كافة المواضيع و الأقسام المتعلقة بالبحث العلمي

إن الكثير من الطلاب يعانون من في مرحلة البحث من قضية جوهرية وهي افتقاد الباحث/الباحث للتفكير النقدي/الناقد  (Critical Thinking)، و كثير من البحوث يتم التعليق عليها بأن الباحث لم يكن ناقداً بصيراً بل كان يصف المشكلة و لم يتعمق فيها و يحللها و يناقشها بشكل كافي.

في هذا الموضوع سأعرض لتوصيف مبسط لماهية التفكير الناقد، ثم سأتناول في موضوع آخر أهم الأسئلة التي على الطالب أن يطرحها طول فترة الدراسة أو البحث، حتى يصل لمرحلة التفكير الناقد، ثم بعد ذلك، سأشارك معكم مقارنة بين أسلوب الكتابة الوصفية و النقدية.

هذه المقالة موجهه لجميع الباحثين و الطلاب و المربين و صانعي القرارات، و كذلك المهتمين بتطوير مهارات التفكير الناقد لديهم.

التفكير النقدي قد يعرف بأنه القدرة على التحقق من الافتراضات أو الافكار أو الأخبار هل هي حقيقية، أم تحمل جزءا من الحقيقة، أم أنها غير حقيقية. وقد عرف التفكير النقدي على أنه: تفكير تأملي معقول يركز على ما يعتقد به الفرد أو يقوم بأدائه، و هو فحص و تقويم الحلول المعروضة من أجل إصدار حكم حول قيمة الشيء.

المفكر الناقد هو الشخص الذي يفكر و يحلل بعد الغوص في المعلومات و التحقق من دقتها و صحتها، ويتأمل المواقف ثم يقيميها بناءً على الامكانيات التي لديه ، ثم يطلق الأحكام أو المقترحات بعد ذلك. هذه العملية تكون في جميع مراحل الحياة، في القراءة، في الكتابة، عند سماع الأخبار، عند التعليم الخ.

 الصفات التي يجب على المفكر أن يتمتع بها

  • الاستعداد لتقبل الأراء المخالفة، و عدم التعصب لرأي أو لمدرسة معينة أو لعادات اجتماعية منتشرة.
  • الاستعداد لنقد الذات، والتواضع في طلب العلم، وإعادة التفكير في الاسئلة والفرضيات التي يطرحها باستمرار.
  • المهارة في طرح الاسئلة والمشاكل والاحتمالات لتضييق نطاق البحث.
  • التأمل و إعادة التفكير في القضايا المعرفية، صدق المعرفة التي لدى الباحث، قوة الأدلة التي اعتمد عليها الباحث، تفكيك بنية البحث، والسؤال بصدق: ماهو الشيء الذي اريد أن اصل إليه؟ هل رغباتي الشخصية هي الموجه الحقيقي لذلك؟
  • البعد عن السطحية في التفكير باستخدام التعميمات مثل الحكم على الأشياء أو الناس أو الافكار بأنها جيدة أو سيئة بناء على خبرة أو رأي شخصي. العمق الفكري مهم لكل طالب علم، التأمل و التحليل و التركيب و المقارنة و طرح الاسئلة التي لا نملك الإجابة عليها تؤدي إلى التفكير الناقد.
  • القدرة على محاكمة المسلمات ومناقشتها.
  • استخدام المنطق و التدرب على المحاججة و مناقشة الأدلة من كلا الطرفين المختلفين، و مناقشة الآخرين و التعلم منهم.

الإجراءات التي تساعد على بناء و تطوير القدرة على التفكير النقدي

  1. الفهم العميق للمشكلة و تحديد أبعادها.
  2. جمع المعلومات من عدة مصادر، والقراءة الكثيرة، و يفضل أن تكون القراءة منظمة بشكل يساعد الباحث على الرجوع لها بشكل جيد، يفضل لذلك أن يستخدم الباحث جدول يحدد فيه بدقة مصدر المعلومة، و كيفية الرجوع إليها، ثم تعليق الباحث. هذه التعليقات مفيدة جدا في المستقبل عند العودة إليها، و هذا التعليق يكون بنقد المعلومة سواء إيجاباً أو سلباً.
  3. تأمل الافتراضات و قيمتها.
  4. تحليل المعلومات و من ثم مقارنة المعطيات و الافتراضات.
  5. تفسير الأدلة و تقييمها.
  6. مناقشة الآخرين و جميع من لهم صلة بالبحث و كذلك من هم بعيدين عنه، حيث يحسن بالباحث طرح أفكاره لعموم الناس ثم ينظر كيفية إستجابتهم لها. هذه المناقشات تفتح آفاقاَ لا يمكن حصرها.
  7. تقديم الخاتمة، المقترحات وإمكانية التعميم.

في الخاتمة أود أن انبه إلى أن هذه القدرة أو الملكة – بفتح الميم واللام – تكتسب اكتساباً و يكون التمرس عليها بالتعلم و التدريب و الصبر. لذا فلا يغضب أحدنا عندما يوقع المصحح في أسفل بحثه الذي قد بذل فيه الليالي و الأيام، بعبارة (البحث وصفي و يفتقد إلى التفكير الناقد). فطالب العلم لا يكل ولا يمل من التزود بالمهارات التي تعينه أن يكون مبدعاً في مجاله.

من المهم أيضاً، أن تتابع موضوع ٢١ سؤالاً تقودك للتفكير النقدي (Critical Thinking)،و الذي يحتوي على الأسئلة التي تعين الباحث للوصول ببحثه إلى مرحلة التفكير الناقد.

بغض النظر عن كونك باحث، تبحث أو تعمل على مشكلة معينة أو كونك مهتم و متابع لموضوع أو عدة مواضيع، من المهم أن تتابع كل جديد في ذلك المجال بلا شك. الأهمية ربما في الحالة الأولى (كونك باحث) تكون أهم بكثير في بعض الأحيان خصوصا كون بعض الأخبار و المقالات الصادرة تساعدك في التبرير (Justification) بشكل أفضل لموضوعك أو دراستك، خصوصا إذا ما تطرقت مثل هذه المواضيع أو الأخبار لبعض الإحصائيات و الحقائق المهمة التي يمكنك الإستفادة منها. كما أن ذلك يوضح بما لا يدع مجالا للشك أنك حريص على متابعة كل جديد!

بالإضافة لما سبق، مع تزايد المسؤوليات و المهام اليومية و تزايد مصادر المعلومات بشكل مهول على الإنترنت، أصبح من الصعب متابعة العديد من هذه المصادر خصوصا كون هذه العملية تستغرق الكثير من الوقت! و هنا يأتي دور الأدوات الثلاثة التي أشاركها معكم هنا. فالهدف منها مساعدتك على الوصول إلى مختلف المقالات و الأخبار المنشورة في مختلف المجالات بشكل أسهل يختصر عليك الكثير من الوقت، و بالتالي تحقيق إنتاجية أعلى.
إستعرض الفيديو بكامل الشاشة كما يمكنك رفع جودة الفيديوتنبيه: قامت شركة قووقل بإيقاف خدمة قارئ قووقل مؤخراً، لذلك، أرجو تجاهل الجزء الخاص بهذه الأداة في الفيديو و البحث عن أداة بديلة لقراءة مغذيات RSS.

في الفيديو أعلاه قمت بالتطرق ل٣ أدوات مفيدة في القراءة و متابعة كل جديد و هي:

قارئ قووقل

تم إيقاف الخدمة من قبل قووقل.

خدمة Pocket

Pocket يستخدم للإحتفاظ بأي مواقع، مقالات أو روابط بشكل عام بحيث يمكن الرجوع إليها مستقبلا. يمكن إستخدام الكلمات المفتاحية لفرز و تصنيف مختلف العناصر التي يتم حفظها.
يقوم المستخدم أولا بتسجيل الزر الخاص بإضافة المصادر المختلفة للخدمة، و بعد ذلك، يقوم بتنزيل البرنامج الخاص بالخدمة و المتوفر على الوندوز و الماك و الآيفوم و الآيباد و غيرها لقراءة و الوصول إلى ما تم حفظه.

دليل WeFollow لمستخدموا تويتر

موقع WeFollow يوفر دليل لمستخموا تويتر في العديد من المواضيع.

يواجه العديد من الباحثين المبتدئين مشاكل مع بداية رحلتهم البحثية العلمية، و ما يزيد الأمر تعقيداً هو أنهم في الغالب لا يكونوا مجهزين للتعامل مع مثل هذه المشاكل، و بالتالي يتسبب ذلك أحيانا في تفاقم المشكلة.

في هذا الفيديو القصير، أناقش بشكل سريع ٣ مشاكل تواجه الباحثين المبتدئين، مررت ببعضها شخصيا، كما مرّ بها العديد من الزملاء و الطلاب الذين تواصلت معهم.
من المهم أن يدرك الطالب أنه ليس الوحيد من مرّ بهذه المشاكل! و من المهم كذلك تدارك الموضوع بإذن الله و إيجاد الحلول و متابعة العمل!
إستعرض الفيديو بكامل الشاشة كما يمكنك رفع جودة الفيديو

(قريبا) بعض الحلول المقترحة + نبذة عن كل مشكلة.

أطمح من خلال مدونة و دليل البحث العلمي و التعليم أن يكون هنالك مخرجات مفيدة يمكن الإستفادة منها في نشر ثقافة البحث العلمي و أيضا تهيئة الباحثين المبتدئين، و ذلك من خلال العمل على مشاريع صغيرة يكون منها الفائدة بإذن الله.

أحد هذه المشاريع هدفها التركيز على إعداد عروض تقديمية غنية بالمعلومات مفتوحة بحيث يمكن لمن أراد أن يستفيد مما فيها و يقدمها في جامعته، مدرسته، إدارته أو غيرها.

كنت قدمت على مدى ال٣ سنوات الماضية عرضاً في البحث العلمي (موجود هنا). و هذه السنة، رأيت أن أعمل على هذا العرض و أحدّثه و أضيف إليه ليكون بإذن الله أول مشروع يخرج من هذه المدونة!
اقرأ المزيد

خطة أو مقترح البحث (Research Proposal) هي خطة مسبقة لاقناع الجهة التي يرغب الطالب بالتقديم عليها سواء كانت جامعة يسعى للدارسة بها، أو جهة يرغب بالحصول منها على تمويل لبحثه. و يجب أن تحتوي على تعريف واضح لسؤال البحث (Research Question) و الطريقة المثلى للإجابة عليه. كذلك، تحديد الأصالة/جوانب الإبتكار في البحث و كيف سيضيف للمعرفة (Original contribution to knowledge) و الدراسات السابقة في ذلك الحقل. أو بعبارة أخرى، ماذا سيضيف للجهة الراعية لبحثه و لماذا يجب عليهم أن يدعموا هذا البحث عوضاً عن غيره؟ و السبب وراء ذلك لكي يتضح لهم مدى جودة و أصالة فكرة البحث، و مهارة الباحث في التفكير النقدي و أهمية النتائج التي ربما تقود لتغير أفضل سواء على مستوى المنظمة في ممارساتها، أو على مستوى المعرفة العامة.

هذا الموضوع مهم لجميع الطلاب الذين يرغبون بإكمال الدراسات العليا (ماجستير أو دكتوراه )، و ربما يستفيد منه طلاب مرحلة البكالوريس في مشاريع التخرج، و كذلك للباحثين من شتى المجالات الذين يسعون للحصول على تمويل لبحوثهم سواء عن طريق كراسي البحث العلمي في الجامعات ، أو المنظمات الدولية ، الاجتماعية ، و الحكومية و ما إلى ذلك.

النقاط الأساسية التي يجب أن يحتويها مقترح أو خطة البحث (Research Proposal).

مع مراعاة اختلاف بعض النقاط تبعا لبعض التخصصات، بشكل عام. ينبغي أن يكون المقترح قرابة ثلاثة آلاف كلمة (تزيد أو تنقص) و يفضّل سؤال الجهة المراد التقديم عليها عن الحدين الأعلى و الأدنى في ذلك، لأن بعض الجامعات مثل اكسفورد تشترط الف كلمة فقط. أما اختلاف التخصصات فمثال ذلك كون الدراسات الانسانية تحتاج لكثير من البسط و الشرح، و التخصصات العلمية تحتاج لأقل من ذلك.

العناصر الاساسية لمقترح البحث هي كالتالي:

  • العنوان يجب أن يكون جذابا و مختصرا، و يصف بدقة مشكلة البحث، و البعض يرى أن لا يزيد عن عشر كلمات.
  • مقدمة و لمحة سريعة عن الباحث ، من هو؟ مؤهلاته، أعماله و خبراته، أبحاثه، المؤسسة التي بتبع لها (جهة الابتعاث و الغرض من الابتعاث إن وجد).
  • ملخص عن رسالة الماجستير (قد لا ينطبق على البعض) و ذلك في حالة ارتباطها بموضوع الدكتوراه إرتباطاً مباشراً، المشكلة، السؤال، و المنهجية، و النتائج. لكل واحدة سطرين أو ثلاثة بالكثير.
  • تمهيد عن الموضوع، برسم صورة عن أبعاد الموضوع و خلفية تاريخية عنه.
  • وصف شامل لمشكلة البحث و مدى أهميتها.
  • الدافعية لاختيار هذا البحث و الأسباب التي تقنع القارئ (المشرف أو غيره) بأهمية الموضوع و الفائدة المرجوة أو المتوقعة منه.
  • عرض الدراسات السابقة بشكل مركّز و وصف عميق، يدل على سعة اطلاع الباحث، و تلخيص لعدد كثير من الدراسات سواء المؤيدة و المعارضة لفرضية البحث في فقرتين أو ثلاث (Paragraph) و يكون بها شرح للفجوة (Knowledge Gap)، و كيف يسعى الباحث لسد هذا الفجوة؟
  • منهجية البحث: إنطلاقا من فلسفة البحث عموما الى الطرق و الأدوات و الممارسات التي سيتبناها الباحث للوصول الى النتائج مع التعليل و الإستشهاد بمراجع معتبرة في هذا المجال. مثال ذلك :
    1. فرضية البحث
    2. سؤال البحث
    3. تصميم البحث
    4. عينة البحث و التي ربما هي المشاركين في البحث (يراعي هنا التعريج على أخلاقيات البحث العلمي في عدم الإضرار بالمشاركين و استخدام المعلومات لأغراض البحث العلمي فقط)
    5. طريقة التحليل
    6. طريقة جمع المعلومات
    7. الأهداف العامة و الخاصة

    و هنا يستحسن التفصيل في تصميم أسئلة البحث فيكون على النحو التالي مثلا:

    أولاَ: سؤال عام يشمل الموضوع ثم يتفرع منها أسئلة خاصة تكون غالبا من 5 الى 8 أسئلة، يراعي أيضاً أن منهجية البحث ترتبط ارتباطا وثيقا بصيغة سؤال البحث، مثال ذلك : الطرق الكمية تركز على اكتشاف العلاقة بين السبب و المسبب، و هل يوجد علاقة أم لا؟ و ماذا يحدث ..؟ و قياس الظواهر. أما الطرق الكيفية تركز على لماذا حدث هذا ؟ وكيف ومتى حدث ؟ وتسعى لاكتشاف أعماق الظواهر و خبرة المشاركين في البحث، و ليس قياسها.

    ثانيا: يجب التركيز على الأسئلة الفرعية بدقة، فكلما كان السؤال دقيقا و مركزاً و يخدم نقطة معينة كان افضل.

  • النتائج المتوقعة من البحث، و ربما يحسن أن تربط بالدافعية و سبب اختيار موضوع البحث.
  • المستمعين، المعنيين أو المتأثرين بالبحث و كيفية التواصل معهم أو بعبارة أخرى (من سيهتم ليسمع نتائج البحث)، أي كيف يسعى الباحث لتسويق بحثه، و من هي الجهة التي ستستفيد منه. مثال ذلك : هل الباحث يسعى لزيادة الوعي بمشكلة معينة، أو لحثّ متخذي القرار باتخاذ قرارات جديدة أو تحسين خطط، برامج، الخ. و ربط الفائدة بالباحثين حول العالم و كيف سيكون هذا البحث مفيدا و نافعا للعلم و للبشرية.
  • الخطة الزمنية (والأفضل أن تكون في جدول ) في الملحقات وضعت مثال لهذا الجدول كنت قد قدمته لرسالة الماجسيتر.
  • المراجع.

 

هذه نظرة عامة لما يحسن أن يشتمل عليه مقترح البحث، مع مراعاة امكانية التقديم و التاخير فيها بما يخدم البحث و اختلاف التخصص.

ربما يرى البعض عدم أهمية بعض النقاط فآمل التعليق أو الاضافة، و إثراء هذه الصفحة لتكون مرجعا مفيدا.

في هذه المدونة الرائعة. آمل ان يكون هذا المقال مفيدا للجميع. ان كنت قد وجدته كذلك فلا تنسانا من دعوة صالحة…

Principles of Good Research & Research Proposal Guide
How to Write a Research Proposal, Birmingham City University
الملحقات:
خطة العمل على رسالة الماجستير للإستفادة من المراحل المختلفة فيها و ترتيبها

سؤال البحث (Research Question) يمكن أن يتغير في أي مرحلة من مراحل الدراسة أو البحث، لكن، من المهم أن يكون هنالك تركيز على السؤال طوال فترة الدراسة لضمان سيرها في الطريق الصحيح و عدم وجود تشتيت أو خروج عن المسار. و لذلك، من المهم جدا صياغة سؤال البحث (Research Question) أو أسئلة البحث (Research Questions) بأكبر قدد من الدقة و الصحة (قدر المستطاع) في أوائل مراحل الدراسة و إعطائها القدر الذي تستحقه من النقاش و البحث و التطوير، ذلك أن عدم صياغتها بالشكل الصحيح في المراحل الأولى قد يتسبب في بعض المشاكل.

الآن و قد تعرفنا على مدى أهمية صياغة سؤال البحث بالشكل الصحيح مبكرا، دعونا نتطرق لبعض صفات سؤال البحث الجيّد. اقرأ المزيد

تصميم البحث (Research Design) يمكن تعريفها إلى أنها الخطة أو الطريقة المقترحة للقيام بالبحث، و التي تأخذ في الحسبان ثلاثة مكونات رئيسية: نظريات أو فلسفات العالم (Worldviews)، إستراتيجيات البحث أو التحقق (Strategies of Inquiry)، و أساليب البحث (Research Methods).

مكونات تصميم البحث

نظريات أو فلسفات العالم (Worldviews) و ما تشتمله من إعتبارات أو إفتراضات (Assumptions)

يطلق عليها أيضا (Research Paradigm). و يفترض البعض بأن هذه الفلسفات مبنية على ما يسمى (Ontologies) و هي صفات مختلفة تميز الظواهر محل الدراسة أو توضح طرق فهم هذه الظواهر و أيضا  نظرية المعرفة (Epistemologies) و هي النظريات المتعلقة بالمعرفة نفسها و كيفية و إمكانية الحصول عليها و  فحصها و التحقق من صحتها و قبولها، و كيف نعرف و نحدد الشئ الصحيح و المقبول من غير  المقبول في فهمنا و تعاملنا مع الظاهرة محل الدراسة.

مع أن التطرق بشكل مباشر و مفصل لهذه النظريات أو الفلسفات هو شئ غالبا ما يتم بشكل مخفي داخل البحث، هذه النظريات و ما تحتويه من فرضيات ما زالت تؤثر على البحث و على الباحث التعرف عليها و إختيار النظرية أو الفلسفة المناسبة لدراسته. لذلك، من المقترح أن يقوم الباحث بتوضيح النظريات أو الفلسفات التي ينوي تبنيها في دراسته بشكل واضح، حيث أن ذلك سيساعد أيضا في معرفة سبب إختيار الباحث لأي من إستراتيجيات البحث (و أساليبها) الوصفية (Qualitative)، الكمية (Quantitative)، أو المدمجة (Mixed Methods) و التي تستخدم جوانب من النوعين السابقة معا.

عند التطرق لهذا الموضوع في الدراسة، قد يكون من الجيد أن يقوم الباحث بالتفصيل نوعا ما في ذكر:

  • النظرية أو الفلسفة التي يتبناها البحث
  • تعريف بالإعتبارات أو الإفتراضات الأساسية للنظرية أو الفلسفة.
  • كيف أثرت هذه النظرية على الأسلوب أو الطريقة التي سيتبعها الباحث في الدراسة.

هذه أمثلة على بعض النظريات أو الفلسفات و التي سيتم التطرق لها في مواضيع منفصلة (مع تحديث الروابط التالية فور نشر مواضيع عنها):

  • Postpositivist
  • Social Constructivist
  • Advocacy and Participatory
  • Pragmatic

إستراتيجيات البحث أو التحقق (Strategies of Inquiry)

كما يطلق عليها أيضا طرق التحقق أو البحث (Approaches to Inquiry) أو منهجية البحث (Research Methodology) و التي تندرج تحت أحد هذه الأقسام (سيتم التطرق لكل إستراتيجية في موضوع منفصل مع الربط لها هنا):

  • الإستراتيجيات الكمية (Quantitative Strategies).
  • الإستراتيجيات الوصفية/النوعية (Qualitative Strategies). من المفيد أيضا قراءة موضوع مقدمة في البحث النوعي.
  • الإستراتيجيات المندمجة (الدمج بين السابقين) (Mixed Methods).

 

أساليب البحث (Research Methods)

المكوّن الثالث لتصميم البحث هو أساليب البحث (Research Methods) المحددة و التي تشتمل على أدوات جمع البيانات التي يرغب في إستخدامها الباحث، طرق التحليل بالإضافة إلى طرق التأويل أو الإستخلاص التي يقترح الباحث إستخدامها في دراسته.

– CRESWELL, J. W. (2009). Research design: qualitative, quantitative, and mixed methods approaches. Los Angeles, Sage.
– COHEN, L., MANION, L., & MORRISON, K. (2011). Research methods in education. London, Routledge.

عندما نقرأ دراسة علمية ما فهل نأخذ نتائج تلك الدراسة على أنها صحيحة مطلقاً أم نجزم بخطأ نتائج تلك الدراسة ؟ هذا في الحقيقة يعتمد على مهارات القارئ و تحديداً التقييم النقدي (الانتقادي) في البحث العلمي أو ما يسمى بـ (Critical Appraisal).
التقييم النقدي هو في الحقيقة محاولة من القارئ لفهم الورقة العلمية لدراسةٍ ما و تحديد مدى مصداقيتها وجودتها والثقة بنتائجها. هذه المحاولة في حد ذاتها خضعت للدراسة والتمحيص والفهم حتى خرجنا بما يسمى بأسس وأصول التقييم الانتقادي للأبحاث. ما يقوم به محررو المجلات العلمية عندما تُقدم لهم أوراق علمية للنشر من المراجعة والتأكد من جودة وسلامة البحث من أي أخطاء هو في الوقع نوع من التقييم الانتقادي للدراسة لتحديد ما إذا كانت الدراسة بمستوى من المصداقية والجودة يؤهلها للنشر بالمجلة.

 

هذه العملية من النقد العلمي للأبحاث أصبح لها الآن قواعد و ضوابط تمكن مَن يُتقنها من اكتساب مهارات التقييم الانتقادي للأبحاث و نقد أي ورقة علمية بطريقة علمية ومنظمة.
تكمن أهمية التقييم الانتقادي للأبحاث في أنه يساعد طالب الدكتوراه مثلاً في تحديد مدى جودة ومصداقية الأوراق العلمية التي بين يديه و هل تستحق أن يشار اليها في رسالة الدكتوراه أم لا. كذلك محرر المجلة العلمية كما أشرت آنفاً في تقرير هل تستحق الورقة العلمية المقدمة النشر أم لا.
كثير من الابحاث المنشورة اليوم تتمتع بجودة عالية ولكن الأكثر في الحقيقة لا يتمتع بنفس المصداقية والجودة. لذا يجب الحذر من اعتماد اي نتائج لأي دراسة بدون تقييمها والتأكد من صحتها وخصوصاً اذا كان الأمر يتعلق بمجال مهنة الطب ومعالجة المرضى والبدء باستخدام اليات معالجة لم تثبت سلامتها بعد.
لكل نوع من الدراسات والابحاث طريقة مخصصة للنقد والتقييم. فمثلاً الدراسات التجريبية السريرية (Clinical trails) لها طريقة تختلف عن الدراسات غير التجريبية التي تعتمد الملاحظة و المتابعة فقط.

 أسئلة مهمة عند قراءة أي ورقة علمية أو دراسة

كمقدمة لهذا الموضوع سأطرح بداية مجموعة من الأسئلة الهامة والعامة التي ينبغي على القارئ أن يطرحها على نفسه خلال قراءة أي ورقة علمية وذلك من أجل فهم الورقة أولاً وكنوع من النقد التقييمي أو التقييم الانتقادي للبحث ثانياً.
السؤال الأول: هل الورقة تُهمني ويجب علي قراءتها أم لا؟
قراءة عنوان الورقة (Title) والملخص (Abstract) هما خير من يجيب على هذا السؤال.

السؤال الثاني: لماذا عُمِلَت الدراسة؟
قراءة مقدمة (Introduction) الدراسة توضح عادة خلفية الموضوع ولماذا عمل الباحث الدراسة.

السؤال الثالث: كيف عُمِلت الدراسة؟
عادةً قراءة فقرة تصميم أو طريقة البحث (Methods/Methodology) توضح بالضبط كيف عمل الباحث الدراسة.

السؤال الرابع: ماذا كانت أهم النتائج أو ماذا وجد الباحث؟
النتائج الرئيسية للدراسة عادة ما تعرض على شكل جداول ورسوم بيانية يتم شرحها في فقرة النتائج (Results or Findings).

السؤال الخامس: ماذا تعني هذه النتائج؟
على كل باحث أثناء كتابته لورقة علمية أن يشرح و يفسر ماذا تعني النتائج التي توصل إليها. قد تجد ذلك في فقرة النتائج (Results or Findings) و قد تجده في فقرة النقاش (Discussion) كذلك على القارئ أن يتأكد هل هذا الشرح يتسق مع النتائج المعروضة و يفسرها بشكل صحيح أم لا؟ عادة كذلك ما يتم كتابة ملخص النتائج في فقرة الاستنتاج الختامي (Conclusion).
هذه الأسئلة تُعتبر بداية هامة لاتقان قراءة الأوراق العلمية واكتساب مهارات التقييم الانتقادي للأبحاث.

في موضوع سابق تحدثت عن مستويات قياس البيانات و أهمية معرفتها خصوصا و أنه بناءً على معرفتها يمكن معرفة نوع الإختبارات الإحصائية التي يمكن تطبيقها على بعض من أنواع مقاييس البيانات تلك.

في هذا الموضوع، سأوضّح نوعين من أنواع البيانات، و هي البيانات المعلمية (Parametric Data) و البيانات اللا معلمية (Non-Parametric Data). هذه الأنواع من البيانات يمكن ربطها مباشرة بمستويات قياس البيانات. و تكمن الحاجة إلى معرفة هذه النوعين من البيانات كما هو الحال مع مقاييس البيانات في كون هنالك إختبارات مخصصة لكل نوع. فمن الخطأ تطبيق إختبارات معلمية (Parametric Statistics) علي بيانات غير معلمية (Non-Parametric Data)، إلا أنه يمكن تطبيق الإختبارات الإحصائية اللا معلمية (Non-Parametric Statistics) على بيانات معلمية (Parametric Data)، إلا أن ذلك نادرا كون الإختبارات في هذه الحالات أقل قوة.

الآن و قد تطرقنا لأهمية معرفة أنواع البيانات، دعونا نتطرق إلى صلة هذه الأنواع من البيانات بمستويات قياس البيانات.

البيانات اللا معلمية (Non-Parametric Data)

هذا النوع من البيانات بسيط و لا يقوم بإفتراض أي فرضيات عن مجتمع الدراسة، غالبا لأن صفات و خصائص المجتمع تكون مجهولة و غير معروفة. هذه البيانات غالبا ما يتم الحصول عليها من خلال الإستبيانات (Questionnaires) و الإستطلاعات (Surveys). هذا النوع من البيانات لا يتبع توزيعا (Distribution-Free) معين.
البيانات الوصفية (Nominal) و الرتبية أو الترتيبية (Ordinal) تعتبر غالبا من البيانات اللا معلمية (Non-Parametric Data).

البيانات المعلمية (Parametric Data)

البيانات المعلمية تفترض معرفتها بخصائص و صفات المجتمع، بحيث تمكن الباحث من الإستدلال بشكل أفضل. هذه البيانات غالبا ما يمكن قياسها مثلا: الحجم، الوزن، الطول. هذه البيانات غالبا ما يتم الحصول عليها من خلال التجارب و الإختبارات (نتئج الإختبارات مثلا).
البيانات ذات مستوى مقياس الفترة (Interval) و مقياس النسبة أو المقياس النسبي (Ration) تعتبر من البيانات المعلمية (Parametric Data).

– COHEN, L., MANION, L., & MORRISON, K. (2011). Research methods in education. London, Routledge.