك نوعان من الإحصاء:

  1. الإحصاء الوصفي (Descriptive Statistic): و يستخدم لتوصيف العينة. مثل: حساب المتوسط، الوسيط ، و الإنحراف المعياري للعينة (سيتم شرح كل مصطلح و طريقة حسابه لاحقًا).
    عرض هذه المعلومات في بداية أي دراسة بحثية تتيح للقارئ فهم طبيعة العينة التي خضعت للاختبار و الدراسة، كما أن التوصيف الجيد و العرض المناسب لها يعتبر من الأساسيات التي يقاس عليها مدى صحة النتائج عن غيرها. وعدم وجود هذه البيانات يخلق تساؤل كبير عند قراءة أو تقييم الدراسة. يستخدم هذا النوع من الإحصاء في توصيف البيانات التي تم جمعها في الدراسات التجريبية و الميدانية  و عادة ما يتم توضيح هذه البيانات على شكل جدول أو رسم بياني.
  2. الإحصاء الاستدلالي (Inferential Statistic): يتيح لنا هذا النوع من الإحصاء الاستدلال عن سمات العينة و التوزيع الإحصائي لبياناتها. و يطبق عندما نريد تحليل أي بيانات جُمعت بهدف اختبارها فرضيًا.
    مثل:

    • ماهو تأثير السمنة على طول عمر الإنسان؟
    • كيف نقيس العلاقة بين عمر الزوج وعمر الزوجة؟
    • كيف نتنبأ بإنتاج أحد المحاصيل في إحدى السنوات؟
    • ماهو تأثير تدخين السجائر في زيادة احتمال الإصابة بالسرطان؟
    • أي من هذه التطبيقات الهاتفية أكثر سهولة في الاستخدام؟

ما هي البيانات و ما هي أنواعها؟

مجموعة من الحقائق، كالقيم، القياسات، أو الأرقام، و التي يتم جمعها وتحليلها من قبل الباحثين. و تعرف باللغة الإنجليزية بمصطلح Data. من المهم تحديد نوع البيانات المراد دراستها مبكرًا، وعلى ضوء ذلك يتم اختيار منهج و طريقة جمعها. هناك نوعان من البيانات:

  1. بيانات وصفية (Qualitative Data): وهي البيانات التي لا تكون في صورة عددية مثل (فصيلة الدم – التخصص الدراسي – جنس المواليد).
  2. بيانات كمية (Quantitative Data): وهي البيانات التي يتم جمعها في صورتها العددية مثل (عدد أفراد الأسرة – درجة الحرارة – عدد سنوات الخبرة).

هذا و قد تمت الإشارة في موضوع سابق إلى أهمية معرفة نوع البيانات و مستوى القياس الخاص بالبيانات ذلك أن الإختبارات الإحصائية في الغالب تقبل بيانات من نوع معين.

في المقال القادم بإذن الله، سنكمل و سنتناول كيفية تصميم الدراسة و خطوات القيام بالبحث الإحصائي.

– كتاب مقدمة في الطرق الإحصائية للدكتور جلال الصياد / الدكتور محمد الدسوقي
– An Introduction to Statistical Methods and Data Analysis by R. Ott & M. Longnecker

قمت بحضور دورة تدريبة من تقديم د.غادة عنقاوي و  د. عبدالله عدلان برعاية من الجمعية السعودية في التربية و اللغويات بالمملكة المتحدة و بإشراف من International Training and Development Academy (ITDA)، و ذلك في أساسيات النشر العلمي، و الفائدة العلمية كانت كبيرة لي و للحاضرين. أهم النصائح التي رأيت أهمية مشاركتها فيما يتعلق بالنشر العلمي أو نشر الأوراق العلمية في المجلات العلمية و غيرها هي:

  1. إعادة الكتابة، إعادة الكتابة، ثم إعادة الكتابة و التأمل فيها مراراً.
  2. الأفكار مشاعة في كل مكان فلا تكن شكاكاً في الناس و تعتقد أن الجميع سيسرق أفكارك. (احرص على ايجاد شخص تثق فيه لتناقش افكارك معه) مجموعة القراءة في الجامعة هي أفضل حل. يفضل عرض الورقة على زميل و التناقش حول المحتوى و طريقة العرض و اللغة.
  3. إنتقاء المجلة التي تنشر بها يعتمد على اطلاعك على آخر ما نشرت، و يجب إدارج بعض أوراقها كمرجع. و تأكد أن رسالة المجلة تتفق مع موضوع ورقتك.
  4. حاول أن تقنع المشرف بأهمية النشر بالنسبة لك، و احرص على اشراكه في جميع الخطوات.
  5. النشر العلمي مثل (السباحة) لو تقرأ فيه لسنوات لن تتعلم حتى تمارس بنفسكلذلك، إبدأ مبكراً و تعلم من الأخطاء، المهم هو الإستمرارية.
  6. في كل مجلة علمية تجد قائمة توضح خطوات النشر التي يجب اتباعها، احرص على قراءتها بشكل دقيق (خطاً صغير قد يسبب الرفض).
  7. حقوق النشر يجب أن تفكر بها بشكل جيد. حفظ حقوقك يبدأ بحفظك لحقوق الاخرين (احرص على توثيق كل شيء).
  8. نشر الورقة العلمية يكون مركز على نقطة واحدة. الرسالة تكون عامة و شاملة، و الإضافة العلمية تكون ناقدة و مفيدة، وكن مستعداً للنقد و رفض الورقة (الرفض لا يعني نهاية العالم الكثير من الاعمال العظيمة رفضت)، حتى البروفسورات ترفض أوراقهم. تقبل الرفض بابتسامه 🙂 و حاول أن تتعرف على أسباب الرفض و تتعلم منها لتطور عملك.
  9. النقطة الاساسية في النشر هي (المساهمة العلمية) Contribution. أحيانا تكون نتائجك رائعة لكن طريقة عرضها غير جيدة. لا تيأس، احرص على تسويق نتائجك بأفضل الطرق.

تعقيبًا على الموضوع السابق نشره: مزايا أو خصائص الليتريشور ريفيو Literature Review (الإطار النظري/متن البحث) المعدة بشكل جيد، أتطرق في هذا الفيديو الثاني للخطوات العامة التي من الممكن إتباعها لعمل الليتريشور ريفيو أو الإطار النظري للدراسة، مع العلم بأن الهدف من هذه الخطوات هو التوجيه فقط وهي ليست إجبارية وليس بالضرورة أن تكون متبعة في جميع الدراسات أو التخصصات.

  • BOLDERSTON A. (2008). Writing an Effective Literature Review. Journal of Medical Imaging and Radiation Sciences. 39, 86-92.
  • RUGG, G., & PETRE, M. (2004). The unwritten rules of PhD research. Maidenhead, England, Open University Press.